من الكواليس إلى الأرقام.. دلالات النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025

منذ 2 ساعات
من الكواليس إلى الأرقام.. دلالات النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025

• “مستقبل الوطن”: لم نستفرد بالنتائج وخسرنا نحو 50 مقعدًا مقارنةً بالبرلمان الحالي. ندعو بعض الأحزاب إلى مراجعة هياكلها التنظيمية. • يعقد حزب النور اجتماعا السبت المقبل لتقييم النتائج ويدرس الطعن على نتائج بعض مرشحيه. • الحزب المصري الديمقراطي: لم ننافس بجدية على المقاعد الفردية. سننافس بقوة في الانتخابات البرلمانية.

أعلن قادة الأحزاب نتائج مرشحيهم لكل مقعد وتأثيرهم الأولي، بناء على العد العددي في انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية في البرلمان).

استعرض عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، النتائج بناءً على المؤشرات الانتخابية الأولية، موضحًا أن الحزب فاز بـ 148 مقعدًا في انتخابات مجلس الشيوخ الحالية، بالإضافة إلى أربعة مرشحين مستقلين. ووفقًا للفرز العددي الأولي للانتخابات، التي ستُعلن نتائجها رسميًا في 12 أغسطس/آب، لم يتجاوز عدد نوابه الفائزين 102 عضو (قوائم وفرادى). وهذا يعني أن الحزب خسر ما يقارب 50 مقعدًا، مما يعكس تراجعًا عدديًا لصالح الشراكة السياسية.

أكد هلال أن الحزب يعمل على إطلاق مبادرات مجتمعية وخدمية منذ عام ٢٠١٨، وهو ما يتجلى في الدعم الشعبي لمرشحيه، ممن يمتلكون خبرة سياسية وتأييدًا واسعًا. وأضاف أن الحزب خاض الانتخابات الأخيرة بروح المشاركة لا الهيمنة، واضعًا المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الحزبية أو الشخصية.

وأوضح هلال لـ«الشروق» أن الحزب تنازل عن عدة مقاعد لأحزاب أخرى في إطار تحالف وطني يهدف إلى تحقيق التوازن السياسي وخدمة المواطن.

وأشار إلى أن حزب “مستقبل وطن” يتمتع بهيكل تنظيمي قوي يشمل جميع محافظات الجمهورية، وقادر على خوض الانتخابات بقوائم كاملة، والتنافس على جميع المقاعد الفردية. إلا أن قيادته فضلت العمل مع أكثر من اثني عشر حزبًا في تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ضمن قائمة وطنية تُعلي المصلحة العامة على المصالح الخاصة.

وأضاف نائب الأمين العام لحزب مستقبل وطن أن الحزب لا يتنافس على جميع المقاعد، بل يترك جزءًا كبيرًا منها لأحزاب أخرى، ما يعكس روح التوافق التي ينتهجها منذ تأسيسه. وأكد أن الحزب قريب من الشعب من خلال حضوره الدائم في الشارع، وتنظيمه فعاليات ومبادرات مجتمعية على مدار العام، ودوره البرلماني في حل مشاكل المواطنين.

ردًا على انتقادات الأحزاب التي فشلت في الفوز بمقاعد مجلس الشيوخ الفردية، صرّح هلال بأن اللوم يُتبادل دائمًا بعد كل انتخابات. ودعا الأحزاب إلى مراجعة هيكلها التنظيمي وتعزيز حضورها في الشارع بدلًا من تبادل الاتهامات.

كما دعا إلى إعادة هيكلة العمل الحزبي في مصر، واستحداث هيكل إداري، وتشجيع اندماج الأحزاب المتقاربة في الرؤى في كيانات قوية وتنافسية. وأكد أن التحديات السياسية الراهنة تتطلب تنظيمًا قويًا وتمويلًا كافيًا.

وفي الختام أكد أن حزب مستقبل وطن خاض الانتخابات بروح تنافسية قائمة على الشراكة الوطنية وأن الأرقام والمقارنات بين انتخابات 2020 و2025 أثبتت ذلك بوضوح.

اعترف باسم كامل، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بعدم جدية الحزب في دراسة نظام الدائرة الواحدة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، نظرًا لتعقيد دوائر مجلس الشيوخ، حيث تشمل القائمة المحافظات بأكملها، وهو ما اعتبره شاملًا للغاية.

