الإيجار القديم.. كبار الفنانين يستغيثون بالحكومة لحل أزمتهم مع القانون (تقرير)

منذ 3 ساعات
الإيجار القديم.. كبار الفنانين يستغيثون بالحكومة لحل أزمتهم مع القانون (تقرير)

نجوى فؤاد: ما أقدر أتحمل الإيجار المرتفع. سعيدة إن صوتي وصل للمسؤولين بسرعة. نادية راشد: بسبب الأمراض المرتبطة بالعمر، ليس لدي سكن بديل. أحمد نبيل: يؤلمني أن يتم طردي من منزل بنيته بعرق جبيني وسنوات عمري. تخشى نبيلة عبيد من فقدان المكان الذي تحفظ فيه ذكرياتها ومقتنياتها الفنية وسيناريوهاتها.

 

مع تطبيق قانون الإيجار القديم، الذي يُلزم المستأجرين بدفع إيجار مضاعف وإخلاء شققهم خلال مدة أقصاها سبع سنوات، انتاب الرعب عدد كبير من الفنانين البارزين. هؤلاء الفنانون هم رموز فنية ساهمت أعمالهم في تشكيل تاريخ مصر الفني وتراثها الثقافي، وهم مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالوحدات السكنية التي سكنوها لسنوات، سواء كانوا يقيمون فيها حاليًا أو يحتفظون بذكريات إنجازاتهم وإنجازاتهم الفنية داخل جدرانها.

وأعرب بعض هؤلاء المشاهير عن انزعاجهم من القانون الذي يهدد بطردهم من المنازل التي يعيشون فيها منذ عقود والتي لا تزال ترتبط بها ذكرياتهم الشخصية والمهنية حتى بعد مرور سبع سنوات.

ناشدت الفنانة نجوى فؤاد وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو التدخل، إذ اضطرتها حالتها الصحية إلى التوقف عن العمل والنشاط الفني، مما أدى إلى أزمة مالية نتيجة ارتفاع تكاليف العلاج وعدم قدرتها على دفع الإيجار المرتفع لعقارها. وأوضحت أنها لا تملك سكنًا آخر، ولا ترغب في الإقامة في دار ضيافة للفنانين المسنين أو دار رعاية للمسنين.

استجابةً لنداء استغاثتها، زار منزلها مساء السبت وفدٌ مشترك من وزارة الثقافة المصرية ونقابة الممثلين. ضمّ الوفد الفنان والمخرج هشام عطوة، وكيل الوزارة، ممثلاً عن وزارة الثقافة، والدكتور أحمد فؤاد هنو، ممثلاً عن وزير الثقافة. وحضر من نقابة الممثلين الفنان أحمد سلامة، عضو مجلس النقابة، والفنانة نهال عنبر، عضو المجلس والمسؤولة عن السجلات الطبية للفنانين.

خلال الزيارة، أكد المشاركون حرص الوزارة والنقابة على دعم وتشجيع الفنانين الكبار الذين أثروا الفن المصري والعربي بإبداعاتهم. وأكدوا أن نجوى فؤاد من أهم رموز السينما المصرية والرقص الشرقي، وأن إسهاماتها على مدار مسيرتها الفنية الطويلة تستحق كل التقدير والدعم.

من جانبها، أعربت الفنانة نجوى فؤاد عن امتنانها العميق لهذه الزيارة التي وصفتها بـ”المفاجأة الإنسانية”. وقالت: “سعيدة جدًا لأن صوتي وصل بهذه السرعة، وأشكر الوزارة والنقابة على دعمهما. كانت هذه لفتة إنسانية قبل أن تصبح رسمية، وشعرت أن هناك من لا يزال يُقدّر ما قدمناه للفن”.

أعربت الممثلة نادية رشاد أيضًا عن استيائها من قانون الإيجار الجديد. فهي تسكن في شقة مستأجرة بعقد إيجار قديم منذ سنوات، وقد أنفقت كل مالها على تأثيثها، لذا ستكون الشقة مسكنها الوحيد طوال حياتها. وقد سبق لها أن اقترحت على المالك منذ فترة زيادة الإيجار أو الاتفاق معه، لكنه رفض وينتظر تطبيق القانون الجديد. وأكدت أنها لا تملك سكنًا بديلًا ولا تستطيع تحمل تكلفة شقة جديدة، لا سيما مع تقدمها في السن.

أكدت الفنانة نبيلة عبيد أنها ورثت شقتها في حي المهندسين بالجيزة عن والدتها، وقضت فيها معظم حياتها، حيث كانت تمضي فيها تحضيراتها الفنية ولقاءاتها مع المخرجين والمنتجين. وأشارت إلى أنها لا تمانع في زيادة الإيجار، لكنها تخشى فقدان المكان الذي يضم ذكرياتها ومقتنياتها الفنية وسيناريوهاتها.

عبّر الفنان أحمد نبيل عن حزنه العميق على صفحته على فيسبوك: “يؤلمني صدور قانون يُخرجني من بيتٍ بنيته بعرق جبيني وسنوات عمري، وسكنته خمسين عامًا. هل من العدل أن أتركه خلال سبع سنوات؟ تخيّل لو أنه بدلًا من إعادة بناء البيت الذي أسكنه منذ عام ١٩٧٧ (حيث سكن الفنان أحمد نبيل)، يُعاد بناؤه (حيث طُرد أحمد نبيل). أترك الأمر لله وحده”.

كشف الفنان أحمد الحلواني أنه يعاني من نفس الأزمة. وأوضح أنه قبل 23 عامًا، عرض على صاحب شقته في حي الدرب الأحمر 30 ألف جنيه مصري لاستئجارها، إلا أن المالك رفض. وأكد أنه عرض عليه زيادة الإيجار عدة مرات، إلا أنه كان يُرفض دائمًا. وأكد أنه لم يكن أمامه خيار سوى الرحيل بعد انقضاء مدة العقد البالغة سبع سنوات.

تتأثر المباني المدرجة أيضًا بهذه الأزمة. ومع ذلك، حسمت الحكومة الخلاف حول مستقبل هذه المباني، وخاصة تلك التي كانت ملكًا لفنانين مشهورين وحُوِّلت إلى متاحف أو معالم ثقافية. تخضع هذه المواقع لأنظمة خاصة بحسب ملكيتها. إذا كان المبنى مملوكًا للدولة، تُطبَّق عليه الأنظمة القانونية. أما إذا كان مملوكًا للقطاع الخاص، فيُحترم ويُحمى بموجب القانون. مع ذلك، قد ترتفع القيمة الإيجارية وفقًا للأنظمة، وفي بعض الحالات قد تتدخل الدولة لدفع القيمة الإيجارية والحفاظ على المبنى كموقع تراث وطني.

 

 


شارك