كوثر مصطفى تعود للساحة الغنائية.. وتؤكد: أغنية كده الأيام هزمت سنوات طويلة من الصمت

• أنا سعيد بالتعاون مع حمزة نمرة لأنه فنان لديه مشروع وقادر على تغيير مستقبل الأغنية. صمت الشعراء سجن كبير… وحريتهم تكمن في الإبداع • حلمي هو إصدار أغاني توحد المصريين. • موسم الغناء الصيفي “كم بدون كيف إلا القليل”
“صمت الشعراء سجنٌ كبير… وحريتهم إبداع”. بهذه الجملة، عبّرت الشاعرة الكبيرة كوثر مصطفى عن سعادتها بالعودة إلى ساحة الغناء بأغنية “هكذا الأيام”. بهذا اختتم الفنان حمزة نمرة ألبومه الغنائي الجديد، الذي صدرت أغانيه منفردةً خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وأكدت أن سعادة الفنان الحقيقية تكمن في رؤية أعماله تخرج من عتمة الأدراج وتصل إلى الجمهور، لا سيما وأن حضوره على الساحة الفنية اقتصر مؤخرًا على ظهور متقطع في افتتاحيات بعض الأعمال الفنية.
طوال السنوات الخمس الماضية، اقتصر إنتاجي على كتابة أغانٍ لأعمال فنية متنوعة، منها أغنية “موكب زفاف شهيد” في مسلسل “الاختيار 2″، وأغنية ختام فيلم “ليلة العيد” مع المخرج الراحل سامح عبد العزيز، وأغنية الأطفال لمسلسل “نورا” من إنتاج المجلس القومي للمرأة. أما الرباعية الجديدة لمحمد منير “مدد” عن القدس، والتي لاقت صدىً واسعًا، فقد قالت كوثر مصطفى في تصريحات خاصة لصحيفة الشروق: “لكن هذا الكم غير كافٍ، خاصة وأنني لم أتوقف عن الكتابة. الشاعر يسعى دائمًا لإيصال كلماته إلى الناس. صمت الشعراء سجن كبير، وأحيانًا يكون قاتلًا. حرية الشاعر الحقيقية تكمن في الإبداع والوصول إلى الناس بإبداعه”.
كشفت كوثر عن تفاصيل تعاونها مع حمزة نمرة: “سمعتُ أن نمرة يبحث عني، فزارني في دار رعاية كبار الفنانين. كان لقاءً رائعًا. عرضتُ عليه مجموعةً من الأغاني، فاختار بعضها، ومنها أغنية “كده الأيام” التي ضمّها إلى ألبومه الجديد”.
وتابعت: “لطالما تمنيت التعاون مع فنان لديه مشروع وفكر مميز، مثل محمد منير، الذي عملت معه طوال مسيرتي الفنية الطويلة، وصنعنا معه تجربة موسيقية مميزة. وجدتُ هذه الصفات في حمزة، الذي يختار كلماته بمهارة ويبحث عن بصمته الخاصة. أتابعه منذ بداياته، وأعلم أنه فنان ملتزم بمشروعه ويعمل بضمير حي. إنه دقيق للغاية في اختيار كلماته، والدليل على ذلك تعاونه مع العديد من الشعراء الرائعين في ألبومه الجديد”.
وعن التغييرات الملحوظة في أغنيتها الجديدة، والتي تتماشى تمامًا مع أذواق الجيل الجديد، قالت: “إنها في الواقع أغنية خفيفة، مختلفة عما قدمته سابقًا، وخاصة أغاني منير، لأن الأغاني التي جمعتنا كانت تحمل رمزية كبيرة وكانت دائمًا معقدة، مثل أغنية “الشتاء”. أما بالنسبة لهذه الأغاني، فالرمزية والصور أبسط، ولكن يجب أن نتذكر أن هذه الأغنية لم تُكتب خصيصًا لحمزة، بل كانت في أدراجي”.
