من وسط الركام.. فلسطيني يصنع طرفًا صناعيًا من “ماسورة مجاري” بعد بتر قدمه

منذ 4 ساعات
من وسط الركام.. فلسطيني يصنع طرفًا صناعيًا من “ماسورة مجاري” بعد بتر قدمه

وثّق مقطع فيديو بثّته الجزيرة معاناة الفلسطيني إبراهيم عبد النبي، الذي فقد ساقه خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. في ظلّ الحصار الخانق وانهيار النظام الصحي، رفض عبد النبي الاستسلام لإعاقته، فصنع طرفًا صناعيًا بدائيًا من أدوات منزلية بسيطة، متحديًا ألمه وإعاقته بكرامة لا تتزعزع.

“هذا أنبوب صرف صحي… اتبعت النوافذ الألومنيوم وثبتها بالبراغي والأسلاك”، يقول إبراهيم، واقفًا على ساقه الاصطناعية المصنوعة يدويًا، في إشارة إلى الطرف الذي صممه بنفسه بعد رفض جميع خيارات العلاج.

بدأت رحلة إبراهيم المؤلمة في 27 مايو/أيار 2025، عندما انطلق إلى منطقة العلم، حيث كانت تُوزّع المساعدات الغذائية الأمريكية في قطاع غزة. انطلق الشاب الفلسطيني على أمل إيجاد ما يُطعم به أطفاله الجائعين.

يوضح قائلاً: “أخبرونا بضرورة إحضار هوياتنا. أحضرتُ هويتي وذهبتُ إلى مركز الإسعافات الأولية. بمجرد وصولي، أُصبتُ برصاصة متفجرة. بُترت ساقي في نفس المكان. نزفت لأكثر من ساعة ونصف قبل أن نُقل إلى مستشفى الصليب، حيث بُترت ساقي”.

بعد شهر ونصف، عاد إلى أبنائه، فوجدهم قد خبزوا خبزًا من العدس والمعكرونة دون صلصة. مشهدٌ عكس شبح الجوع الذي كان يخيّم على كل بيت في غزة.

بعد عودته من المستشفى، لم يستطع إبراهيم تحمل تكلفة طرف اصطناعي، ولم يجد من يتبرع به. حاولت زوجته مجددًا طلب المساعدة، لكن دون جدوى. قرر مواجهة الواقع وحيدًا.

وعن تركيب ساقه الجديدة، يقول إبراهيم: “صنعتها من أنبوب صرف صحي. أخذتها من الحمام، غسلتها، عقمتها، ونظفتها بالفرشاة. أخذت قطعة معدنية من نافذة ألمنيوم وثبتتها بمسامير وأسلاك. والحمد لله، أصبحت طرفًا أستطيع ارتداؤه ومواصلة حياتي به”.

لم يكن الطرف مصنوعًا من معدنٍ متطور أو تكنولوجيا حديثة، بل من كرامة رجلٍ لم تسمح إعاقته بشلّه، ولم تسلبه حربٌ وحشية ما تبقى من إنسانيته. بهذا الطرف وبروحٍ لا تلين، نفخ إبراهيم روحًا جديدة في جسده، تمامًا كما تنفخ غزة روحًا جديدة في نفسها كل يوم تحت الأنقاض.


شارك