المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء يوصي بدعم فلسطين وضبط الفتوى الرقمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي

منذ 2 ساعات
المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء يوصي بدعم فلسطين وضبط الفتوى الرقمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي

اختُتمت أعمال المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم يومي 12 و13 أغسطس/آب 2025، تحت شعار “إعداد المفتي الصالح في عصر الذكاء الاصطناعي”. وشارك في المؤتمر نخبة من كبار المفتين والوزراء والعلماء والخبراء من أكثر من 80 دولة.

أكد المؤتمر منذ انطلاقته أن الفتاوى المستنيرة هي صمام أمان الأمة في وجه المستجدات، وأن إعداد مفتي متمكن من أدوات العلم ومواكب للتطورات التكنولوجية أمرٌ ملحّ، مع تعزيز وعيه بأدوات العصر ليتمكن من أداء رسالته ببصيرة ومنهجية علمية.

في ختام المؤتمر، أعلن المشاركون مجموعة من التوصيات الجوهرية التي قدمها سماحة الدكتور مزير عياد، مفتي الجمهورية. أبرزها التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كقضية عربية وإسلامية، وأن نصرة الشعب الفلسطيني واجب ديني ووطني. كما دعوا إلى تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية دون عوائق. كما أكدوا على وحدة الصف الإسلامي، ونبذ الخلافات، والتضامن على أسس راسخة. ودعوا العلماء إلى تعزيز الأخوة الإسلامية حفاظًا على وحدة الأمة.

ودعا المؤتمر مؤسسات الإفتاء والعلماء إلى تطبيق أعلى معايير الدقة على الفتاوى الرقمية، ووضع الضوابط الشرعية والأخلاقية لنشر الفتاوى عبر الوسائط الرقمية لتجنب الفوضى الفكرية.

وأكد أن مؤسسات الإفتاء الرسمية هي الحصن المنيع الذي يحمي الشريعة الإسلامية والمجتمع الإسلامي من الفتاوى الخاطئة، ودعا إلى وضع أطر أخلاقية صارمة للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي وفق النموذج الإسلامي للمعرفة.

كما أوصى بالاستثمار في التقدم العلمي لخدمة الإنسانية، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث والدعوة، وإنشاء برامج بحثية موسعة لدراسة الموضوعات المستقبلية مثل التقنيات الغامضة والحرب السيبرانية.

وأكد على أهمية التأهيل المزدوج للمفتين، الشرعي والفني، وإدراج مهارات الإعلام الرقمي في برامجهم الإعدادية.

ودعا إلى تعزيز العمل المؤسسي الرقمي في مراكز الإفتاء من خلال تطوير البنى التحتية والمنصات التفاعلية، وتفعيل قواعد البيانات لدى الجهات حول العالم.

وأوصى أيضاً بتعميق التعاون بين هيئات الإفتاء ومراكز البحوث والمنظمات الدولية وإقامة الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية والفنية.

وأكد المؤتمر على أهمية مكافحة خطاب الكراهية والتطرف الرقمي من خلال رصد المحتوى المتطرف، وتنفيذ مبادرات لتعزيز التسامح، ودعم التنوع الثقافي والحوار بين الأديان، واستخدام الفتاوى كجسر للتواصل بين الشعوب.

وأوصى أيضاً بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للفتاوى المعتدلة، وتشجيع الابتكار في مجال البرمجيات، وتقديم الدعم الفني والمالي للمبادرات متعددة اللغات.

ودعا المؤتمر إلى دعم البحث العلمي التطبيقي في الفتاوى الرقمية، وتنفيذ برامج توعوية حول مخاطر الفتاوى غير الموثوقة التي تصدر عبر المنصات المفتوحة أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير الموثوقة، وتشجيع الرجوع إلى المؤسسات المعتمدة.

ودعا أيضاً إلى إدراج قضايا المناخ ضمن أولويات المؤسسات الإفتائية، وإشراك القادة الدينيين في مكافحة تغير المناخ.


شارك