بعد تصريحات نتنياهو.. كيف سترد مصر على خطة “إسرائيل الكبرى”؟

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بتحقيق ما أسماه “المهمة التاريخية والروحية” لمشروع “إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات موجة من الإدانات والتحذيرات العربية الرسمية من خطورة الخطاب التوسعي على استقرار وأمن المنطقة.
تم تجديد مشروع قديم
أكد اللواء عادل العمدة، المستشار في أكاديمية ناصر للدراسات العسكرية والاستراتيجية، لموقع ايجي برس في تصريحات خاصة أن فكرة “إسرائيل الكبرى” ليست جديدة، بل وردت منذ عقود في ما يسمى بـ”بروتوكولات حكماء صهيون”، التي رسمت حدود الدولة المزعومة بين النيل والفرات.
ويشير مستشار أكاديمية ناصر إلى أن هذه التصريحات تتفق مع الإجراءات الإسرائيلية على الأرض، وخاصة موافقة الكنيست على فرض السيادة على الضفة الغربية وغور الأردن.
يرى رئيس البلدية أن هذه الرؤية تُمثل أحد الأوهام المتجذرة في العقيدة الإسرائيلية. إلا أنها تتناقض مع موقف مصر الثابت منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ترفض مصر أي إجراءات تنتقص من حقوق الفلسطينيين، سواءً بالتهجير أو مصادرة الأراضي. كما ترفض ترسيخ الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة، بما في ذلك السيطرة على معبر رفح.
الاستعداد المصري وخيار السلام
أكد رئيس البلدية أن القاهرة لا تتوقع أي عدوان، بل هي مستعدة للرد بكل قوة، علنًا وسرًا، في حال وقوع هجوم. وأكد أن السلام يبقى خيار مصر الاستراتيجي، لكن الجيش المصري يبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد. وأضاف: “مصر تبدأ سياستها بحرية، لكنها تتخذ إجراءات حاسمة ضد من يسعى إلى تقويض أمنها”.
قراءة سياسية للخطاب
من جانبه، أكد الخبير السياسي طارق فهمي، أن تصريحات الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية أكدت على ضرورة التمسك بخيار السلام.
وأشار فهمي، في تصريحات لموقع ايجي برس، إلى أن مصر ستحافظ على لهجة دبلوماسية هادئة لتوضيح موقفها وتجنب الانجرار إلى التصعيد الإعلامي، خاصة في ظل اتفاقيات السلام بين مصر والأردن وإسرائيل التي تحظر التحريض المتبادل.
وأضاف فهمي أن نتنياهو كان أول مسؤول إسرائيلي يتناول علنًا قضية “إسرائيل الكبرى” بهذا الوضوح. وجاء ذلك نتيجة ضغوط داخلية وتصعيد في الخطاب السياسي.
وطالب بضرورة توعية الرأي العام بإجراءات الدولة في هذا الشأن، واقترح إصدار بيانات تضامن من الأزهر والكنيسة والنقابات المهنية للتأكيد على وحدة المصريين في مواجهة هذه التهديدات.
الخارجية المصرية: تصريحات نتنياهو تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
في بيانين متتاليين، طالبت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل بتوضيح رسمي بشأن تصريحات نتنياهو. ووصفت ما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى” بأنه عقبة أمام جهود السلام، ويتعارض مع تطلعات المجتمع الدولي في الأمن والاستقرار. وأكدت القاهرة التزامها بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ورفضها أي تغييرات أحادية الجانب من شأنها المساس بالحقوق الفلسطينية أو سيادة الدولة.
الأردن يحذر من عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي
وصفت وزارة الخارجية الأردنية هذه التصريحات بأنها “تصعيد خطير واستفزازي”، وتهديد مباشر لسيادة الدولة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكدت أن هذه الأوهام لن تمس الأردن أو الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري.
يدعو إلى موقف عربي موحد في مواجهة التحريض الإسرائيلي
أدانت الأمانة العامة للجامعة بشدة خطاب نتنياهو، مؤكدةً أنه يُظهر نوايا توسعية تُهدد الأمن القومي العربي، ويُشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي. وأكدت الأمانة أن هذه التصريحات لا يمكن السكوت عنها.
منظمة التعاون الإسلامي: “إسرائيل الكبرى” مشروع توسعي غير مشروع
ووصفت المنظمة هذه التصريحات بأنها امتداد لسياسة استعمارية توسعية تهدد السلام في المنطقة، وحذرت من تجاهل إسرائيل لالتزاماتها كقوة احتلال. ودعت مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم.