هشام خرما لـ«الشروق»: ألبوم «أفق» حررنى من القيود.. وأصبحت أكثر جرأة فى اختياراتى

منذ 3 ساعات
هشام خرما لـ«الشروق»: ألبوم «أفق» حررنى من القيود.. وأصبحت أكثر جرأة فى اختياراتى

ساعدتني التكنولوجيا كثيرًا في عرض رؤيتي الخاصة على أكمل وجه. قدمتُ عشر مقطوعات موسيقية تجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية. – ألبومي الجديد كان مشروعًا شخصيًا صنعته لنفسي، دون أي اعتبارات تجارية. إن صدور عدد كبير من الألبومات في الآونة الأخيرة يعد ظاهرة صحية وتحدياً يخدم المصلحة العامة.

يعود الملحن هشام خرما إلى عالم الألبومات بعد غياب دام ست سنوات بألبومه الجديد “آفاق”. يضم الألبوم عشر مقطوعات موسيقية تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة. تشمل المقطوعات “آفاق” و”صحوة”، بالإضافة إلى أغانٍ صوفية وعالمية مثل “يا قلب” و”الصمت”.

التقت الشروق مع هشام خرما لمناقشة ألبومه الجديد. مع هذا الألبوم، قرر هشام التحرر من كل القيود وتطبيق كل خبراته في تجربة جديدة. شعر أن التجربة وسّعت آفاقه وجعلته أكثر جرأة.

< ما الذي يميز ألبوم “Horizon” مقارنة بالألبومات الأخرى التي قدمتها حتى الآن؟

– بصراحة، الفرق بين “أفق” والألبومات السابقة هو أنني في الألبومات السابقة حاولت أن أجد صوتي وأجرب موسيقى مختلفة، ولكن في نفس الوقت اتبعت نفس النمط المألوف عند تأليف الأغنية أو القطعة، أي أن البداية والنهاية كانتا واضحتين ومميزتين، وأشعر أنني في ألبوم “أفق” أكثر جرأة، خاصة في اختيار الأصوات، لأنني لم أتبع القواعد التي تجعل المستمع يتوقع سير الأغنية ونهايتها. على سبيل المثال، عندما استمع أحد المقربين مني إلى الألبوم، قال إنه أُعجب بالأصوات الجديدة وغير المتوقعة في كل مقطوعة. أعتقد أن ذلك يعود إلى انفتاحي على هذا الألبوم وعدم قلقي كثيرًا بشأن الالتزام بالقيود أو الشكل الكلاسيكي المعتاد.

< ماذا عن فكرة الانفتاح على الثقافات في الألبوم؟

تكمن فكرة الانفتاح والسفر في سعيي الدائم لتجسيد حالتي كمسافر. أردتُ أن أصحب المستمع في رحلتي، وقد تجلى ذلك في الألبوم من خلال استخدام أصوات متنوعة. والنتيجة النهائية هي أصوات إلكترونية وأسلوب تأليفي يعكس هويتي. حاولتُ التعاون مع مغني مغربي، وآخر سويدي، ومغني لبناني يغني بالفرنسية. أضفتُ أصواتًا أفريقية، وقطعة موسيقية بآلات آسيوية وكمانات هندية. الأوركسترا حاضرة، وهناك آلات شرقية، فقدّمتُ مزيجًا حاولتُ من خلاله إعطاء انطباع بالسفر والعمل مع ثقافات مختلفة.

< ما هو الرابط بين الثقافات المختلفة التي صورتها في الألبوم؟

– بالطبع، الروح، وحاولتُ أن أعكس مشاعري وروحي، لكن في الوقت نفسه، اختلفت التوزيعات. في هذا الألبوم، ركزتُ على اللحن، وأردتُ تقديم جملة موسيقية تبقى في الأذهان، وفي الوقت نفسه، كل مقطوعة تخرج منه، وتنتقل عبر توزيعات موسيقية مختلفة، ثم تعود إليه.

< ما سر غيابك الطويل عن عالم الألبومات؟

في الواقع، أصدرتُ ألبومي الأخير قبل ست سنوات. كان لهذه الفترة من الغياب أثرٌ بالغٌ عليّ، إذ أتيحت لي خلال تلك السنوات الست فرصة المشاركة في مسلسلات وأفلام. وتتميز هذه التجربة بتقديمي موسيقى تتناسب مع دراما ذلك العمل. على سبيل المثال، عندما قدمتُ موسيقى مسلسل “بدلات بالعربي”، دخلتُ إلى نوع موسيقي مختلف تمامًا عما أقدمه، كالجاز والبلوز وغيرهما. كل هذه التجارب وسّعت آفاقي الموسيقية، وعندما فكرتُ في إصدار هذا الألبوم، أدركتُ أن وعيي الموسيقي قد اتسع. لذلك، كان من الجيد دمج كل هذه التجارب في رؤيتي، ولكن بطريقة جديدة.

