رئيس الوزراء: استمرار حوكمة الاستثمارات العامة.. واستقرار سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول

ستلتزم جميع الحكومات بتنفيذ التزاماتها بشأن “الإيجار القديم”. هذا التزام حكومي غير مرتبط بأي فرد.
نحن نبذل جهدين لإيصال المساعدات إلى غزة من خلال معبر الحدود ومن خلال الإنزال الجوي.
مدبولي يشكر الهيئة الوطنية للانتخابات على تنظيم انتخابات مجلس الشيوخ.
عقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مؤتمره الصحفي الأسبوعي، مساء اليوم، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور المستشار محمود فوزي، وزير شؤون مجلس النواب والشئون القانونية والاتصال السياسي.
بدأ مدبولي كلمته حول انتخابات مجلس الشيوخ قائلاً: “أود أن أبدأ بموضوع مهم شهدته مصر هذا الأسبوع، ألا وهو انتخابات مجلس الشيوخ. وكما شاهدتم، بدأت انتخابات المصريين في الخارج خلال يومين، وفي اليومين الماضيين، بدأت أيضًا داخل مصر. نؤكد دائمًا أن مجلس الشيوخ جزءٌ مكملٌ للحياة التشريعية والتشريعية في مصر. أقول دائمًا إنه مركز فكر الدولة وتفكيرها، ويساند مجلس النواب في مناقشة التشريعات. كما أنه يحظى باحترام كبير لما يقدمه من تقارير فنية وعلمية عديدة للحكومة، ونضع توصياته دائمًا في الاعتبار عند وضع الخطط التنفيذية.”
وأضاف رئيس الوزراء: “كانت مسؤولية الحكومة وحدها في هذا الشأن هي التركيز على تنظيم الانتخابات بالتنسيق الوثيق مع المفوضية الوطنية للانتخابات. ولله الحمد، ضمنت المفوضية عملية انتخابية سلمية ومستقرة. وكان إقبال الناخبين مرتفعًا. وفي هذا السياق، أود أن أشكر المفوضية الوطنية للانتخابات على تنظيم هذا الحدث المهم. إن شاء الله، ستكون انتخابات مجلس النواب الحدث الأكبر”.
ثم تناول مدبولي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، قائلاً: “أنتقل الآن إلى قضية بالغة الأهمية لا تزال تُقلقنا نحن المصريين، ألا وهي المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. وكما شاهدتم بالأمس، عُقد لقاء ثنائي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، وقد أكد الرئيس مجدداً على جهود مصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
قال مدبولي: “في الأيام الأخيرة، اصطفت آلاف الشاحنات المصرية قرب معبر كرم أبو سالم بانتظار الدخول. في الواقع، دخل العديد من هذه الشاحنات خلال الأسبوع الماضي، ولا يزال معظمها ينتظر إجراءات الدخول. الهدف هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. الدولة المصرية لا تكتفي بهذا، بل تقوم أيضًا بتوصيل المساعدات جوًا بالتعاون مع العديد من الدول الأخرى. لذلك، نبذل جهدين هنا: إيصال المساعدات الإنسانية إلى إخواننا في قطاع غزة عبر المعبر، وإسقاطها جوًا”.
أشار مدبولي إلى الإعلان عن الموعد الجديد لافتتاح المتحف المصري الكبير، والمقرر يوم السبت الموافق 1 نوفمبر. وبناءً عليه، وجّه الوزراء والجهات المعنية باستئناف الأنشطة والخطوات التنفيذية لبدء الاحتفال الخاص بافتتاح المتحف. ونعتزم تقديم المتحف هديةً للعالم أجمع، رمزًا للحضارة المصرية العريقة.
