أمين مجمع الفقه الإسلامي: التعاون الإسلامي تناشد العالم لوقف عاجل لمأساة فلسطين

منذ 18 ساعات
أمين مجمع الفقه الإسلامي: التعاون الإسلامي تناشد العالم لوقف عاجل لمأساة فلسطين

قال الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي إن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى مفتي حكيم يرفع منارات الحق ويبني هياكل الأمن ويبث الأمل والثقة والطمأنينة في نفوس الناس ويحول التحديات إلى فرص ويحافظ على الاعتدال في الفكر والسلوك ويسعى إلى اجتثاث منابع التطرف والتعصب.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي العاشر لدار الإفتاء المصرية، والذي عقد تحت عنوان “ظهور المفتي الصالح في عصر الذكاء الاصطناعي”.

وأكد أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بصفته أعلى مرجعية شرعية تضم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، يفخر بالمشاركة في هذا المؤتمر امتثالاً لأمر الله تعالى: ﴿وَبَيِّنُوا لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُوهُ﴾، وفاءً بالأمانة التي أولاها إياه قادة الدول الإسلامية والمجتمعات الإسلامية، لبيان حكمة الله في المشكلات والتطورات المستجدة التي يجلّ خطرها وعواقبها الوخيمة، والتي يُحرّم فيها الفتاوى الفردية، حفاظاً على عقائد الناس، وحفظاً لوحدة الصف، وتعزيزاً لقيم الوسطية والاعتدال والتسامح.

وأشاد باختيار المؤتمر “المفتي الراشد”، مشيرًا إلى أن تعيينه أصبح واجبًا شرعيًا، وضرورة معاصرة، ومصلحة دنيوية. فهو يعزز الأمن الفكري الذي لا مفر منه، ويصون مقاصد الشريعة الإسلامية التي لا حيلة فيها، ويحمي الأوطان والشعوب والأمم من التفكك والانحطاط.

وأشار إلى أن اختيار هذا المفتي يتوقف على مراجعتنا الطوعية لمناهجنا الشرعية والاجتماعية والإنسانية، بهدف تكييفها مع التحديات والمستجدات والمتغيرات المتزايدة. الهدف هو إيجاد مناهج تُخرج عقولًا مستنيرة، وقلوبًا طاهرة، وألسنة صادقة، تصون الأمة من شباك الشبهات، وتدفع عن الشعوب قوى الهلاك، وتصون الأفراد من الخطايا المميتة. وذلك كله بتجديد المحتوى وتطوير المناهج لمواكبة العصر، بما في ذلك التأسيس المتين للعلوم والمعارف النبوية، والإلمام بالعلوم الإنسانية وتخطيط المدن، والمعرفة الشاملة بأدوات الاستنباط والجدال، وفهم وسائل وأساليب العصر.

وأوضح أنه من الضروري أن يكون هذا المفتي منفتحًا على العصر، فلا ترهبهُ أمواج الذكاء الاصطناعي العاتية، بل أن يُحوّلها إلى أدواتٍ في خدمة الدين والأمة والإنسانية. ولا ينبغي أن تُخيفه أسرارُ وإمكانياتُ التكنولوجيا الرقمية الحديثة، بل عليه أن يحتضنها ويوظّفها لجمع النصوص ومراجعتها وتحليلها وتفسيرها، ومقارنة الآراء ووجهات النظر، ومناقشة الأفكار، جاعلاً منها نعمةً تُغتنم لا فتنةً مُستعرة.

واختتم كلمته بمناشدة منظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول والشعوب والعالم أجمع للتحرك العاجل لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني وقطاع غزة الجريح، الذي يرزح تحت حصار خانق وموجع، وجوع ممنهج، وعدوان غاشم من قبل قوة احتلال صهيونية متطرفة، جرائمها مرفوضة في كل الأديان والشرائع والقيم والأعراف. وأكد أن نصرة هذا الشعب المظلوم والمظلوم ليس خيارًا، بل واجب مقدس في كل الأديان والشرائع. وأكد أن تخفيف جوعهم ليس إغاثة، بل واجب إنساني راسخ في كل العادات والتقاليد. كما أكد أن الدفاع عن قضيتهم العادلة في المحافل والفعاليات ليس منة، بل مسؤولية أخلاقية لكل من له كلمة أو موقف أو رأي في هذا الشأن.

وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية عبر لجنتها للوزراء الإسلاميين، وكذلك جهود الوساطة الحكيمة لجمهورية مصر العربية ودولة قطر، وتمنى أن تكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق، حتى ينهزم الاحتلال ويرفع الحصار وتعود البسمة إلى وجوه أطفال فلسطين.


شارك