بعد قرار إسرائيل احتلال غزة.. ما مصير الفلسطينيين في القطاع؟

منذ 3 ساعات
بعد قرار إسرائيل احتلال غزة.. ما مصير الفلسطينيين في القطاع؟

وفي خطوة ذات عواقب سياسية وإنسانية خطيرة، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة للسيطرة على مدينة غزة وتوسيع العمليات البرية في الجيب الفلسطيني المدمر، متجاهلة التحذيرات المتزايدة من إسرائيل بشأن المخاطر المحتملة على حياة السجناء.

يأتي هذا القرار في وقتٍ تتعثر فيه جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة منذ 22 شهرًا. وقد أودت الحرب بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني وجرحت 151 ألفًا آخرين. ودُمِّرت البنية التحتية والمناطق السكنية بشكل كبير. وتفاقمت المجاعة بسبب المنع المستمر للمساعدات الإنسانية عن قطاع غزة.

صوورة 1_2

بموجب هذه الخطة، سيعمل الجيش الإسرائيلي في مناطق جديدة من قطاع غزة لم يسبق له العمل فيها. ومن بين أهدافها، السيطرة على معسكرات وسط قطاع غزة ومدينة غزة. ووفقًا لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، نُفذت هذه الخطة رغم تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير من عواقب هذا النهج. وسيستغرق الأمر خمسة أشهر لاستعادة السيطرة.

وتتضمن الخطة، التي أقرتها أغلبية الوزراء خلال اجتماع في القدس استمر نحو عشر ساعات، خمسة مبادئ أساسية لإنهاء الحرب: نزع سلاح حماس، وإطلاق سراح جميع السجناء الإسرائيليين (الأحياء والأموات)، وتحويل قطاع غزة إلى منطقة منزوعة السلاح، وإقامة نقاط تفتيش أمنية إسرائيلية في المدينة، وأخيرا تشكيل حكومة مدنية بديلة غير تابعة لحماس أو السلطة الفلسطينية.

وبينما تستعد إسرائيل لتنفيذ هذه الخطة، يثور السؤال الحاسم حول مصير الفلسطينيين إذا ما مضت قدماً في احتلال قطاع غزة بشكل كامل.

ماذا سيحدث للفلسطينيين بعد تنفيذ القرار؟

صوورة 2_3

يقول المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور حسن مرهج، إن قرار إسرائيل بفرض سيطرتها الكاملة على غزة ستكون له عواقب إنسانية وخيمة، تشمل نزوحًا واسع النطاق، وانهيارًا في الخدمات الأساسية، وتفاقمًا في أزمة اللاجئين. إضافةً إلى ذلك، ستكون هناك خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين، واحتمالية اتخاذ إجراءات قانونية دولية.

وفي حوار مع ايجي برس، قال مرهج إن مصير الفلسطينيين “غير مؤكد”: إما أن يكون هناك حكم عسكري مباشر أو إدارة مؤقتة في ظل ظروف أمنية صارمة، وهو ما قد يؤدي إلى انتفاضة أو حرب استنزاف طويلة الأمد.

فيما يتعلق بالخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول قرار احتلال غزة، يشير مرهج إلى أن هذه الخلافات “قد تعيق تنفيذ الخطة وتؤثر على التنسيق الميداني والمعنويات”. وأوضح المحلل السياسي أنه بينما يستطيع جيش الاحتلال السيطرة مؤقتًا على غزة رغم استنزافها واستنزاف مواردها، فإن الحفاظ على المدينة المكتظة بالسكان في بيئة مقاومة سيكون مكلفًا ومعقدًا.

وعن رد فعل الفصائل الفلسطينية على الأرض عقب تطبيق هذا القرار، يقول د. حسن مرهج إنهم من المرجح أن يلجأوا إلى مزيج من المقاومة المسلحة، والدفاع الحضري مثل الكمائن لجنود الاحتلال، والعمل الشعبي، مما سيجعل أي احتلال طويل الأمد ومرهقاً سياسياً وإنسانياً للطرفين.

هل يمكن للضغوط الدولية أن تمنع إسرائيل من تنفيذ خطتها؟

صوورة 3_4

يرى المحلل السياسي حسن مرهج أنه في حين أن الضغط الدولي قد “يُقيّد” سعي إسرائيل للسيطرة الكاملة على غزة، فإن فعاليته تعتمد على شدته وتوافق القوى المؤثرة. بمعنى آخر، إذا كان الضغط، وخاصةً من الولايات المتحدة، قويًا وعمليًا، فقد يُقنع تل أبيب بتغيير خطتها والاكتفاء بسيطرة جزئية أو ترتيبات أمنية بديلة.

ومع ذلك، إذا اكتفت إسرائيل بالإدانات والتصريحات دون اتخاذ خطوات عملية، فمن المرجح أن تستغل ذلك لكسب الوقت وفرض أمر واقع تدريجيًا، كما أشار مرهج. وأضاف أن إسرائيل ستواصل خطتها بشكل كامل إذا ضعف الموقف الدولي أو نشأت انقسامات، معتمدةً على تراجع الاهتمام الدولي مع مرور الوقت.

يختتم الدكتور حسن مرهج، الخبير في العلوم السياسية وشؤون الشرق الأوسط، ملاحظاته بالإشارة إلى أن نجاح الضغط الدولي يعتمد على اتخاذ إجراءات ملموسة وفرض تكاليف سياسية أو عسكرية على إسرائيل. وإلا، فإن “فرص الانسحاب تبقى ضئيلة”.


شارك