كما صرّح رئيس الوزراء بأنه خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم، شدد على الوزراء والمحافظين على ضرورة متابعة صيانة وتشغيل محطات ومرافق البنية التحتية، حيث تتعرض الشبكات عادةً لأحمال عالية جدًا خلال أشهر الصيف. ومع ذلك، يجب أن نكون على ثقة بكفاءة عمليات التشغيل والإدارة والصيانة بشكل مستمر لتجنب أي انقطاعات مفاجئة في أي منطقة. لذلك، صدرت توجيهات للوزراء والمحافظين بتكثيف الزيارات اليومية والتأكد من أن جميع الأنظمة والتوصيلات – سواءً الكهرباء أو أنابيب مياه الشرب أو شبكات الصرف الصحي أو شبكات الاتصالات – تعمل بكفاءة عالية، لتكون جميع الشبكات في أفضل حالة ممكنة، حيث من المتوقع استمرار ارتفاع درجات الحرارة طوال بقية الصيف، خاصة وأننا لا نزال في أوائل أغسطس.
وفي هذا السياق، أوضح مدبولي أن وزير الطاقة شرح أبعاد الزيادات المتوقعة في استهلاك الكهرباء، مشيراً إلى أنه على الرغم من تجاوزنا ذروة الاستهلاك في العام الماضي البالغة 39.4 ألف ميجاوات، إلا أننا تجاوزنا ذروة الاستهلاك في العام الماضي البالغة 38 ألف ميجاوات لمدة أسبوع كامل، وهو ما مثل عبئاً كبيراً على الشبكة وتشغيل محطات الكهرباء.
وأضاف رئيس الوزراء: “لهذا السبب أكدتُ للوزراء أن الدولة المصرية بذلت جهودًا كبيرة لإعداد منظومة تُوفر لنا إمدادًا كهربائيًا مستدامًا. لذا، علينا أن نسعى جاهدين لضمان عدم تأثر هذه المنظومة بتأخر الصيانة، ومراقبتها بانتظام وفعالية”.
كما تطرق مدبولي إلى بعض المشكلات المتعلقة بالري الصيفي، مثل نقص المياه في بعض الترع، وخاصةً في نهاياتها، مما يؤدي إلى شكاوى من بعض المزارعين من انقطاع إمدادات الري. وأوضح أن استهلاك المياه يزداد مع بدء موسم الحصاد الصيفي في مايو، ويبلغ ذروته مع نهاية أغسطس أو أوائل سبتمبر. وأشار إلى أننا في موسم ذروة استهلاك المياه، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الري لتوفير المياه اللازمة وتنظيف الترع لضمان استدامة إمدادات المزارعين.
وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تطبق نظام تدوير المياه، والذي يتضمن ضخ المياه في ترعة واحدة لري منطقة محددة، ثم إيقاف الضخ لتحويل المياه إلى ترعة أخرى ومنطقة أخرى. وأكد أنه لا يجوز تصوير الترعات الفارغة والادعاء بنقص المياه، فنظام التدوير ممارسة معروفة وشائعة، وستواصل مصر تطبيقه في المرحلة المقبلة.
وأضاف: “لقد عالجت وزارة الري شكاوى بشأن تأخر تنظيف بعض القنوات. ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء أن المزارعين مسؤولون أيضًا عن تنظيف قنوات الري الصغيرة الخاصة بهم، وشدد على أهمية تعاونهم مع وزارة الري في هذا الصدد لضمان عملية منظمة ومستدامة”.
في كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى حدثين مهمين شهدهما هذا الأسبوع: أولهما انعقاد المؤتمر السادس للمصريين في الخارج. وأشار إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة الاهتمام بالمصريين في الخارج، باعتبارهم جزءًا من القوة الناعمة لمصر. وأكد حرص أعضاء الحكومة على حضور فعاليات المؤتمر المختلفة، وتقديرهم لجهود المصريين في الخارج المتنوعة ودورهم الهام. وسيعملون على تذليل أي عقبات أو مشكلات، بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات المعنية، ومعالجة همومهم ومشاكلهم، وتسهيل مختلف الإجراءات المتعلقة بمتطلباتهم.