وأضاف كامل لصحيفة الشروق أن الحزب سيولي اهتمامًا بالغًا بنظام التصويت الفردي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، نظرًا لصغر حجم الدوائر الانتخابية، واقتصارها غالبًا على دائرة أو اثنتين فقط، على عكس انتخابات مجلس الشيوخ التي تغطي المحافظة بأكملها. وأشار إلى أن الحزب لم يُتح له الوقت الكافي للتحضير الجيد لانتخابات مجلس الشيوخ.

فيما يتعلق بالعملية الانتخابية، أكد عدم وجود أي تجاوزات، باستثناء ملاحظتين مهمتين: أولًا، ضعف إقبال الناخبين نتيجة ضعف المنافسة في نظام القوائم، ورأيه، الغضب الشعبي بعد إقرار قانون الإيجارات القديم. ثانيًا، لوحظت دعاية انتخابية لبعض الأحزاب خارج بعض مراكز الاقتراع.

أكد أن حزبه سيحظى بحضور قوي في انتخابات مجلس النواب المقبلة، وأنه يرشح عددًا كبيرًا من المرشحين المؤهلين. وأوضح أن لجنة الانتخابات في الحزب تعمل حاليًا على اختيار المرشحين بناءً على معايير تضمن استيفائهم لشروط الترشح. وأشار إلى أن عملية الترشيح جارية على قدم وساق، وأن العديد من المرشحين أبدوا رغبة قوية في الترشح، سواءً على قوائم أو بشكل فردي.

وبحسب المعلومات الأولية، لا يوجد مرشحون لحزب النور ضمن القائمة الفائزة بأي مقاعد في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2025.

في تعليقه، صرّح النائب والقيادي في الحزب أحمد حمدي خطاب بأن الهيئة العليا للحزب ستعقد اجتماعًا السبت المقبل لمناقشة الأمر بالتفصيل. وأوضح لـ”الشروق” أن الاجتماع سيُقيّم انتخابات مجلس الشيوخ، ويناقش مشاركة عدد كبير من المرشحين في انتخابات مجلس النواب المقبلة. وأكد أن القرار سيُتخذ بناءً على دراسة شاملة للإيجابيات والسلبيات، بالإضافة إلى نسبة المشاركة.

وأوضح خطاب أن الحزب ينتظر إعلان النتائج الرسمية في 12 أغسطس/آب الجاري، لكنه يعتقد أنه قد تكون هناك أخطاء في نتائج الفرز الأولية التي أعلنت في اليومين الماضيين.

وأكد أن حزب النور يدرس الطعن على نتائج بعض مرشحيه في انتخابات مجلس الشيوخ خلال اجتماعه الحزبي المقبل، قائلاً: “هناك وسائل وإجراءات قانونية للطعن، ولا يجوز التعسف في ذلك، بل يجب أن يكون مبنيًا على أدلة دامغة، وليس على مجرد إشاعات”.

حزب النور ليس جزءًا من القائمة الوطنية لمصر، التي تضم 13 حزبًا وجماعة سياسية. كما فشلت عدة أحزاب أخرى في الفوز بمقاعد، منها حزب المصريين الأحرار، وحزب المؤتمر، وحزب العدالة والتنمية، وحزب الإصلاح والتنمية، وحزب الوعي.

وجاء توزيع المقاعد بين الأحزاب في القائمة الوطنية لانتخابات مجلس الشيوخ على النحو التالي: تصدر حزب مستقبل الوطن القائمة بـ44 مقعداً، يليه حزب حماة الوطن بـ19 مقعداً، ثم حزب الجبهة الوطنية بـ12 مقعداً.

وحصل كل من الحزب المصري الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري على 5 مقاعد، فيما حصل حزب العدالة والإصلاح والتنمية على 4 مقاعد.

وحصل حزب الوفد وحزب التجمع على مقعدين لكل منهما، فيما حصل حزب المؤتمر وحزب إرادة جيل وحزب الحرية على مقعد واحد فقط.

وعلى صعيد المقاعد الفردية، حصل حزب مستقبل الوطن على 60 مقعداً، وحزب حماة الوطن على 25 مقعداً، وحزب الجبهة الوطنية على 10 مقاعد، وحزب الشعب الجمهوري على 5 مقاعد.


شارك