مصر توجه تحذيرًا لإسرائيل عبرCNN: “التهجير خط أحمر” فيديو

قال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المغتربين المصري الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الاثنين، إن طرد الفلسطينيين من قطاع غزة “خط أحمر”، مؤكدا أن القاهرة لن تسمح لأي طرف بالمساس بأمنها القومي أو سيادتها.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة CNN في مدينة العريش بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، قال عبد العاطي إن مصر “تعمل من خلال قنوات مختلفة بهدف واحد: تخفيف العبء والمعاناة عن الفلسطينيين”، مضيفًا أن القاهرة لن تتسامح مع نزوح جماعي للفلسطينيين من قطاع غزة.
الطرد هو تذكرة ذهاب فقط
وأضاف وزير الخارجية “لن نقبل بهذا، ولن نشارك فيه، ولن نسمح به”، مشيرا إلى أن الطرد سيكون “طريقا باتجاه واحد” للفلسطينيين خارج قطاع غزة، ما يعني “التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية”.
رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تُقدّم قط رؤيةً مُفصّلة لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا مرارًا وتكرارًا إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، لا سيما بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفكرة في وقتٍ سابق من هذا العام. وحتى عندما خفت حماسة ترامب للمقترح، رحّب به كبار المسؤولين الإسرائيليين.
التهديد لاتفاقية السلام
وعندما سُئل عما إذا كانت الحرب تهدد اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، أكد عبد العاطي أن القاهرة “تحترم وتنفذ التزاماتها بموجب اتفاق السلام”، لكنه شدد أيضاً على أن “أي نوع من النزوح يمثل خطراً كبيراً، ولن نسمح لأي طرف بتعريض أمننا القومي وسيادتنا… للخطر… داخل حدودنا”.
وقال وزير الخارجية: “إذا نجح الإسرائيليون في طرد الفلسطينيين فإنني أؤكد لكم أن هذا سيكون نهاية القضية الفلسطينية”.
من جانبه أعلن نتنياهو الأسبوع الماضي أن محادثات تجري مع عدد من الدول بشأن قبول النازحين الفلسطينيين.
مذيع قناة CNN يزور معبر رفح الحدودي برفقة وزير الخارجية المصري. وقد ردّ على انتقادات الحكومة المصرية لغزة. https://t.co/BYTsuRHrNt pic.twitter.com/Y33VB6D6yM
— CNN العربية (@cnnarabic) ١٨ أغسطس ٢٠٢٥
وأوضح عبد العاطي أنه رغم الاتصالات المستمرة بين القاهرة وتل أبيب على المستويين الأمني والاستخباراتي، فإن مصر لم ترصد أي نية سياسية لدى إسرائيل لإنهاء الحرب.
وأضاف: “للأسف، لا يوجد لدينا حاليًا شريك للسلام وحل الدولتين في إسرائيل. وزراء الحكومة الإسرائيلية لا يؤمنون بحل الدولتين”.
في هذا السياق، دعا وزراء إسرائيليون من اليمين المتطرف، بمن فيهم وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى تصعيد الحرب في قطاع غزة وطرد الفلسطينيين منه. ويرى المنتقدون أن هذه الخطوة تُعدّ بمثابة “تطهير عرقي”.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وأكد عبد العاطي أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مستمرة، مشيرا إلى أنه في المقترح الأخير للمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف “تم التوصل إلى اتفاق بشأن معظم القضايا الهيكلية”.
أكد وزير الخارجية أن القاهرة تدعم التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويعيد الأسرى، ويُطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين، ويُسهّل تدفق المساعدات الإنسانية. إلا أنه أشار إلى أن مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس فورًا شرط “غير قابل للتحقيق” في هذه المرحلة من المفاوضات.
تُصرّ إسرائيل على نزع سلاح حماس الآن. من سيفعل ذلك؟ كيف يُمكن تحقيق ذلك ميدانيًا؟ حاولت إسرائيل القضاء على الحركة عبر حملة قصف استمرت 22 شهرًا، لكنها فشلت، قال. وأضاف: “علينا الآن الدفع نحو اتفاق”. وأشار إلى أن وفدًا من حماس موجود حاليًا في القاهرة، حيث تُجرى محادثات مع القطريين والأمريكيين والإسرائيليين.
وأضاف “بإمكاننا التوصل إلى اتفاق إذا كانت لدينا الإرادة السياسية للقيام بذلك”.
معاناة دخول المساعدات
في السياق نفسه، رصدت شبكة CNN عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية وهي تتكدس على الطرق المؤدية إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة. وظلت العديد من القوافل عالقة لأسابيع أو حتى أشهر، مما تسبب في هدر كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي أن نحو 5 آلاف شاحنة تنتظر على الجانب المصري من المعبر الحدودي، إلا أن “الإسرائيليين رفضوا السماح لها بالدخول”.