الجامعة العربية توجّه الجزائر والصومال بتقديم مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف النار بغزة

عقد مجلس جامعة الدول العربية، بدعوة من دولة فلسطين وبدعم من الدول الأعضاء، دورة استثنائية برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية لبحث آليات التحرك العربي والدولي لمواجهة الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي، المستمرة منذ 673 يوماً.

واعتمد المجلس قرارا يدين الممارسات الإسرائيلية بشكل واضح، ويؤكد على ضرورة ملاحقة مرتكبيها ودعم الحقوق الفلسطينية وفقا للقانون الدولي.

أدان مجلس جامعة الدول العربية قرارات وخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة وتنفيذ سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي.

اعتبر المجلس هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية، وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي. وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع الممنهجة كسلاح إبادة جماعية، مما أدى إلى تجويع 200 مدني فلسطيني، نصفهم من الأطفال.

وجدد المجلس دعوته لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والتشريد، وشدد على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارا مجلس الأمن الدولي 904 (1994) و605 (1987) وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 2018.

وأكد مجلس جامعة الدول العربية على أهمية تنفيذ قرارات القمتين العربية والإسلامية لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية برا وبحرا وجوا، بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها بما فيها الأونروا.

دعم السيادة الفلسطينية

أكد المجلس على ضرورة تمكين دولة فلسطين، بدعم عربي ودولي، وفي إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، من تولي مسؤولياتها الحكومية كاملةً في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ودعا إلى تعزيز وحدة النظام والقانون والسلاح تحت مظلة الشرعية الفلسطينية.

ناشد المجلس المجتمع الدولي، وخاصةً الولايات المتحدة، الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وإنهاء احتلالها غير الشرعي. كما دعا الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بما فيها الجزائر والصومال، إلى تقديم مشروع قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، والسماح بتدفق المساعدات، وإنهاء الاحتلال. وفي الوقت نفسه، ينبغي فرض عقوبات دولية على إسرائيل بسبب جرائمها.

دعا المجلس الدول إلى حظر تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، ومراجعة علاقاتها الاقتصادية، ومقاضاة المسؤولين الإسرائيليين. كما دعا المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان إلى ملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة. وتماشيًا مع تقارير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، شدد المجلس على مقاطعة الشركات التي تدعم اقتصاد القوة المحتلة.

دعم إعادة الإعمار والوساطة

رحّب مجلس جامعة الدول العربية بجهود الوساطة المصرية القطرية لوقف العدوان ودعم مخرجات القمة الفلسطينية الاستثنائية بالقاهرة (4 مارس 2025)، التي دعت إلى إعادة إعمار قطاع غزة وتنفيذ الخطة العربية الإسلامية. وشدد المجلس على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2735 و2712 و2720، التي تنص على وقف إطلاق النار، وعودة النازحين، وتوزيع المساعدات الإنسانية.

تحفظات بعض الدول

أبدت تونس تحفظاتها على الإشارة إلى “حل الدولتين”، وجددت دعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس. كما أبدت العراق تحفظاتها على مصطلحي “القدس الشرقية” و”حل الدولتين”، وعلى أي إشارة إلى إسرائيل كدولة بموجب القانون العراقي.

وأخيراً، دعا المجلس الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إلى متابعة تنفيذ القرار وتقديم تقرير في الدورة القادمة. وفي الوقت نفسه، على المجلس أن يواصل جلساته لمناقشة التطورات. وكلف الأمانة العامة بإعداد دراسة قانونية حول آثار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته للاتفاقيات الدولية.