رئيس دينية الشيوخ: وثيقة القاهرة خطوة استباقية لمواجهة سيل فتاوى الذكاء الاصطناعي المغرضة
قال النائب يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشيوخ ورئيس القطاع الديني في الجمعية المتحدة للشؤون الإسلامية، إن “وثيقة القاهرة”، وهي أول ميثاق قانوني وأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفتاوى، تُعد من أهم الإجراءات الاستباقية لمواجهة سيل الفتاوى غير المنظمة التي قد يُصدرها الذكاء الاصطناعي. وقد صدرت الوثيقة خلال الجلسة الختامية لمؤتمر دار الإفتاء المصرية بعنوان “صناعة المفتي الحكيم في عصر الذكاء الاصطناعي”.وأضاف في لقاء مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج «مساء دي إم سي» المذاع على فضائية «دي إم سي»، أن الفتاوى المنضبطة والفكر المنضبط أساس الاستقرار الاجتماعي، والذي بدوره يؤدي إلى التقدم الاجتماعي في كافة المجالات.ووصف الوثيقة بأنها “تجربة خاصة” لدار الإفتاء والدولة المصرية، جاءت في “الوقت المناسب” لتفعيل دور علماء ومفتي مصر في خلق وعي ديني وقانوني متين يلبي احتياجات الناس في كل زمان ومكان.وأكد أن الوثيقة تعتبر “وسيلة بالغة الأهمية والانضباط” لتنظيم الفتاوى المتعلقة بهذه التقنية الناشئة.ودعا إلى تطوير “تطبيق خاص بمصر للذكاء الاصطناعي” لضمان السيطرة على مصادر المعلومات الدينية، مؤكدا أنه “يجب أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره متحيزا”.وعندما سأله الصحافي أسامة كمال عن أيهما أكثر خطورة: الذكاء الاصطناعي أم المساجد والأضرحة غير المراقبة، أكد أن “كلاهما خطير”. وأشار إلى أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الأوقاف تسعى جاهدة إلى توحيد كافة المساجد والزوايا وتوحيد الخطبة بما يضمن الانضباط والانتظام.أكدت وثيقة المؤتمر عدم وجود تعارض بين استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة الفتاوى والالتزام بمنهج الاجتهاد الصحيح. وأجازت الوثيقة استخدام هذه التقنيات في مراحل معينة من إصدار الفتاوى، بما في ذلك جمع النصوص الدينية، وتصنيف الفتاوى، والتحليل المقارن، ومعالجة اللغة، ورسم الخرائط الواقعية، شريطة أن تصدر الفتوى النهائية عن مفتي مؤهل. كما حرمت الاعتماد على الأنظمة التوليدية وحدها في إصدار الأحكام الشرعية دون تدقيق بشري.حذّرت من مخاطر الفتاوى الكاذبة والمعلومات المضللة التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التزييف العميق للشخصيات الدينية. ودعت إلى تشكيل فرق رصد إلكتروني في مراكز الفتوى، والتعاون مع وسائل الإعلام والمنصات التقنية لمكافحة هذه الظاهرة، وتوعية الجمهور بمخاطر استخدام الأنظمة غير المرخصة لنشر الفتاوى.