أشار رئيس الوزراء إلى أن الحدث الثاني كان اجتماع مجلس تنسيق السياسة النقدية والمالية. وناقش الاجتماع مختلف تطورات السياسة النقدية والمالية، وسلّط الضوء على استمرار تنفيذ برنامج الإصلاح الهيكلي، ورصد وضع صندوق النقد الدولي وتطوراته. كما تم ضمان استدامة واستقرار مدفوعات المساهمات للشركاء الأجانب في قطاع النفط، مع مراجعة وضع المدفوعات للفترة السابقة. وخلال الاجتماع، سُلط الضوء على استمرار حوكمة الاستثمارات العامة، وتحقيق الأهداف المعلنة في السنة المالية الماضية. كما نوقش وضع الاستثمارات العامة في السنة المالية الجديدة.
وأضاف مدبولي أن الاجتماع استعرض أيضًا مؤشرات الدين الخارجي، ونسبته من الناتج المحلي الإجمالي، وسقف الدين الخارجي لضمان عدم تجاوزه للأرقام التي اتفق عليها المجلس. كما استعرض الاجتماع احتياطيات النقد الأجنبي، التي أفاد البنك المركزي بارتفاعها إلى أكثر من 49 مليار دولار، وصافي الأصول الأجنبية للبنوك المصرية، والتي تشهد بدورها ارتفاعًا ملحوظًا. وأكد على ضرورة التنسيق والمتابعة المستمرة لضمان استقرار السياسات النقدية والمالية.
ثم تحدث مدبولي عن تعديلات قانون الإيجار القديم، قائلاً: “منذ البداية، عندما تناولنا هذه القضية، التي سبق أن ناقشناها عدة مرات، كانت الحكومة تُدرك تمامًا أنها قضية بالغة التعقيد، ويتجاوز عمرها الستين عامًا. لقد تناولنا قضيةً رفضت الحكومات السابقة باستمرار معالجتها. وتزامنت هذه القضية مع حكم المحكمة الدستورية الذي أقرّ بضرورة حلّها. لذلك، حرصنا منذ البداية على تطبيق هذا القانون في إطار علاقة متوازنة بين المؤجّرين والمستأجرين. لكلّ طرف وجهة نظره ومنطقه الخاص في طرح هذه القضية. والأهم من ذلك، أعلنّا عن ثوابت مهمة، وهي التزام الدولة بتوفير بدائل للمساكن الإيجارية في الحالات التي لا يستطيع فيها المستأجرون تحمّل زيادة الإيجار. سيشرح وزير شؤون مجلس النواب والشؤون القانونية والتواصل السياسي هذه القضية بالتفصيل، وسيُجيب على جميع الاستفسارات حولها. ومع ذلك، فقد أعلنّا هذا المبدأ، وآليات تطبيقه مُحدّدة بوضوح في مواد هذا القانون”.
وأضاف: “كما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحكومة ستزول بعد سبع سنوات. نحن من سيُفاجأ ويُواجه بهذا السؤال”. كلا، هذا السؤال لا يخص الحكومة الحالية، ولا رئيس الوزراء الحالي، ولا أي فرد. بل هو التزام دولة تلتزم به جميع الحكومات القائمة، بغض النظر عن طبيعتها. إنه التزام دولة، وليس التزامًا تجاه فئة قائمة لفترة زمنية محددة. أود التأكيد على أن هذا التزام دولة والتزام من الحكومة المصرية. جميع الحكومات ستلتزم بتنفيذ التزاماتنا.
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: “قال رئيس الجمهورية عن هذا القانون: لن نترك أي شخص مستحق للسكن عالقًا في دوامة الخوف من المستقبل. جميعنا نعمل على تحقيق ذلك. واليوم، وجهتُ مجلس الوزراء وجميع الوزراء المعنيين للبدء فورًا. وسيُعقد اجتماع الأسبوع المقبل لمناقشة الآليات والإجراءات التنفيذية التي تُمكّن من تطبيق هذا القانون”.