رفض مصري وتحفظ أمريكي وغليان داخلي.. هل يتراجع نتنياهو عن خطة احتلال غزة؟

منذ 19 ساعات
رفض مصري وتحفظ أمريكي وغليان داخلي.. هل يتراجع نتنياهو عن خطة احتلال غزة؟

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية حول مستقبل قطاع غزة، يتصاعد الجدل حول قرار حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية احتلال القطاع بأكمله. وقد أثار هذا القرار، الذي اتخذه مجلس الوزراء الأمني مساء الخميس الماضي، سلسلة من ردود الفعل الغاضبة والسلبية إقليميًا ودوليًا، مما أثار انقسامات داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

على الصعيد الدولي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموقع أكسيوس يوم الاثنين بأنه لم يعد يدعم خطط إسرائيل لاحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بشكل دائم. ويمثل هذا تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي تجاه سياسات إسرائيل المتشددة.

رفضت مصر هذا الإعلان رفضًا قاطعًا في بيانات رسمية، معتبرةً احتلال قطاع غزة تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي. وفي إسرائيل، تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة وخلافات حادة بعد رفض رئيس الأركان إيال زامير الخطة صراحةً ودعوته إلى إعادة النظر فيها. وتتزايد الدعوات إلى الإضرابات والمسيرات الاحتجاجية لوقف القرار.

وإزاء هذه التطورات السريعة، يبقى السؤال: هل سيضطر نتنياهو، في ظل الضغوط والاعتراضات المتزايدة من الداخل والخارج، إلى التراجع عن قراره باحتلال قطاع غزة بأكمله؟

قضية غزة أعمق من رغبة نتنياهو

في هذا السياق، يرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع أن التطورات الثلاثة الأخيرة قد يكون لها تأثير، إلا أنه سيكون محدودًا. ويؤكد أن المشكلة أعمق من مجرد رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ تحظى الولايات المتحدة بدعم واضح في حل هذه القضية.

وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني لايجي برس أنه رغم هذه الأحداث، لا يمكن إفشال هذا المخطط إلا باتفاق ينص على نزع سلاح المقاومة وتسليم جميع الأسرى وجثث الشهداء، وإلا ستستمر إسرائيل في مخططها.

صورة 1_2

أكد مطاوع أن افتراض أن قطاع غزة خالٍ من الاحتلال “يتناقض مع الواقع”. وأشار إلى أن القوات المسلحة الإسرائيلية تسيطر على حوالي 75% من قطاع غزة، بينما النسبة المتبقية تحت السيطرة الجوية والنيرانية. وأشار إلى أن مدينة غزة وشمالها محتلان بالكامل منذ اليوم السابع والثلاثين للحرب، في ذروة قوة حماس. حينها، تم الاستيلاء عليهما بسهولة وإجلاء سكانهما.

يعتقد الدكتور عبد المهدي مطاوع أن العامل الوحيد الذي يُمكن أن يُوقف مخطط إسرائيل هو قبول حماس باتفاقٍ ينص على إطلاق سراح جميع الأسرى ونزع سلاحهم. لم يعد هذا المطلب مقتصرًا على إسرائيل والولايات المتحدة، بل أصبح مطلبًا دوليًا شاملًا، بل ينعكس في شروط الاعتراف الدولي المُزمع في سبتمبر/أيلول المُقبل.

القرار هو وسيلة ضغط في المفاوضات.

وفي سياق متصل، قال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إن الحديث عن قرار غزو غزة قد يكون بالأساس وسيلة للضغط على حماس، خاصة في ظل المفاوضات الجارية.

أوضح الخبير السياسي لايجي برس أن التساؤل المطروح هو كيف يُمكن تنفيذ غزو شامل في ظل المفاوضات الجارية. وأشار إلى أن التصريحات المصرية أكدت على مستوى عالٍ من الجاهزية، وأن القوات المسلحة مستعدة لأي تهديد للأمن القومي. إلا أن قرارات المواجهة العسكرية تبقى خاضعة لرؤية القيادة السياسية. وأشار إلى أن القاهرة أعدت بدائل عديدة للتعامل مع الأزمة منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أشار سلامة إلى أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في نهاية المطاف، وبالتالي لا يمكن لأي تصريحات أمريكية أن تُغير مجرى الأحداث. وأضاف أن المظاهرات والاحتجاجات في إسرائيل لا تُمثل عائقًا حقيقيًا أمام تنفيذ العمليات العسكرية.

صورة 2_3

واختتم الدكتور جمال سلامة كلمته بالتأكيد على أن الحديث عن احتلال كامل لقطاع غزة هو وسيلة للضغط على حماس، وأن مصر تستخدم هذه الوسيلة أيضاً للضغط على حماس لتحقيق نتائج في المفاوضات الجارية والوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.


شارك