48 ساعة غيرت مصير الطفل “علي معتز”.. كيف حوّل المصريون نداء أم إلى إنقاذ حياة؟

في حدث إنساني نادر، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة تضامن واسعة لإنقاذ الطفل المصري علي معتز من مرض وراثي نادر. جاء ذلك بعد أن أطلقت والدته نداءً عاجلاً عبر منصات التواصل الاجتماعي لجمع أكثر من مليوني دولار، وهي تكلفة علاجه بحقنة واحدة من دواء “زولجينزما”. تحقق الحلم، وأعلنت الأسرة جمع المبلغ في أقل من شهرين.
ضمور العضلات الشوكي: عبء مزدوج داخل عائلة واحدة
وأوضحت والدة الطفل علي، إسراء الجارحي، أن ابنها يعاني يومياً من آثار مرض ضمور العضلات الشوكي، وهو مرض وراثي نادر يهدد الحياة ويؤدي تدريجياً إلى فقدان القدرة على الحركة والبلع والتنفس.
ويتفاقم ألم العائلة بسبب إصابة شقيقة علي، ليلى، بنفس المرض ولم تبدأ العلاج بعد بسبب الإجراءات البيروقراطية والإدارية المعقدة، وهو ما يزيد من الضغوط النفسية والمالية على الوالدين.
زولجينسما: أغلى حقنة في العالم والأمل الأخير للحياة
ويعتبر دواء زولجينسما الذي يحتاجه علي، من أغلى العلاجات الجينية في العالم، حيث تصل تكلفته إلى أكثر من 106 ملايين جنيه مصري (حوالي 2 مليون دولار).
يُحقن الدواء مرة واحدة فقط، ويستبدل الجين التالف المسبب للمرض بنسخة سليمة. هذا يمنع تفاقم الحالة ويمنح الطفل فرصة حقيقية لاستعادة وظائف العضلات والحركة.
تعلن العائلة عن اكتمال التبرعات: “لا نستطيع التعبير عن امتناننا بالكلمات”
وأعلن والد الطفل معتز نوارة في بث مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك انتهاء حملة جمع التبرعات، قائلاً:
الحمد لله والشكر له على انتهاء الحملة بنهاية سعيدة. لقد بُعثت حياة علي من جديد، وقلوبنا مليئة بالفرح والامتنان لكل من ساهم ولو بكلمة واحدة.
وعبرت العائلة عن عميق امتنانها وتقديرها لكل من دعم الحملة، ودعت إلى استخدام التبرعات المستقبلية في أعمال خيرية أخرى محتاجة.
لحظات فارقة: من صرخة أم إلى معجزة في أقل من 48 ساعة
ورغم أن حملة جمع التبرعات بدأت منذ أكثر من شهر، إلا أنها اكتسبت زخمًا بعد أن نشرت والدة علي مقطع فيديو مؤثر تتوسل فيه إلى المصريين لمساعدتها في إنقاذ طفلها.
في غضون ساعات، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بحملات التضامن، وتدفقت التبرعات من المواطنين والمؤسسات والمشاهير. وتحقق الهدف بالكامل في أقل من 48 ساعة – وهو إنجاز اعتبره الكثيرون تجسيدًا حقيقيًا لـ”الفروسية المصرية”.
شكرا للأب… ودعاء للأخت ليلى
في لحظات الفرح هذه، لم ينسَ والد علي تذكير الجميع بابنته ليلى التي لا تزال تُصارع المرض نفسه. وطلب من الجميع الدعاء لها، آملاً أن تتمكن عائلتها من توفير العلاج لها.
وأكد أن النضال لا يزال مستمرا وأن العائلة لم يعد لديها الآن سوى الدعم والدعاء للطفل.
وساند العديد من الشخصيات العامة والمؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي حملة علي وشاركوها على نطاق واسع، مما ساهم في زيادة المشاركة.
وعبرت العائلة عن شكرها الخاص لكل من ساعدها في رفع صوتها، وأكدت أن ما حدث كان “درسًا في الإنسانية والتضامن” يستحق أن يُروى.
نهاية سعيدة… وبداية أمل جديد
بفضل التضامن والتبرعات تحولت دموع الألم إلى دموع الفرح في منزل علي معتز وهو الآن ينتظر حقنته.