رئيس مجلس العلماء الإندونيسي: الذكاء الاصطناعي مجهول الحال مما يجعله غير مؤهل لأن يكون مفتيا
أكد الدكتور خليل محمد نفيس، رئيس مجلس علماء إندونيسيا، أن الذكاء الاصطناعي هبة عظيمة ونعمة من الله يجب استخدامها بحكمة. ويمكن أن يكون أداة فعّالة للغاية للباحثين والعلماء في إجراء تحليلات فقهية أكثر دقة وشمولاً، ولكنه لا يصلح أن يكون مجتهدًا أو مفتيًا.
في كلمته أمام وفد المؤتمر الدولي العاشر للإفتاء في القاهرة، بعنوان “اختيار المفتي المناسب في عصر الذكاء الاصطناعي”، قال: “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُجيب على أسئلة وأحكام حول قضايا مُحددة، وأن يُقدم نصائحَ لاتخاذ القرارات. إلا أنه يفتقر إلى الوعي البشري. فالوعي أساسيٌّ عند إصدار الفتاوى، لأن الذكاء الاصطناعي مجهول الهوية، وبالتالي لا يصلح كمفتي يُؤخذ رأيه”.
وأضاف أن المسؤولية لا يمكن أن تُترك للآلات، بل يجب أن تعتمد موثوقية الآلات في إصدار الفتاوى على شخص كفء وعالم يتحمل المسؤولية، وهذا يجب أن يكون عنصرًا بشريًا.
أوضح رئيس مجلس علماء إندونيسيا أن إصدار الفتاوى يتطلب معرفةً راسخة وإدراكًا للواقع. وأضاف أن على المفتي أن يكون على درايةٍ بالفقه الإسلامي وإجراءات إصدار الأحكام، وأن يفهم واقع السائل. واستشهد بقول الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
وأوضح أن الفتاوى ثمرة بحث علمي معمق، يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والقياس. وأكد على أن المفتي يجب أن يكون عالمًا كفؤًا، يتميز بالعلم والأمانة والعدل، ويفهم نصوص الشريعة الإسلامية وواقعنا المعاصر.
وأشار إلى أن مؤسسات الإفتاء في العالم الإسلامي، ومنها مجلس علماء إندونيسيا، تستخدم أساليب دقيقة في استخلاص الأحكام، منها التنسيق بين المذاهب أو ترجيح الآراء استناداً إلى مبادئ الفقه المقارن، بالإضافة إلى الاجتهاد الجماعي في القضايا المستجدة.
واختتم رئيس مجلس علماء إندونيسيا كلمته مؤكدًا على ضرورة وجود مفتين ومؤسسات فتوى لضمان مساءلة كل فتوى وقرار شرعي أمام الله تعالى والجمهور. كما أكد على ضرورة أن ينظر الإسلام إلى التطورات التكنولوجية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، في إطار أخلاقي قائم على المبادئ الإسلامية، بما يضمن استخدامها لمصلحة البشرية، ويحترم القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان.