< ماذا عن اختيارك للآلات الموسيقية؟

– بشكل عام، أحب استخدام الآلات الشرقية والهندية واليابانية. كنت مهتمًا باستخدام آلات مختلفة، حتى لو كانت إيقاعات إلكترونية. بالطبع، استخدمتُ أيضًا المقسوم في المسار الصوفي، ولكن بطريقة مختلفة عن المعتاد، بأصوات إلكترونية. في كل مقطوعة، أتعرف على روح المقطوعة أو الأغنية، وأختار الآلات التي أريد استخدامها بناءً على ذلك. أحيانًا تضم الأوركسترا عدة آلات شرقية، وفي مقطوعات أخرى، أستخدم آلة أو اثنتين لإيصال الفكرة أو لإضفاء لمستي الخاصة. لكنني أترك للمقطوعة أن ترشدني في اختيار الآلة التي سأستخدمها.

< لماذا قررت مزج الموسيقى للألبوم “Horizon”؟

قررتُ دمج أوركسترا مع أوركسترا صوتية إلكترونية في الألبوم، وهذا ما يجعل الموسيقى مختلفة. الآلات التي استخدمتها في المقطوعات كانت مختلفة أيضًا، إذ جرّبنا الكثير.

< إلى أي مدى ساعدتك التكنولوجيا في الألبوم الجديد؟

ساعدتني التكنولوجيا كثيرًا في الألبوم من حيث الأصوات والإسهامات. حتى مع ظهور الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية، أصبح من السهل التحكم في الأصوات وابتكار أصوات جديدة، وهناك مجال واسع للتجريب والإبداع. فتحت تكنولوجيا الصوت آفاقًا جديدة للتأليف الموسيقي والتوزيع، بالإضافة إلى المنصات المتنوعة التي تتيح التعاون مع الموسيقيين والمغنين واكتشاف أنواع مختلفة من الأصوات التي تسمعها داخلك أثناء التأليف. ساعدتني التكنولوجيا كثيرًا في عرض رؤيتي على النحو الأمثل.

< لماذا من الصعب خلط الثقافات؟

أعشق مزج الثقافات، وأسعد عندما يُعجب أحدهم بقطعة موسيقية تجمع بين أصوات متعددة لا تمت بصلة لبعضها البعض، ومع ذلك يكون مزجها جميلاً. فكرة التجريب المستمر لابتكار شيء جديد، حتى لو لم تكن تتوقع هذه النتيجة وأنت تحمل آلة موسيقية بجانب أخرى، تُسعدني للغاية.

< ماذا عن تنوع اللغات التي استخدمتها في الألبوم؟

– فيما يتعلق بالتنوع اللغوي، لطالما رغبتُ في أداء أغنية فرنسية. أعشق المطربين المغاربة واللغة المغربية. عندما كنت أبحث عن فنانين، كنتُ سعيدًا جدًا بمن عملتُ معهم في الألبوم. أما بالنسبة للأغنية الإنجليزية، فقد وجدتُ صوتًا داخليًا وقررتُ البحث عن صوت مناسب حتى وجدتُ الفنان الذي يناسب صوته الأغنية. أعمل على جميع الأغاني بهذه الطريقة. عندما أجد صوتًا داخليًا، أقرر البحث عن الشخص المناسب لتقديمه بالأداء المناسب.

< ما الذي جذبك للعمل مع الفنانة أميمة؟

جذبني صوت أميمة، وشعرتُ بضرورة دمجه في إحدى أعمالي لما يحمله من شعورٍ خاص. لا أحصر نفسي في اختيار الأصوات أو الانتماءات الثقافية، لكن تجربة التعاون مع فنانين من داخل مصر وخارجها أهم بالنسبة لي. ما يهمني أكثر هو إثراء الصوت للعمل الموسيقي. الموسيقى بطبيعتها تُعبّر عن المشاعر الداخلية، بينما تصل الأغاني إلى الجمهور أسرع من خلال كلماتها التي تُعبّر عن تلك المشاعر. كما أحافظ على توازنٍ بين الموسيقى والأغاني في ألبوماتي بنسبة 70% إلى 30%، لأني أستمتع بعزف وتقديم المقطوعات الموسيقية. كل فنان يستمتع بردة فعل الجمهور، لكن الأهم هو أن يؤمن الجمهور بما يُبدعه. إذا كان الفنان صادقًا مع نفسه، سيصل رد فعله إلى الجمهور أسرع. ألبومي الجديد كان مشروعًا شخصيًا، أنجزته في المقام الأول لنفسي، بعيدًا عن الاعتبارات التجارية.

< كيف ترى المنافسة مع هذا العدد الكبير من الألبومات الصوتية؟

يُعدّ إصدار عدد كبير من الألبومات مؤخرًا لمغنين ظاهرة صحية وتحدٍّ إيجابي يصبّ في مصلحة الجمهور أيضًا. أعتبر هذه المنافسة صحية، ويجب عليّ الاستماع إلى جميع الأغاني الصادرة، فالأعمال اللاحقة جزءٌ مهمٌّ من التطوير. كما صوّرتُ أغنيتين لألبومي الجديد. استغرق إعداد أغنية فيلم “مصر، حضارة”، التي عُرضت أثناء نقل موكب المومياوات إلى مجمع الأهرامات، عامين. وهذا يعكس الجهد الكبير الذي بُذل لتقديم العمل بطريقةٍ تتناسب مع محتواه. هناك أفكارٌ متنوعة آمل أن تلقى صدىً لدى الجمهور، فالتجديد والتنوع ركنان أساسيان في مسيرتي الفنية.


شارك