في يوم العمل الإنساني.. 100 مليار دولار مساعدات إماراتية لضحايا الأزمات حول العالم

يُسلّط اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يُحتفل به سنويًا في 19 أغسطس، الضوء على خبرة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال المساعدات الإنسانية حول العالم. تمدّ الإمارات يد العون لكل محتاج أو متضرر، سواءً في الحروب أو النزاعات أو الأزمات أو الكوارث الطبيعية، إيمانًا منها بقيم العطاء والكرم والمساعدة الإنسانية.
وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بخبرة تمتد لعقود في تقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص في حالات الأزمات، وتستجيب لنداءات المساعدة من جميع الأشخاص المحتاجين، أينما كانوا.
استفاد ملايين الأشخاص حول العالم من المساعدات التنموية الإماراتية. وبحلول منتصف العام الماضي، تجاوزت هذه المساعدات 368 مليار درهم إماراتي (ما يعادل حوالي 100 مليار دولار أمريكي). وتواصل الإمارات تقديم مساعداتها السخية، لا سيما في ظل انتشار الصراعات والنزاعات والحروب، وأبرزها الحرب في قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت دولة الإمارات تقديم مساعداتها للشعب الفلسطيني من خلال المبادرات الإنسانية والفعاليات الاجتماعية والنداءات المستمرة لمساعدة الفلسطينيين الذين تتزايد معاناتهم يوما بعد يوم.
تجربة رائدة في إغاثة غزة
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تُعدّ مساعدات الإمارات العربية المتحدة لغزة رائدة من حيث الكمية والجودة وسرعة التسليم. وتبلغ قيمة هذه المساعدات أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي (ما يعادل حوالي 75 مليار جنيه مصري)، وتشمل الغذاء والدواء والمياه ومواد البناء للمأوى، وكل ما يحتاجه جميع الفلسطينيين، وخاصةً الأطفال والنساء والفئات الأكثر ضعفًا ككبار السن والمرضى.
حتى هذا الأسبوع، ألقت الإمارات العربية المتحدة 74 شحنة مساعدات جوية ضمن عملية “طيور الخير”. وتندرج هذه العملية ضمن مبادرة “الفرسان الشجعان” التي أطلقتها أبوظبي فور اندلاع الحرب.
4000 طن من إمدادات الإغاثة من الجو
وتضمنت المساعدات الجوية أكثر من 4004 أطنان من الإمدادات الإغاثية، بما في ذلك المواد الغذائية والسلع الأساسية.
بلغ العدد الإجمالي لطائرات الإغاثة 642 طائرة، منها 405 طائرات لنقل الإمدادات الإغاثية، و212 طائرة للإنزال الجوي، و25 طائرة لإجلاء المرضى.
في حين ارتفع عدد الشاحنات الإماراتية المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة إلى 6,373 شاحنة، تواصل السفن الإماراتية المحملة بالمساعدات الإنسانية رحلتها، بإجمالي 17 سفينة. وكانت آخر هذه السفن قد وصلت مطلع أغسطس/آب، حيث وصلت السفينة الثامنة، سفينة “خليفة” الإنسانية، في ظل الوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه سكان غزة.
انطلقت السفينة من ميناء خليفة (كيزاد) في أبوظبي، ووصلت إلى ميناء العريش في شمال سيناء. وكانت على متنها أكثر من 7,166 طنًا من المساعدات الإنسانية، شملت مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وتمورًا ومواد إيواء وغيرها من المواد الأساسية. وبذلك، يرتفع إجمالي المساعدات المرسلة إلى قطاع غزة إلى أكثر من 80 ألف طن، ولا تزال عمليات تسليم المساعدات مستمرة.
الإخلاء الطبي والمستشفيات الميدانية والعائمة
لا تقتصر جهود دولة الإمارات الإنسانية على إيصال المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، فقد أمر رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد، بإجلاء المرضى والجرحى ومرافقيهم من قطاع غزة لتلقي العلاج في الإمارات. وبلغ إجمالي عدد المرضى ومرافقيهم الذين وصلوا حتى الآن عبر 25 رحلة إجلاء 2630 مريضًا.
