مفتي موسكو: دمج الذكاء الاصطناعي في الإفتاء ممكنٌ وضروري ولكن بحذر ومسؤولية

منذ 20 ساعات
مفتي موسكو: دمج الذكاء الاصطناعي في الإفتاء ممكنٌ وضروري ولكن بحذر ومسؤولية

أكد الشيخ إلدار علاء الدينوف، مفتي موسكو، أن دمج الذكاء الاصطناعي في عملية إصدار الفتاوى أمر ممكن بل ضروري، بشرط التعامل معه بعناية ومسؤولية مع الحفاظ على القيم الروحية والأسس الثقافية للأمة الإسلامية.كان هذا كلمته خلال جلسة الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي العاشر للإفتاء، الذي عُقد في القاهرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وشارك في المؤتمر، الذي حمل عنوان “صياغة المفتي الصالح في عصر الذكاء الاصطناعي”، علماء ووزراء ومفتون ومتخصصون من جميع أنحاء العالم.وأوضح أن الفتاوى تُصدر تقليديًا على أربع مراحل أساسية: التصور، والتصنيف، والتعليل، والإصدار. وأشار إلى أن كل مرحلة تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين من الفقيه. ويتميز الذكاء الاصطناعي بالكفاءة والسرعة والموضوعية والتعدد اللغوي، مما يجعله أداة واعدة في هذا المجال.وأشار إلى أن هذه المزايا لا تعني أن التقنيات الحديثة ستحل محل العلماء والباحثين الشرعيين كليًا. فحكمة الفقهاء وبصيرتهم وفهمهم للسياقات الثقافية والاجتماعية تبقى عناصر لا يستطيع الذكاء الاصطناعي استيعابها بالكامل. علاوة على ذلك، تعتمد فعالية هذه التقنيات على اكتمال ودقة قواعد البيانات المستخدمة، وإلا ستكون النتائج غير دقيقة أو مضللة.ودعا إلى وضع معايير دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إصدار الفتاوى، وآليات لمراجعة الأنظمة التي تُنتج الآراء الدينية والتحقق من صحتها. وأكد على أن هذه الأنظمة يجب أن تعمل في حلقة بيانات مغلقة، مع قاعدة معرفية موثوقة ومختارة بعناية، تستبعد المحتوى المتطرف وغير الموثوق. وحذر أيضا من أن الوصول المفتوح إلى الإنترنت قد يؤدي إلى تشوهات وانتهاكات خطيرة تتعارض مع مبادئ الإسلام.أكد على أهمية التعاون الوثيق بين علماء الدين والمطورين في إنشاء قواعد بيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن روسيا تعمل حاليًا على تطوير نظام “حافظ”، المتخصص في المواضيع الإسلامية، والذي يعمل في حلقة مغلقة بإشراف مباشر من الأكاديميين للتحقق من دقة محتواه. وتُظهر النتائج الأولية للمشروع إمكانات واعدة.واختتم مفتي موسكو كلمته بالتأكيد على ضرورة التوفيق بين تراث القرون الماضية وإبداعات العصر الرقمي مع الحفاظ على الفقيه كشخصية محورية في إصدار الفتوى.وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مساعدًا فعالًا في معالجة المعلومات ويمكنه توفير الوقت والجهد إذا تم استخدامه مع ضوابط واضحة ومساءلة عالية.


شارك