سمير حليلة.. من هو رجل الأعمال الذي تقترحه إسرائيل لحكم غزة؟

في ظل التصعيد في قطاع غزة والحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة عامين، تُجرى محاولات خفية لرسم مستقبل سياسي وأمني جديد للقطاع. ويشمل ذلك ترشيح شخصية فلسطينية بارزة تحظى بقبول الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية.
هنا برز رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة، الذي ارتبط اسمه بمحاولات إعادة هيكلة السلطة في قطاع غزة. ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن هذه الخطوة قد تُبعد حماس عن السيطرة على قطاع غزة.
يقود هذه المبادرة آري بن مناشيه، وهو عضو سابق في جماعة الضغط الإسرائيلية ومقيم في كندا. وأكد بن مناشيه أن ترشيح رجل الأعمال سمير حليلة اكتسب زخمًا في الأسابيع الأخيرة، لا سيما بعد اجتماعات رفيعة المستوى في الولايات المتحدة والاتصالات التي أجراها حليلة بنفسه في مصر.
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وثائق قُدّمت إلى وزارة العدل الأمريكية تُشير إلى أن آري بن مناشيه سجّل نفسه كجماعة ضغط لصالح حليلة قبل بضعة أشهر للتأثير على صناع القرار الأمريكيين ودعم ترشحه لمنصب حاكم غزة. وتستند هذه المبادرة إلى مبادرة فلسطينية برعاية الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية لحكم قطاع غزة.
انطلقت هذه المبادرة في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لكنها لم تكتسب زخما إلا مع تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وتظهر وثائق قدمت مؤخرا إلى وزارة العدل أن بن مناشيه ناقش المبادرة مع مسؤولين من قطر والمملكة العربية السعودية ومصر وأطراف أخرى.
شرح بن مناشي تفاصيل قضية حليلة، مؤكدًا أن الترويج لهذه الخطوة كان مهمًا بالنسبة له شخصيًا، وليس مجرد مسألة تجارية. وقال: “إنها في مصلحة اليهود”.
تابع آري بن مناشيه قائلاً إن الأمر قيد المتابعة مع كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية. والهدف هو متابعة قضية حليلة تحت رعاية جامعة الدول العربية، وخاصة مصر والسعودية. وبهذه الطريقة، سيتم حل مشكلة المقاومة الإسرائيلية للاجتياح الرسمي للسلطة الفلسطينية لقطاع غزة. وقال: “لقد أحرزنا بالفعل تقدمًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة”، دون الخوض في تفاصيل أخرى.
وبحسب الوثائق التي قدمها بن مناشي للولايات المتحدة، فإن الخطة تتضمن، من بين أمور أخرى، نشر قوات أميركية وعربية في قطاع غزة، والاعتراف بالوضع الخاص لقطاع غزة من قبل الأمم المتحدة، والحصول على حقوق استخراج الغاز قبالة سواحل قطاع غزة.
قال سمير حليلة من عمّان، الذي وصفت الصحيفة العبرية حديثه بالتحفظ: “جاءت المبادرة من بن مناشيه نفسه. جاء من كندا لمقابلتي وعرض عليّ الفكرة، فقبلتها”.
وعندما سُئل عن الجهة التي تمول هذه الحملة، قال حليلة: “المال لم يكن أبدا مشكلة هنا”، مضيفا أنه دفع لبن مناشيه 130 ألف دولار حتى الآن للترويج لهذه القضية.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن قيمة العقد بين حليلة وشركة بن منشيه تبلغ نحو 300 ألف دولار.
وأضاف رجل الأعمال الفلسطيني، والحاكم المعين لغزة، أن الخطوة الأولى والأهم لإعادة إعمار غزة هي وقف إطلاق نار دائم وإنهاء الحرب. وأكد: “عندها فقط يمكننا الحديث عن غزة ما بعد الحرب”. ويرى نفسه “مدير مشروع” لإعادة إعمار قطاع غزة، ويخطط لإدخال ما بين 600 و1000 شاحنة مساعدات إلى البلاد يوميًا، وفتح أربعة إلى خمسة معابر تجارية بشكل دائم.
أكد حليلة على ضرورة استعادة الأمن والنظام في غزة. ويجب ضمان استقلال السلطات المحلية عن السلطة الفلسطينية وحماس، واحترامها للسكان. وفي الوقت نفسه، يجب القضاء على “بقايا أسلحة” حماس والجهاد الإسلامي. وأشار إلى أن إعادة إعمار غزة تتطلب استثمارات تصل إلى 53 مليار دولار. ودول الخليج مستعدة للمساهمة، شريطة أن تلتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التزامًا واضحًا.
أكد أنه لن يُحرز أي تقدم حقيقي قبل انتهاء الحرب، لكنه أعرب عن تفاؤله بعد أن أبدت إسرائيل، لأول مرة، استعدادها للتفاوض، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب بشكل كامل بدلاً من مجرد وقف إطلاق نار مؤقت. واستشهد بتصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، الذي قال: “الخطة هي إنهاء الحرب، لا إطالتها. نعتقد أن المفاوضات يجب أن تنتهي بخيار إما كل شيء أو لا شيء – إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن فورًا إلى ديارهم. حينها فقط”.
من هو سمير حليلة؟
سمير حليلة، المقيم في رام الله، خبير اقتصادي سياسي ورجل أعمال بارز في السلطة الفلسطينية. شغل خلال مسيرته المهنية عدة مناصب رفيعة، منها أمين عام الحكومة الفلسطينية عام ٢٠٠٥، ثم وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة، ورئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني لأبحاث السياسات الاقتصادية، وعضو مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني.
وكان أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة باديكو، أكبر شركة قابضة في السلطة الفلسطينية، ورئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين.
ويتميز حليلة باتصالاته الواسعة، وخاصة قربه من رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشار المصري، مؤسس مدينة روابي، والذي يتمتع بدوره بعلاقات وثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.