المفتي: مؤتمر الإفتاء العاشر يؤكد ريادة الدولة المصرية وخصوصية الأزهر كقبلة سُنية للمسلمين

قال فضيلة الدكتور نذير عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم، إن المؤتمر الدولي بعنوان “صناعة المفتي المناسب في عصر الذكاء الاصطناعي” الذي نظمته الدار يومي 12 و13 أغسطس الجاري، هو المؤتمر العاشر الذي تنظمه الدار والأول منذ توليه منصبه.
وأشار إلى أن مؤتمر هذا العام ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية دقيقة تؤثر بشكل مباشر على مجال الفتوى، فضلاً عن تأثيرها وتأثيرها من خلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال لقائه إعلاميي الشؤون الدينية، صباح اليوم الخميس، بمقر دار الإفتاء بالقاهرة، في إطار التنسيق بين دار الإفتاء ووسائل الإعلام.
كما رأى أهمية المؤتمر في التأكيد على أن المفتي لا ينبغي أن ينفصل عن الواقع المعاش، وأن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والظروف، وهذا جوهر مرونة الإسلام. وأشار إلى أنه في ظل هذه الظروف، لا يمكن تثبيت الفتاوى عند حد معين أو تجميدها بناءً على معطيات سابقة.
وأضاف سماحة المفتي: “يؤكد هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة الدور الريادي للدولة المصرية. وتحرص الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم على إبراز محاسن الشريعة الإسلامية من خلال رؤية هذه الدولة، من خلال دراسة مشكلاتها واجتهاداتها المعاصرة، لا سيما وأنها شاءت أن تكون بجوار قبلة المسلمين السنية، وأعني بذلك الأزهر الشريف”.
وأشار إلى أن الأمانة العامة لمؤسسات وهيئات الإفتاء العالمية أُنشئت استجابةً لواقع المشكلات التي تواجه المسلمين في شرق العالم وغربه، واستطاعت أن تُحرز تقدمًا ملموسًا وتُقدم إسهاماتٍ جليلة. وقد حددت الأمانة لنفسها أهدافًا عدة، من أهمها السعي إلى التبادل والتكامل العلمي، وبناء شراكة علمية بين مؤسسات الإفتاء، وتحفيز سلسلة من المبادرات التي تعكس الرؤية الدينية الصحيحة في ظل عالمٍ متغير الأحوال ومتباين الأمزجة، وشديد التعصب للقوي دون مراعاة لمشاعر الضعيف وعواطفه وحقوقه.
وأوضح أن الأمانة العامة تنشط في هذا المجال من خلال المبادرات والإعلانات الدولية التي أصدرتها، مثل إعلان القاهرة والميثاق العالمي للإفتاء. كما أصدرت أكثر من 200 إصدار أكاديمي، تشمل موسوعات فتوى وترجمات ونشرات دولية ومجلات.
وتابع: “في إطار جهود الأمانة العامة لتنفيذ مخرجاتها، تم إنشاء عدة مراكز، مثل مركز سلام للبحوث والإفتاء. وفي ديسمبر الماضي، أعلنا عن إنشاء مركز الإمام الليث في سعد، وما زلنا نأمل في المزيد”.
أكد أن عنوان المؤتمر قد يُوضّح أو يُجيب على تساؤلات عديدة، لعلّ أهمها الصراع والجدل بين العلم والدين من جهة، وبين التراث والعقل من جهة أخرى. ولا يخفى على أحد وجود نوافذ يطلّ منها بعض المثقفين الذين يُهاجمون الدين، مؤكدًا أن الحق لا يُناقض الحق، والدين لا يُناقض العلم، كما أن العلم لا يُناقض الدين.
وشدد المفتي على أهمية مواكبة المؤسسات للتطورات الجديدة، قائلاً: “نشهد هيمنة الذكاء الاصطناعي، ولا يمكننا تجاهل هذه الهيمنة، وما قد تحمله من مزايا وعيوب. كما نمرّ مؤخرًا بأزمة أخلاقية تتطلب من المفتي الحفاظ على نزاهته وإتقان أدوات العصر”.
خلال لقائه بالإعلاميين، ناقش سماحة المفتي أكثر من 100 بحث قُدّمت للمؤتمر من داخل المملكة وخارجها، وقد حظيت 85 منها بموافقة لجان التحكيم، التي ضمّت نخبة من علماء الشريعة الإسلامية وأساتذة القانون والذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن المؤتمر سيتضمن خمس جلسات لمناقشة نتائج البحوث، بالإضافة إلى معرض للكتب يضم إصدارات دار النشر.
اكتشفنا أن دار الإفتاء حاولت استخدام الذكاء الاصطناعي بحذر العام الماضي، حيث زودت البرنامج بإجابات حول مواضيع الطهارة والصلاة والحج. إلا أن العرض اقتصر على حديث المتحدث بلغة بسيطة، واقتصرت إجاباته على هذين الموضوعين. وكانت الأخطاء في الغالب أخطاءً شكلية أو إملائية.
وأضاف: “لم يكن هذا هدفنا. لقد أقمنا شراكات مع مؤسسات مثل أكاديمية البحث العلمي، وهناك لجنة تُنفّذ توصيات المؤتمر. رؤيتنا للذكاء الاصطناعي تتجاوز مجرد كونها حاضنة للأفكار”.