وأكدت: “أعتقد أنه إذا استمر التعاون بيني وبين حمزة، فسنرى أعمالاً أجمل. أراه فناناً قادراً على منح الأغنية العربية مستقبلاً جديداً. والحمد لله، لاقت الأغنية صدىً واسعاً لدى الجيل الجديد، وهذا أمرٌ ضروري. لا ينبغي للشاعر أن يقتصر على عصرٍ معين، بل عليه أن يسعى للوصول إلى الناس رغم اختلافات الزمن، ولكن بهدف الارتقاء بالذوق العام لا إرضائهم. سعدتُ كثيراً عندما علمتُ أن الأغنية حققت 100 ألف مشاهدة خلال ساعات من إصدارها. وهذا يدل على أن الجمهور يبحث عن الكلمات واللحن والصوت الدافئ، وهذا بالضبط ما يقدمه حمزة نمرة في ألبومه الجديد، الذي يجمع بين الأصالة والحداثة”.
وعن تقييمها لألبومات الصيف، التي اتسمت بمنافسة شرسة بين كبار المطربين، قالت: “للأسف، نواجه موسمًا من “كم دون كيف”، إلا قليلًا. لا أريد الحكم على أحد أو على كلمات الأغاني، لكنني كنت آمل، تماشيًا مع الكم الهائل الذي يحدث الآن والانتعاش الملحوظ في مشهد الغناء، أن نكتشف كيف”.
ونظرًا للشعور العام بالانفصال بين الغناء والواقع والأحداث من حولنا، قالت بعد تنهيدة طويلة: “للأسف، الغناء حاليًا منفصل إلى حد كبير عن الواقع، لكن الواقع مؤلم للغاية، ومهما كانت الصور خيالية، فلن تصل أبدًا إلى قسوة ما نراه على شاشات التلفزيون. كم مرة مزّقتُ جريدتي بعد كتابة أغانٍ تتناسب مع الأحداث، لأني شعرتُ أن الكلمات ستزيد من قلق الناس وغضبهم، لكنني أرى أن الوقت قد حان للحشد، وقد فعلتُ ذلك بالفعل من خلال كتابة سلسلة أغانٍ تهدف إلى حشد المتلقين وتوحيد المصريين على كلمة واحدة. هذا هو دوري كمبدعة؛ يجب أن ألعب دورًا قويًا ومؤثرًا، وبلدنا بحاجة إلى ذلك. نحتاج إلى أغانٍ توقظ روح المواطنين وتوحدهم على قلب واحد في مواجهة كل الحروب والمؤامرات التي يواجهها وطننا الحبيب”. آمل أن تخرج هذه الأغاني إلى النور يومًا ما، وأن يجد أحدٌ طريقةً لتحقيقها، فليس لديّ خيار آخر. أكتب رغم كل مشاكلي الصحية، لكن ملاذي الآمن يبقى القلم والورقة، إلى جانب حلمي المشروع بحياة أفضل.
وأخيراً، سألتها عن رد فعلها على احتفالات الدولة وتكريمها الأخير من انتصار السيسي في يوم المرأة العالمي، فقالت: “بالطبع كنت سعيدة، لأن التكريم انتصار لي ولكل امرأة مصرية. فرغم كل المشاكل والأزمات التي تمر بها مصر، هناك إصرار على تكريم المرأة ودورها في المجتمع. ما أسعدني للغاية هو السعادة الغامرة والفرحة الغامرة في عيون من حولي، الذين عبروا عن فرحهم بتكريمي كما لو كانوا قد كُرِّموا هم أنفسهم. أشعر بفرحة غامرة عندما يفرح الناس بتكريمي، أو بعودتي إلى الساحة الغنائية، أو بإصدار مجموعتي الغنائية، وعندما يهرع الأصدقاء والأقارب للاحتفال بي. حينها أشعر بإحساس بالإنجاز، وأن كل ما فعلته حتى الآن لم يذهب سدى، وأن تاريخي الفني ملموس ومستمر وخالٍ من الهموم”.