نقابة الصحفيين تنعى 6 زملاء اغتالتهم إسرائيل: الضمير العالمي يُدفَن مع شهود الحقيقة في غزة

أدان اتحاد الصحفيين المصريين بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني والتي اغتالت ستة من زملائه الصحفيين وهم: أنس الشريف ومحمد قريقع (مراسلا الجزيرة)، وإبراهيم ظافر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، باستهداف خيمة الصحفيين بالقرب من مستشفى الشفاء.
وقال الاتحاد في بيان له إنه في الوقت الذي ينعى فيه استشهاد الزملاء الستة فإنه ينعى أيضا فقدان الضمير العالمي الذي تشيع جنازاته يوما بعد يوم إلى جانب شهود الحقيقة وشهداء الإبادة والتجويع الممنهج الذي تمارسه آلة الحرب الصهيونية ضد شعب غزة.
وذكرت أنه بعد مرور أكثر من عامين على بدء هذه الجريمة النكراء، لا تزال الإبادة الجماعية مستمرة أمام أعين العالم، في حين يقف العجز الدولي والتواطؤ الأمريكي الصارخ، الذي وصل الآن إلى حد التواطؤ في الجريمة، حائلاً أمام إنقاذ الأبرياء. ويتجلى الفشل العربي في أبشع صوره.
وأضافت أن الجريمة البشعة بحق أنس وقريقة وظافر ونوفل وعليوة والخالدي واعتراف جيش الاحتلال باستهداف خيمتهم هي حلقة جديدة في سلسلة جرائم الإبادة الإعلامية الأكثر وحشية والجريمة الأكبر والأكثر انتشاراً ضد الصحفيين في التاريخ الحديث، حيث تجاوز عدد شهداء الإعلام 230 صحفياً، وهو عدد يفوق شهداء الحقيقة في الحروب التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحدها ويفوق إجمالي شهداء المهنة في حربي فيتنام والعراق مجتمعتين.
ويتابع البيان: “تتراوح الجريمة بين الاستهداف المباشر لأجساد الناجين وأرواحهم. أصيب مئات الزملاء بجروح بالغة، ويقبع عشرات الصحفيين في معسكرات الاعتقال التعسفي التابعة للقوة المحتلة، وقُصفت منازلهم عمدًا، مما أدى إلى تهجير عائلاتهم”. ولا تقتصر هذه الجرائم الممنهجة على حاملي الأقلام والكاميرات، بل تمتد إلى اضطهاد عائلاتهم. والهدف هو إسكات صوت الحقيقة وإخفاء فظائع الاحتلال عن أعين البشرية.
أشارت النقابة إلى أن زملاءهم في غزة يدفعون ثمنًا باهظًا: دمائهم، حريتهم، سلامتهم، وسلامة عائلاتهم. يتعرضون لانتهاكات وحشية لإعلانهم الحقيقة للعالم. وسط أنقاض منازلهم وغياب أحبائهم، يبذلون أقصى التضحيات. لم يكتفِ المحتلون المجرمون بالقتل العمد والاعتقالات التعسفية وتهجير العائلات، بل يتصرفون بوحشية تفوق فظائع النازية: إنهم يستخدمون التجويع كوسيلة وحشية للإبادة الجماعية، محولين حصار غزة إلى جحيم متعمد يُحرم فيه الأطفال والنساء والمدنيون من الضروريات الأساسية تحت أعين منظمات الإغاثة الدولية، التي تُعاقب بدورها.
وتابع: “إن هذه السياسة البغيضة التي تشكل جريمة حرب بكل المقاييس، يتم تنفيذها بمشاركة فعالة من الولايات المتحدة، وتوفير الغطاء والدعم والإمدادات بالسلاح، وتحت ستار تواطؤ دولي مخزٍ يختزل شعارات حقوق الإنسان إلى مجرد كلمات جوفاء، ويكشف عن ضعف عربي غير مسبوق يتجاوز حدود الخيانة”.
وأكدت النقابة أن دماء شهداء الصحافة الفلسطينية وصدقائها توقظ الضمير الإنساني، وتأمل أن يستيقظ من ركوده العميق، ويعيد للإنسانية حيويتها، ويضع حدًا للإبادة الممنهجة، وتؤكد للجميع أن ثمن صمود وشجاعة الصحافة الفلسطينية، التي لا تزال ترسل إشارات الأمل وتتحدى القتل والتجويع والاعتقال وتشريد العائلات، قد فاقت كل الحدود والاحتمالات. ولا بد من إجراءات فورية وعاجلة لوقف هذه الجريمة المستمرة، قبل أن تتحول كلمات الإشادة بالصمود إلى شكل آخر من أشكال التواطؤ في الجريمة، لا سيما مع التراخي المستمر منذ قرابة عامين، وكأننا نتغاضى عن استمرار القتل والإبادة والتجويع بدلًا من ملاحقة القتلة.
وصرح الاتحاد: “إننا ندين هذه الجرائم المستمرة ضد الإنسانية والحقيقة، وندعو المجتمع الدولي إلى ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة ومحاكمتهم دوليًا بشكل عاجل. ونشيد بهذا الصمود الأسطوري الذي يؤكد أنه حتى تحرير فلسطين، ستبقى دماء الشهداء، وشجاعة الصحفيين، وسجون الأسرى، وأنين المهجرين، شاهدًا حيًا على إدانة الاحتلال وعملائه”.
وأكدت أيضًا أن هذه ليست معركة الصحفيين فحسب، بل هي كفاح إنساني ضد آلة إبادة لا تسمح حتى للضحايا برواية قصصهم. المساءلة ضرورية لإنهاء عصر الإفلات من العقاب قبل أن تُدفن غزة والضمير العالمي معًا.