مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة تسلل كراهية الإسلام لألعاب الفيديو

منذ 3 ساعات
مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة تسلل كراهية الإسلام لألعاب الفيديو

إن ربط مرتكبي الجرائم بملامح الوجه أو الملابس العربية أو الإسلامية يؤدي إلى زيادة الكراهية والعداء تجاه الإسلام.

أفاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بأن ألعاب الفيديو لم تعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة فعّالة لرفع مستوى الوعي والتأثير على تصورات الناس حول العالم. وأشار المرصد إلى ظهور نمط في السنوات الأخيرة يُعيد إنتاج الصور النمطية السلبية عن المجتمعات الإسلامية، وخاصة في الشرق الأوسط، وهو ما يُسمى بـ”الإسلاموفوبيا البصرية”.

وجد المرصد أن ألعاب الفيديو تُعيد تفسير مفاهيم “الخير والشر” وتُعزز صورة العدو من خلال شخصيات ذات ملامح أو ملابس شرق أوسطية وإسلامية. يهدف هذا الإنتاج العنصري إلى ترسيخ الصور النمطية السلبية في أذهان اللاعبين، وخاصة الشباب. غالبًا ما يُصوَّر الشرق الأوسط على أنه مسرح صراع وفوضى، ويُحوَّل إلى ساحة معركة دائمة في الألعاب “العنيفة”.

وأشار إلى أن ربط الأشرار بملامح الوجه أو الملابس العربية أو الإسلامية لا يعزز الإسلاموفوبيا بصريًا فحسب، بل له تداعيات اجتماعية وسياسية أيضًا، حيث تعمل هذه الصور النمطية بشكل غير مباشر على تغذية العداء تجاه الإسلام في المجتمعات الغربية، وخاصة بين اللاعبين الذين يفتقرون إلى المعرفة الخلفية حول المجتمعات الإسلامية.

كما أكد أن هناك بالفعل ألعابًا شائعة تتعرض لانتقادات لاذعة لتصويرها الشرق الأوسط كـ”مسرح دائم للعنف” واستخدامها رموزًا وشخصيات تُعزز الربط بين الإسلام والإرهاب. ويعتقد أن هذا التصوير يُسهم في تطبيع الخطاب المعادي للإسلام، ويُقصي المجتمعات المسلمة من التمثيل العادل والمنصف في صناعة الألعاب. لذا، يمتد تأثير هذه الألعاب إلى ما هو أبعد من الشاشة.

أشار المرصد إلى أن بعض استوديوهات الألعاب المستقلة بدأت تتبنى مناهج أكثر إنصافًا لمواجهة هذا التحدي. فهي تتعاون مع كُتّاب ومصممين من خلفيات ثقافية متنوعة لضمان احترام الهويات الدينية والثقافية، وتقديم قصص متعددة الأبعاد تتجاوز ثنائية “العدو المسلم” و”البطل الغربي”.

يعتقد المرصد أن التغيير المنشود لا يقع على عاتق المطورين وحدهم، بل تقع على عاتق المجتمع واللاعبين المسؤولية الأساسية في مواجهة هذه الصور النمطية من خلال التعبير عن الرأي وانتقاد الألعاب التي تُروّج لها في مراجعاتها على المنصات العامة. كما يدعمون مشاريع الألعاب المستقلة التي تُقدّم سرديات أكثر عدلاً وإنصافاً، ويشاركون في نقاشات عامة حول العلاقة بين التكنولوجيا والعدالة الثقافية والدينية.

كما أكد مرصد الأزهر على أهمية التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا البصرية، التي بدأت تتغلغل في وعي الأجيال الجديدة عبر وسائل الترفيه الرقمية كألعاب الفيديو. ويساهم استمرار هذا النمط في تطبيع الكراهية والتحريض ضد المسلمين، ويعمق الفجوة بين الشعوب والثقافات.

وأكد أن مطوري الألعاب يجب أن يلتزموا بمبادئ المساواة الثقافية، وإنتاج محتوى رقمي يحترم القيم الإنسانية ويساهم في رفع الوعي بدلاً من تشويهه، واعتبار تصميم الألعاب فرصة لبناء جسور التفاهم والتعايش، وليس جدران الانقسام والتعصب.

 


شارك