الشركة اللبنانية للإنتاج السينمائي «أبوط» تحصد جائزة الإنتاج من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي

منحت لجنة تحكيم مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي في سويسرا جائزة رايموندو ريزونيكو لشركة الإنتاج اللبنانية “أبوت”، التي أنتجت معظم الأفلام اللبنانية المستقلة الأخيرة ويمثلها المنتجان جورج شقير ومريم ساسين.
كما سيتم عرض اثنين من أكثر أفلامه شهرة ونجاحًا: “كوستا برافا” للمخرجة منية عقل، بطولة نادين لبكي وصالح بكري (الذي عُرض لأول مرة عالميًا في مهرجان البندقية السينمائي (2021))، و”دفاتر مايا” للمخرجة جوانا حاجي توما وخليل جريج (الذي كان ضمن المسابقة في مهرجان برلين السينمائي (2021))، بطولة منال عيسى وربيع مروة وريم التركي.
أسس المنتج جورج شقير شركة “أبوت” عام ٢٠٠٤، وشغل منصب رئيسها التنفيذي. وكان له دورٌ محوري في تعزيز السينما اللبنانية المستقلة وترويجها دوليًا. وفي عام ٢٠١٠، انضمت ميريام ساسين إلى الشركة كمنتجة منفذة. وقد دعما مع شقير العديد من الأفلام الروائية العربية واللبنانية الشهيرة في أسواق التوزيع العالمية. وتُعدّ “أبوت” مركزًا هامًا للإنتاج والتوزيع في المنطقة، إذ تُشكّل شبكةً من صانعي الأفلام اللبنانيين والعرب الذين يسعون، رغم الظروف الصعبة، بل والكارثية في كثير من الأحيان، إلى إرساء دعائم السينما المستقلة في المنطقة.
في السنوات الأخيرة، أنتج شقير وساسين أفلامًا شاركت في مهرجانات دولية وحظيت بإشادة عالمية، منها فيلمان هما “كوستا برافا” و”دفاتر مايا” اللذان سيُعرضان في مهرجان لوكارنو السينمائي. كما أنتجَا أعمالًا لمخرجين محليين مثل أحمد غصين، الذي حاز فيلمه “جدار الصوت” على ثلاث جوائز في مهرجان البندقية السينمائي عام 2019؛ والمخرج السوري المخضرم محمد ملص؛ والمخرج اللبناني غسان سلهب، الذي شارك فيلمه الأخير “النهر” في مهرجان لوكارنو السينمائي عام 2021؛ ووليد مؤنس، الذي شارك فيلمه “1982” في مهرجان تورنتو السينمائي عام 2019؛ وسيريل عريس، الذي يشارك فيلمه الأخير في مهرجان البندقية السينمائي القادم في إيطاليا؛ وإيلي داغر، الذي شارك فيلمه “البحر خلفنا” في مهرجان كان السينمائي عام 2021. كما أنتجا أفلاماً وثائقية، منها فيلم “بانوبتيك” لرنا عيد، الذي شارك في مهرجان لوكارنو السينمائي عام 2017، وفيلم “مثل قصص الحب” لمريم الحاج، الذي عُرض في فئة البانوراما في مهرجان برلين السينمائي عام 2024.
كما دافع شقير وساسين عن السينما المستقلة في سياقات أخرى. لعب شقير دورًا محوريًا في إعادة افتتاح سينما متروبوليس في بيروت، وهي مركز رئيسي للسينما المستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ساسين هي أيضًا أحد مؤسسي مهرجان مسكون للأفلام الخيالية، وهو المهرجان السينمائي الوحيد من نوعه في المنطقة العربية، وتشارك بنشاط في المبادرات التعليمية والفعاليات السينمائية. منذ عام 2021، أدارت أفلامنا، وهي منصة لبث الأفلام العربية من لبنان. علاوة على ذلك، قدم جورج شقير دعمًا لا مثيل له لجان لوك غودار في عمله على كتاب الصورة (2018)، وبالتعاون مع ميريام ساسين، شارك في إنتاج أفلام دولية حائزة على جوائز من خلال شركته شورت كت، داعمًا صانعي أفلام مثل آلان غوميس وكوثر بن هنية ولوكريتيا مارتيلي وإيليا سليمان وآخرين.
قالت جيونا نازارو، المديرة الفنية للمهرجان، عن هذا التكريم: “أفلام “أبوت” تعبيرٌ عن مجتمعٍ نابضٍ بالحياة، يواصل التطلع إلى المستقبل بثقةٍ لا تتزعزع”. وأضافت: “من خلال أفلامهما، يروي جورج ومريم قصة بلدٍ يتصارع مع تاريخه، وفي الوقت نفسه، يصوغان هويةً لبنانيةً معقدةً ومتعددة الأوجه. كما أطلقا العنان للعديد من المواهب الجديدة أمام الكاميرا وخلفها، مساهمين في تسليط الضوء على لبنان، وإطلاق العنان لإمكاناته، ورسم صورةٍ مُعقدةٍ له تتجاوز تبسيط عنف الحرب. لقد دافعا بلا كللٍ عن حوارٍ مثمرٍ وثريّ”.