شيدت الإمارات العربية المتحدة مستشفى عائمًا في العريش في فبراير 2024، بسعة 100 سرير للمرضى و100 سرير لمرافقيهم. كما أنشأت مستشفى ميدانيًا في قطاع غزة في ديسمبر 2023. وقد استقبل المستشفيان أكثر من 71 ألف مريض منذ افتتاحهما.
وفي المجال الطبي، أرسلت الإمارات أيضاً 26 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل إلى قطاع غزة، ونفذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 640 ألف طفل.
المياه لمليون شخص يوميا
وفي ظل أزمة المياه الحادة في قطاع غزة، قامت الإمارات العربية المتحدة بعد أيام قليلة من إطلاق عملية الفارس الشجاع ببناء ست محطات لتحلية المياه تنتج 7.6 مليون لتر من المياه يومياً، ما يعود بالنفع على أكثر من مليون شخص.
في منتصف يوليو، أعلنت المنظمة عن إطلاق أكبر مشروع إنساني لتوصيل المياه المحلاة من مصر إلى جنوب قطاع غزة. يُعدّ هذا المشروع الأطول من نوعه، إذ يمتد على طول 7.5 كيلومتر، ويخدم ما بين 600 ألف و800 ألف نسمة في جنوب قطاع غزة. ويمثل هذا المشروع تدخلاً سريعاً لضمان حصول سكان غزة على المياه.
بالإضافة إلى هذا المشروع، تم إرسال صهاريج المياه، وحفر آبار جديدة، وتطهير الآبار الموجودة، وترميم بعض شبكات المياه، وتوزيع المياه على بعض المناطق المتضررة.
خبز طازج ووجبات يومية
استجابةً لأزمة الجوع، أعادت الإمارات العربية المتحدة تشغيل المخابز القائمة، وافتتحت 30 مخابز جديدة لتلبية احتياجات أكثر من 76 ألف شخص من الخبز يوميًا. وزودت الإمارات هذه المخابز بالدقيق والوقود اللازمين لتشغيلها. كما دعمت إنشاء 71 مطبخًا ميدانيًا لتوفير الإمدادات الغذائية الأساسية لحوالي 286 ألف شخص محتاج يوميًا.
المساعدة في كل مكان … من تشاد إلى ميانمار
رغم أن غزة محط الأنظار، لم تتردد الإمارات العربية المتحدة في مساعدة دول أخرى في أزمات مختلفة حول العالم. ففي أوكرانيا، دعمت الأسر الأوكرانية بتوفير مراكز إضافية للأسر الحاضنة والأيتام لأسباب إنسانية.
وفي تشاد، قدمت الإمارات العربية المتحدة 30 ألف سلة غذائية و20 ألف بطانية في أعقاب الفيضانات المدمرة.
وفي الصومال، قدمت الإمارات 700 طن من الأغذية بعد أن تضررت البلاد بشدة جراء الفيضانات.
بعد الزلزال، تم إرسال 200 طن من الأغذية والأدوية إلى ميانمار.
وبالإضافة إلى تقديم المساعدات المالية والعينية، شاركت فرق متخصصة من دولة الإمارات العربية المتحدة في جهود الإغاثة الإنسانية المتعلقة بالأزمات العالمية، مثل عملية مكافحة الحرائق في العاصمة الألبانية، حيث استخدمت طائراتها ومعداتها في مكافحة الحرائق.
يتواصل العمل الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة في جميع أنحاء العالم، انطلاقًا من قناعة راسخة ومبدأ راسخ. فهم يؤمنون بضرورة التضامن، ويزيدون الدعم وقت الحاجة، ويقدمون العون لكل من تضرر. وهذا يعكس رؤيتهم لقيمة الإنسانية أينما كانت.