الصحة تكشف حقيقة تعرض طفل للإهمال الطبي خلال علاجه بمعهد ناصر
بقلم: أحمد جمعة
كشف الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، حقيقة ما تردد عن تعرض طفل للإهمال الطبي أثناء علاجه بمستشفى معهد ناصر.
وقال عبد الغفار إنه تم تداول منشور على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع إخباري يزعم أن الطفل البالغ من العمر أربع سنوات (ر.م.أ.ش) أصيب بالتهاب السحايا بسبب الإهمال الطبي في المستشفى.
وأضاف أن الوزارة تؤكد التزامها بعرض كافة الحقائق بدقة وشفافية والرد على هذه الادعاءات استناداً إلى السجلات الطبية الرسمية التي تثبت المستوى الرفيع للرعاية التي تلقاها الطفل رغم تعقيد حالته الصحية.
أوضح المتحدث الرسمي أن الطفل أصيب بتلف دماغي شديد إثر سقوطه من الطابق الثالث. خضع لعملية استبدال صمام بريتوني في المستشفى. وعند خروجه، لم يكن قادرًا على المشي أو الكلام، مما يعكس خطورة حالته.
وأشار إلى أن الطفل تم إدخاله لاحقاً إلى مستشفى آخر بسبب التهاب الصمام، حيث تم تعديل القسطرة البريتونية مع الفحوصات اللازمة وإعادة الصمام.
أوضح عبد الغفار أن الطفل وصل إلى معهد ناصر في 24 ديسمبر 2024، مصابًا بأعراض مرض صمامات القلب، وفي حالة من عدم اكتمال الوعي (حركات، وفتح العينين، وإصدار أصوات دون استجابة للتعليمات). وبالفحص الطبي، تبين وجود قسطرة بريتونية مكشوفة في جدار البطن، ما استدعى إجراء جراحة عاجلة لإزالتها وتوصيلها بنظام تجميع خارجي مغلق لمنع التلوث.
وأضاف أن الفحوصات أظهرت وجود عدوى فطرية حادة في السائل الدماغي الشوكي، وأنه تم إعطاء 30 جرعة من دواء نادر للسيطرة على العدوى. ثم قُدمت رعاية متابعة مكثفة للمريض حتى استقرت حالته.
بالإضافة إلى ذلك، واجه الأطباء صعوبة في إيجاد أوردة مناسبة للحقن نظرًا لصغر حجمها وكثرة استخدامها. وهذا استلزم تركيب قسطرة وريدية مركزية، والتي كان لا بد من استبدالها بانتظام.
وأكد أن حالة الطفل تم تشخيصها بالتهاب البطين وليس التهاب السحايا كما ورد سابقاً، مشيراً إلى أن الطفل يتلقى علاجاً مكثفاً ويخضع لمراقبة دقيقة من الفريق الطبي لضمان تحسن حالته.
أكدت وزارة الصحة والسكان أن جميع الإجراءات الطبية أُجريت وفق أعلى المعايير الدولية، مع التركيز على ضمان سلامة الطفل وتحسين حالته رغم التحديات المعقدة. ودعت إلى تحري الدقة والاستعانة بالمصادر الرسمية في جمع المعلومات.
وذكر البيان أيضًا أن نتائج زراعة السائل النخاعي التي أُجريت في 4 مارس/آذار 2025 كانت سلبية. خضع الطفل لاحقًا لجراحة أخرى لاستبدال صمام صفاقي. ثم نُقل إلى وحدة العناية المركزة للأطفال، حيث تحسنت حالته تدريجيًا. وخرج من المستشفى في 11 مارس/آذار 2025.
خلال الفحص المتابعة في العيادة الخارجية، لاحظ الأطباء تراكمًا في مواقع الجروح وألمًا في البطن، لذا كان لا بد من إعادة إدخال الطفل إلى المستشفى في 5 يونيو 2025. ثم قام الفريق الطبي بإزالة القسطرة البريتونية وأخذ عينات للتأكد من خلو المريض من العدوى.
خلال المتابعة، ارتفعت درجة حرارة الطفل، واكتُشفت عدوى الإشريكية القولونية في السائل الدماغي الشوكي. نُقل على الفور إلى غرفة عزل، وعُدِّلت المضادات الحيوية بناءً على نتائج المزرعة لضمان فعالية العلاج.