بعد تحويل بدرية طلبة للتحقيق.. المهن التمثيلية للفنانين: كونوا قدوة واحترموا جمهوركم

وجهت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي، رسالة إلى كافة الفنانين في مصر، بعدما أثار بعضهم الجدل مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أعلنت نقابة الممثلين مؤخرًا إحالة الممثلة بدرية طلبة للتحقيق الفوري بالإجماع لمخالفتها الصارخة. كما ستتخذ إجراءات قانونية ضد أي فنان يثبت انتهاكه لقواعد السلوك.
وأصدر الاتحاد بيانا هاما جاء فيه:
أيها الفنانون الأعزاء، حاملي شعلة الإبداع وروح الجمال، الذين تهبه القلوب أمام المسرح والعقول أمام الأضواء، نتوجه إليكم اليوم بدافع الحب والتقدير، ومن عمق الشعور الوطني والوعي الاجتماعي، مدركين دوركم المحوري كقوة لطيفة تؤثر في العقول، وتحرك المشاعر، وتشكل ضمائر الأجيال.
وتابعت: “لقد كان الفن مرآةً للمجتمع على مر العصور، وضميرًا إنسانيًا، وصوتًا للثقافة والهوية. وكان الفنان، ولا يزال، رمزًا للمسؤولية قبل أن يكون رمزًا للمجد. لذا، نناشدكم ألا تُسيئوا استغلال هذا الدور المهم، وألا تُقوّضوا المبادئ التي بُني عليها مجتمعنا، وألا تُهمّشوا القيم التي تربينا عليها والتي تُشكّل نسيج هذه الأمة وأسسها الأخلاقية والثقافية”.
وتابعت: “عندما تصوغ كلمة، أو تؤلف لحنًا، أو ترسم مشهدًا، فأنت لا تجذب ذوق شخص ما فحسب، بل تخلق وعيًا عامًا، وتنقل رؤى، وربما حتى تغير طرق التفكير والسلوك. لذا، ابقَ وفيًا للمجتمع الذي وضع ثقته بك، وفتح أبواب قلوبه، ووضعك في مكانة المؤثرين.”
وتابعت النقابة في بيانها: “من هنا، نناشد جميع الفنانين والفنانات: كونوا كما عهدناكم دائمًا: قدواتٍ ومؤثراتٍ إيجابية، احترموا جمهوركم، وقدروا مسؤوليتكم، وساهموا في التوعية دون إثارة الجدل أو المساس بالثقة التي بُنيت على مرِّ سنواتٍ من العطاء والإبداع. هذا البيان تحذيرٌ لا توبيخ، ودعوةٌ للوحدة لا الإقصاء، فنحن في النهاية أبناء مجتمعٍ واحد”.
في بيانها، وجهت النقابة رسالة إلى الجمهور: “جمهورنا الكريم، نعلم أنكم أنتم الأصل والغاية. منكم نستمد شرعيتنا، ومعكم يرتفع صوتنا، وفنكم خلاصنا. إن حاد أحدنا عن الموضوع أو لامسَ ثوابت مجتمعنا وقيمه سهوًا، فإننا نعتذر لكم بصدق وصراحة – ليس تبريرًا، بل احترامًا وحرصًا على ألا يُفهم هذا الخطأ على أنه موقف عام أو توجه واعٍ. نحن فخورون بكم ونفخر بأن نكون جزءًا منكم. من أجلكم نقدم فننا، ومن محبتكم نستمد عزمنا. إن حدث أي تجاوز، فهو جهد مضلل لا يمثل جمهور الفنانين الذين ما زالوا يضعون الجمهور في المقام الأول ويقدرون الثقة الكبيرة الممنوحة لهم. كان الفن ولا يزال قوة لطيفة تصقل الذوق، وترفع الوعي، وتنير الطريق. إنه ليس مجرد ترف، بل حاجة اجتماعية ورسالة سامية. “لن يكون الإصلاح مكتملاً ما لم يتم تنفيذه بضمير حي ويستند إلى احترام عميق لقيم المجتمع وثقافته”.
وتابع البيان: “في ضوء سوء السلوك الأخير لعدد قليل من الزملاء، نؤكد أن هذه الأحداث كانت مجرد أفعال فردية لا يمكن تعميمها أو نسبها إلى المجتمع الفني ككل. فكثير من رموزه، كما نعلم، ملتزمون بمجتمعاتهم وينتمون إليها حقًا. يؤمنون إيمانًا راسخًا بأنهم جزء لا يتجزأ من نسيجها، وأن رسالتهم، وإن كانت تنويرية وربما مسلية، إلا أنها يجب ألا تكون على حساب المبادئ أو الهوية”.
واختتمت النقابة بيانها قائلةً: “نؤمن بأن المجتمع هو الحاضن الحقيقي للفن، وأن الجمهور هو الوقود الذي يضمن قيمة الفنان واستمراريته. ولذلك، فإن أي انحراف عن هذا العقد الأخلاقي غير المعلن بين الفنان والمجتمع يُمثل خيانةً للثقة وإضاعةً لجوهر الرسالة”.
اقرأ أيضاً..