الهيئة القومية للأنفاق: واجهنا تحديات التربة خلال تنفيذ الخط الثالث للمترو.. واستخدمنا 3 أنواع من ماكينات الحفر

صرحت الهيئة القومية للأنفاق بأن إنجاز خط المترو الثالث يُمثل نقلة نوعية في البنية التحتية، إذ يجمع بين أنفاق عميقة تحت الأرض وجسور علوية ومسارات علوية، ليصبح بذلك نموذجًا شاملًا لمشاريع النقل الحضري الحديثة. وأشارت إلى أن المشروع واجه تحديات غير مسبوقة خلال مراحل تنفيذه، وأن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في التوسعة، بل في أسلوب التنفيذ أيضًا. ولأول مرة، تم التغلب على تحديات أرضية مختلفة باستخدام آلات حفر عملاقة.
أعلنت الهيئة عن الآلات الثلاث المستخدمة في إنشاء الخط الثالث، في منشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك يوم الأحد. ووصفتها بأنها الأكبر والأحدث في تاريخ مترو الأنفاق منذ افتتاحه قبل 42 عامًا. قطعت الآلة الأولى، وهي آلة حفر الأنفاق الطينية “كليوباترا”، مسافة 11.2 كيلومتر تقريبًا في تربة رملية على عمق يصل إلى 95 مترًا. أما آلة حفر الأنفاق EPB “إمحوتب”، فقد قطعت مسافة 10 كيلومترات تقريبًا في تربة طينية، في بيئة حضرية مكتظة بالسكان، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة.
وأضافت أن الابتكارات لم تقتصر على أعمال الحفر، بل امتدت إلى الأعمال الهوائية. فعلى سبيل المثال، في المرحلة الثالثة (ب) بين البوهي وإمبابة، وفوق خطوط السكة الحديد، استُخدمت لأول مرة آلة عملاقة لبناء الجسور. وأشارت إلى أن هذه الآلة تتكون من جمالونين بطول 97 مترًا، مما أتاح تركيب الجسور الجاهزة والجسور بسرعة ودقة، مع استمرار حركة القطارات دون انقطاع.
وأضافت أنه مع افتتاح الخط الثالث، دخل المترو عصر النقل الذكي والمستدام. وقد جُهزت القطارات بأنظمة تكييف هواء كاملة، وشاشات عرض إلكترونية في المحطات، ومناطق مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأنظمة تذاكر ذكية بدون تلامس. وهي متصلة بمركز التحكم المركزي (OCC)، وأنظمة إشارات أورباليس الحديثة، وكاميرات مراقبة لضمان أقصى درجات الأمان.
وتابعت: “سيصبح الخط الثالث رمزا ثقافيا للنقل في مصر، ليس فقط باعتباره امتدادا لشبكة المترو، ولكن أيضا كشهادة على قدرة الدولة على تنفيذ مشاريع هندسية ضخمة تعمل على تحويل المشهد الحضري للعاصمة ونقلها نحو مستقبل أكثر استدامة”.