أحمد قبلان لـ البطريرك الراعي: لا توجد قوة في الأرض تستطيع نزع سلاح حزب الله

منذ 3 شهور
أحمد قبلان لـ البطريرك الراعي: لا توجد قوة في الأرض تستطيع نزع سلاح حزب الله

الوكالات
رد مفتي لبنان أحمد قبلان على تصريحات البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بشأن تسليم حزب الله السلاح.

قال أحمد قبلان في بيان: “أولاً، أقول لغبطة البطريرك بشارة بطرس الراعي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فالسلام كنز الأنبياء، والوئام ومقاومة الظالم دين القديسين. لا يدوم حصن الكنيسة والمسجد إلا بنصرة المظلوم، وإغاثة المحتاج، وتخفيف المعاناة، ومحاربة الظالم والفاسد والطاغية، كإسرائيل وتحالفها ومشروعها الإرهابي وتاريخها الحافل بمعاناة المسيح والمسيحيين. وبدون ذلك، لا قيمة للكنيسة والمسجد.”

وتابع قبلان: “إلى شريكي في الوطن، الذي يزيد من معاناة شريكه في الوطن، أقول: سلاح حزب الله هو سلاح حركة أمل، وسلاح حزب الله وحركة أمل هو سلاح الله، ولا قوة على الأرض تستطيع القضاء عليهما إن شاء الله. عدا ذلك، نحن ووجودنا وكل قدراتنا جاهزة للدفاع عن هذا لبنان”.

وتابع: “نحن قوة أنعم الله عليها بتضحيات تاريخية وانتصارات وطنية، رغم اعتداءات السكاكين على جيراننا. وإن كان من فداء وتضحية تاريخية في لبنان الحديث، فهي ما قدمته حركة أمل وحزب الله وسائر قوى المقاومة من هزيمة إسرائيل وانتزاع الدولة اللبنانية ومؤسساتها وقطاعاتها المختلفة من براثن إسرائيل يوم احتلتها ومزقت كل معاني الوطنية”.

قال: “إن كتمان الحقيقة لا يكون إلا عن الله، والانتقام التعسفي لا يتوافق مع منطق الكنيسة والمسجد. إن إجماع أقلية شكلية ضئيلة، لا علاقة لها بالوطنية، على تنفيذ قرار نزع سلاح المقاومة قرارٌ مجنونٌ أجوفٌ رخيص، لا قيمة له إلا بالحبر الفاسد الذي كُتب به. لا يوجد قرارٌ أشد خيانةً لهذا الوطن وتاريخه وسيادته من هذا القرار الذي يخدم المصالح الكبرى للكيان الصهيوني، ووزنه الوطني صفر”.

وتابع: “لن نسمح للصهيونية باحتلال لبنان مجدداً إن شاء الله. وثقتنا بالله، وبشعبه العزيز، وبجيشه الوطني، وبمقاومته الجبارة التي تنتظر لحظة التضحية الكبرى. لقد طفح الكيل بالطائفة الشيعية من الاستسلام والخيانة وشهادة الزور. إن كان هناك من في هذا الوطن من يضحي بدمائه وشبابه وطاقاته الهائلة من أجل هذا الوطن العزيز، فهي الطائفة الشيعية، بل الطائفة المقاومة بكل أطيافها ووجوهها”.

رأى قبلان أن كلام الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، كان زاخرًا بالحق والموقف الوطني. فهو الذي كرّس حياته لإعادة بناء لبنان والحفاظ على سيادته، وما زال. قبله وبعده، كانت هذه كلمات أمين سرّ الأمة، وبطل التضحية الوطنية، وحامل أمانة الإمام الصدر، الأخ العزيز، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استعاد الوطن في “انتفاضة 6 فبراير”، وبعد أن فقده، انغمس في المقاومة الكبرى، وشاركه البعض في صهيونيته. ويبقى الرئيس نبيه بري درع لبنان، وحكيم سيادته الوطنية.

وخاطب الجميع قائلاً: “حزب الله يعني حركة أمل، وحركة أمل وحزب الله يعنيان الشيعة، والشيعة يعنيان كل حر في هذا الوطن الحبيب بمقاومته وتضحياته ووطنيته. حزب الله لم يُخترق ولن يُخترق، ولم يُهزم ولن يُهزم”.

وأكد المفتي العام الشيخ الدكتور الجعفري الممتاز أن سبب هذه الحرب هو دولة الاحتلال الإرهابي الإسرائيلي التي قامت على أنقاض ودماء وأنقاض شعب ووطن، وعلى ما لا يحصى من العدوان والفظائع.

وأضاف: “أقصد بذلك إسرائيل بكل تراثها العدائي تجاه المسيح والمسيحية والإسلام والمسلمين. أقصد إسرائيل الإرهابية، وليس الشعوب المضطهدة في فلسطين ولبنان وجنوب سوريا واليمن وغيرها ممن تضرروا من يد إسرائيل الإرهابية”، حسبما ذكرت قناة روسيا اليوم.

وتابع: “العيش المشترك، والدولة الوطنية، والسيادة اللبنانية أقدس ما نملك، وبدونها نكون في خطر، ومقدراتنا وراءها. تاريخنا وتاريخ أيقونة الثورات الكبرى، الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأخينا أمين الأمة وبلدان الشرق، الأستاذ نبيه بري، وسام شرف وطني غير مسبوق في هذا البلد المظلوم، حيث يتمرد علينا البعض بفضل بقايانا وتضحياتنا المنتشرة في أرجاء هذا البلد، ليبقى لبنان حاكمًا حرًا لشعبه، مسلمين ومسيحيين. إيران فخر كل حر في هذا العالم، وثقتنا بطهران كثقتنا بالأولياء العظام، والأولياء لا عدو لهم إلا الشياطين”.

وأضاف قبلان أن إيران أحبطت مشروع الشرق الأوسط، وحرمت واشنطن وتل أبيب من حلم إسرائيل الكبرى. وقال: “من أراد إسرائيل فليذهب إليها. طموح نتنياهو في إسرائيل الكبرى، لو تحقق، لكان قد تحقق على أنقاض جثث المسيحيين والمسلمين وتدمير أوطانهم. لا عذر لمن يدافع عن قتلة الأنبياء والقديسين. القمة الروحية لا قيمة لها إذا سعت إلى انتصار الصهيونية أو قوضت سلاح المقاومة، سلاح الأنبياء في هذا العصر”.

وتأتي تصريحات قبلان في أعقاب تصريح للبطريرك بشارة بطرس الراعي في مقابلة مع قناة العربية الحدث، بأن انسحاب إسرائيل من لبنان من شأنه أن يسهل نزع سلاح حزب الله.

أكد الراعي وجود إجماع لبناني راسخ بشأن تطبيق قرار نزع سلاح حزب الله. وقرار الحكومة اللبنانية بإدراج جميع الأسلحة غير الشرعية على القائمة واضح. واعتبر تصريحات الأمين العام لحزب الله مبالغًا فيها. لا حرب أهلية، وحزب الله مُلزم بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية.

وتابع: “المقاومة لا تعني الخضوع للإملاءات الإيرانية. حزب الله مُخترق داخليًا، وحرم المقاومة من معناها الحقيقي”. وفي كلمته للحزب، قال: “أعلنوا ولائكم المطلق للبنان”، على حد تعبيره.

ووصف الراعي تدخل إيران في الشؤون اللبنانية بـ”السافر”، مضيفًا: “الشيعة سئموا الحرب ويريدون العيش بسلام”. وأشار إلى أنه تلقى دعوة من طهران، لكنه أوضح أن الوضع الراهن لا يسمح بالزيارة.


شارك