“أوهام إسرائيل الكبرى عبث”.. رسائل قوية من وزير الخارجية من أمام معبر رفح

في خطوة دبلوماسية وسياسية حاسمة، عقد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المغتربين المصري الدكتور بدر عبد العاطي مؤتمرًا صحفيًا اليوم بمعبر رفح مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى. وتناول المؤتمر الوضع الإنساني الراهن في قطاع غزة، والجهود المصرية المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
خلال المؤتمر، أكد عبد العاطي أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير. وأكد أن القاهرة لم تدخر جهدًا في دعم الشعب الفلسطيني. وأوضح أن ما يحدث في غزة جرح غائر في ضمير الإنسانية، وانتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية. وأشار إلى أن مصر سلمت ما يقارب 70% من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتتواجد أكثر من 5000 شاحنة على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يحتاج قطاع غزة إلى ما يقارب 700 إلى 900 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجات السكان المدنيين.
“آلية توزيع المساعدات غير إنسانية”
وأكد وزير الخارجية والهجرة أن القيود الإسرائيلية تمنع تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى قطاع غزة، مؤكدا أن إسرائيل تتحمل مسؤولية قانونية واضحة بفتح المعابر الحدودية لضمان وصول المساعدات الإنسانية.
تناول عبد العاطي آلية توزيع المساعدات الحالية لمؤسسة غزة، واصفًا إياها باللاإنسانية وغير القانونية. وقال: “من غير المقبول الضغط على سكان قطاع غزة وإجبارهم على السير لمسافة 20 أو 30 كيلومترًا للحصول على المساعدات”.
كما شدد على ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر الحدودية دون استثناء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام. وأكد أن معبر رفح لم يُغلق منذ بداية الأزمة، وأن مصر تبذل كل ما في وسعها لتهيئة الظروف المناسبة لتدفق المساعدات الإنسانية.
أوهام إسرائيل الكبرى
في ردٍّ صريح على مزاعم بعض السياسيين الإسرائيليين حول “وهم إسرائيل الكبرى”، أكّد عبد العاطي: “ندين هذه التصريحات بوضوح، ويجب عدم تطبيقها. نتحدث عن التعايش والسلام العادل والشامل الذي يجسّد الحقوق الوطنية للفلسطينيين. أما ما عدا ذلك من شعارات فهي عبثية ولا يمكن قبولها”. وأضاف: “ما نسمعه الآن من أعضاء المجلس الإسرائيلي حول المستوطنين وما يُسمى بإسرائيل الكبرى مرفوضٌ تمامًا، ويبدو غير منطقي”.
وأكد أن مصر لن تشارك في أي ظلم تاريخي بحق الشعب الفلسطيني، ولن تتسامح مع أي تهجير أو انتهاك للوجود الفلسطيني على أرضه، سواء من خلال تطبيق سياسة الأرض المحروقة أو توسيع الاستيطان أو محاولات فرض واقع سياسي أو ديمغرافي جديد.
أن أكون أو لا أكون
أشار وزير الخارجية إلى أن القضية الفلسطينية تمر حاليًا بمرحلة “أن نكون أو لا نكون”. يجب احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف: “الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر بالغ الأهمية، لأن إسرائيل ادعت سابقًا أنه لا يوجد شركاء للسلام. وللأسف، لم يعد هناك أي شركاء إسرائيليين”.
اتفاقية مدتها 60 يومًا
وأكد عبد العاطي أن مصر ترسل رسالة تضامن صادقة مع الشعب الفلسطيني، وأن القاهرة تواصل جهودها للتفاوض على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى اتفاق محتمل لمدة 60 يوماً يؤدي إلى وقف كامل للأعمال العدائية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر تعمل على تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية وحماية المدنيين من العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة ويجب على كافة الفصائل الفلسطينية العمل من أجل الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية والوقوف خلف السلطة الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
انتشار القوات المسلحة المصرية في قطاع غزة
كما أكد وزير الخارجية على الجهود الدولية لدعم قطاع غزة، مشيرًا إلى مشاركة وفدين فلسطيني وقطري في الجهود الرامية إلى إنهاء القتل والتجويع الممنهج ومنع إراقة دماء المدنيين. وقال: “هناك نوايا حسنة ومساهمة دولية كبيرة في التعافي السريع وإعادة إعمار قطاع غزة. وبهذا الدعم، نحن قادرون على تغيير الوضع في القطاع”.
أعلن عبد العاطي استعداد مصر لنشر قوات مصرية ضمن قوة عربية في غزة. ويتطلب ذلك قرارًا من مجلس الأمن، وأن تتمتع هذه القوات بصلاحيات واضحة، وأن تعمل ضمن إطار سياسي وجدول زمني محدد. وأكد أنه “بدون جدول زمني سياسي، لا جدوى من نشر قوات في قطاع غزة”. وتهدف المشاركة إلى تعزيز صمود الفلسطينيين، وحماية المدنيين، وتمكينهم من العيش بكرامة.
واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن مصر لن تدخر جهداً في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأنها ملتزمة بمساعدة الشعب الفلسطيني والدفاع عن وجوده وحقوقه ضد كل مخططات تهجيره أو تصفيته، وضمان وصول المساعدات إلى كل المحتاجين في غزة دون استثناء.