مندوب فلسطين يُكرم مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية

أقامت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، حفل تكريم للسفير الدكتور محمد مصطفى عرفي، نائب وزير الخارجية ومندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، بمناسبة اقتراب انتهاء فترة عمله.
جاءت هذه المبادرة من الجانب الفلسطيني، تقديرًا لجهود مصر ودور وزارة الخارجية في تمثيل المصالح والهموم العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. كما نوّهت بجهود وإنجازات الدبلوماسية المصرية في المحافل الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف، لا سيما في العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
صرح السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، بأن هذا التكريم ليس فقط للمندوب المصري نفسه، بل هو تقدير لدور مصر التاريخي في القضية الفلسطينية ودعمها في جميع المحافل. وأدان أي حملات مغرضة تستهدف دور مصر وتسعى لصرف الانتباه عن جرائم إسرائيل في قطاع غزة.
وأوضح العكلوك أن مبادرة تكريم المندوبين العرب في الجامعة تبدأ بهذا التكريم لشخصية دبلوماسية بارزة، وطنية وإنسانية، مثلت مصر في جامعة الدول العربية “بيت العرب” منذ عام ٢٠٢٢. وأشار إلى أن دور السفير عرفي سيظل حاضراً لا ينمحي، سواء في دعمه للقضية الفلسطينية أو في تمثيله لبلاده مصر ومصالحها الوطنية.
وأكد العكلوك أن مصر دعمت وستواصل بقوة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، وأن المصلحة الفلسطينية هي نفس المصلحة المصرية.
كما أكد العكلوك أن رفع الحصار عن غزة، وهو أولوية للقطاع، لا يمكن أن يُنسب إلى مصر وحدها. وأشار إلى قرار القمة العربية الإسلامية الداعي إلى رفع الحصار، مما يؤكد أن المسؤولية تقع الآن على عاتق 57 دولة عربية وإسلامية.
وأشاد مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية بدور مصر ودول العالم في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، قائلاً: “يكفي أن شعار فلسطين الحرة أصبح شعار كل من يشعر بالظلم في هذا العالم”.
من جانبه، بدأ السفير عرفي كلمته بتقديم تعازيه لأرواح الشهداء ومن بينهم نحو تسعة عشر ألف طفل فلسطيني.
أشاد السفير عرفي بالمبادرة الفلسطينية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية شعوب تتوق إلى العدالة والتحرر الوطني. إنها قضية عالمية، إنسانية، وأخلاقية، بل وسياسية أيضًا، تُفصل فيها الحقيقة عن الكذب. الحقيقة هي أن هناك شعبًا سُلبت أرضه، كما سُلب حقه في تقرير المصير.
أشار مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى صحوة الضمير العالمي التي نشهدها اليوم، قائلاً: “قبل دخولي المجال الدبلوماسي، عملت محررًا في التلفزيون المصري. ورغم متابعتنا اليومية للتطورات على الساحة الفلسطينية، لم نتخيل حينها أننا سنشهد يومًا ما انتفاضة عالمية كهذه، بمئات المظاهرات حول العالم دعمًا لفلسطين والشعب الفلسطيني وقضيته المركزية”.
وأضاف: “رغم أن ثمن ما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم باهظ، إلا أنني على يقين بأننا على الطريق الصحيح، وأن الدماء التي سالت لم تذهب سدى”.
واختتم كلمته قائلاً: “أؤكد مجدداً أننا على الطريق الصحيح، وأنا على ثقة بأن الجيل الحالي لن يمر دون أن يشهد قيام الدولة الفلسطينية”. وفي هذا السياق، استشهد بمقولة الرئيس الراحل ياسر عرفات الشهيرة: “الدولة الفلسطينية آتية. يرونها بعيدة، ونحن نراها قريبة”.