أمير سعودي: نتنياهو مجنون تمامًا لا يفكر إلا بمنصبه

أجرى نتنياهو مقابلة نادرة مع التلفزيون الإسرائيلي أوضح فيها رؤيته للتعامل مع قطاع غزة، مسلطا الضوء على خططه لغزو المدينة واحتلال آخر معقل لحماس، ولكن السماح لسكان غزة بالمغادرة.
قال نتنياهو في الاجتماع: “هل كان ينبغي أن تبقى غزة معزولة؟ في جميع مناطق الحرب الأخرى، مثل سوريا وأوكرانيا وأفغانستان، فرّ الملايين. فجأةً، قرر البعض إبقاء المدنيين في غزة. امنحوهم فرصة المغادرة. من الطبيعي أن يفتح كل من يهتم بالفلسطينيين ويريد مساعدتهم أبوابه. سنسمح لهم بالمغادرة، كما حدث في جميع مناطق الحرب الأخرى”.
علق الأمير تركي الفيصل على ذلك في مقابلته مع شبكة CNN، قائلاً إن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة تُعتبر “إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا”. وأشار إلى أن محاولته تبرير طرد الفلسطينيين أمرٌ مرفوض، بغض النظر عما يحدث في مناطق أخرى مثل سوريا أو أوكرانيا.
وأضاف الفيصل أن نتنياهو شخص “غريب الأطوار” يركز فقط على منصبه ويسعى إلى تجنب المسؤولية أو السجن بعد خروجه من منصبه.
أشار الأمير إلى أن حصار قطاع غزة ليس بالأمر الجديد. فالقيود الصارمة مفروضة منذ تولي حماس السلطة. ولا تزال الحواجز قائمة على الحدود الإسرائيلية، وفي الماضي على الجانب المصري عند معبر رفح. وأكد أن فتح الحدود لاستيعاب سكان غزة يمثل تحديًا كبيرًا. فبعض الدول المجاورة، بما فيها مصر، غير مستعدة لاستقبال الفلسطينيين. كما تشمل مناقشات الترتيبات المحتملة دولًا بعيدة، مثل جنوب السودان، الذي يعاني أصلًا من أزمات داخلية حادة.
أكد الأمير تركي الفيصل أن جميع القرارات التي تؤثر على سكان قطاع غزة يجب أن تستند إلى آرائهم مباشرةً، لا أن تُفرض عليهم من قِبل إسرائيل أو القوى الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أو حتى السعودية ومصر. وقال: “سكان قطاع غزة هم من يجب محاسبتهم. إذا كان السيد نتنياهو جادًا، فعليه أولًا وقف القتال وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان. عندها فقط، عليه أن يقرر ما إذا كانوا يريدون البقاء أم المغادرة”.
وأضاف الفيصل أن هدف سياسات نتنياهو الحالية هو “تحميل الآخرين مسؤولية الأخطاء والنتائج”، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول غسل يديها من الذنب بدلا من مواجهة العواقب المباشرة.
عندما سُئل عن سبب حديثه الصريح هذه المرة، رغم خبرته الدبلوماسية الواسعة، قال الفيصل إن الأمر ليس جديدًا: “إذا تابعتم تصريحاتي ومقالاتي السابقة، ستعلمون أنني قلتُ أشياءً مماثلة في الماضي. لكنني سئمت من سماع نتنياهو يُشاد به كبطل أو منقذ لإسرائيل بينما يصف مرتكب الإبادة الجماعية بهذه الطريقة، وهو أمرٌ غير مقبولٍ بتاتًا بالنسبة لي”.
وأوضح أنه رجل متقاعد يبلغ من العمر ثمانين عامًا، ويريد أن تنتهي هذه الأحداث المؤلمة في أقرب وقت ممكن.