توقيع بروتوكول تعاون مشترك لإنشاء وتطوير 5 مدارس تكنولوجيا تطبيقية مُتخصصة في صناعة الأدوية

وزيرة التضامن: تجربة تقديم الوجبات المدرسية الساخنة بالفيوم أدت لتحسين معدلات الحضور والتركيز وخفض معدلات التسرب.
شهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارتي الصحة والتعليم، وهيئة الدواء المصرية، ومعهد تكنولوجيا الصناعات الدوائية بروما. يهدف البروتوكول إلى إنشاء وتطوير خمس مدارس تعمل بنظام التكنولوجيا التطبيقية في مجالي التصنيع الدوائي والرعاية الصحية. ومن المقرر أن يبدأ العمل مع بداية العام الدراسي المقبل (2025/2026).وأكد مدبولي أن هذا البروتوكول يأتي تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية بتعزيز التكامل بين التدريب الفني والاحتياجات الصناعية، خاصة في مجالات التكنولوجيا الحيوية والتصنيع الدوائي وإنتاج المكملات الغذائية، بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري على المستويين الإقليمي والدولي. أكد رئيس الوزراء أن توقيع هذا البروتوكول يُعدّ خطوةً استراتيجيةً نحو تنفيذ رؤية الدولة في تعزيز التدريب الفني وتوفير الكوادر المؤهلة في قطاعات تُعدّ من الأولويات الوطنية، كالصناعات الدوائية والرعاية الصحية. ويؤكد هذا التوجه الوطني لتعزيز قطاع الرعاية الصحية، لا سيما في ظل الجهود المبذولة لاستقطاب هذه الصناعات الحيوية إلى البلاد.أشار وزير الصحة خالد عبد الغفار إلى أن وزارة الصحة ستشارك، بموجب هذا البروتوكول، في تطوير المناهج الدراسية، والإشراف على برامج التدريب العملي، ومتابعة تقييمات الطلاب لضمان توافق مخرجات التعليم مع السياسة الصحية الوطنية. وأوضح أن هذا البروتوكول يُعدّ خطوةً رائدةً في تطوير التعليم الصحي الفني، ويفتح آفاقًا دوليةً للشباب المصري للعمل في صناعة الأدوية، داخل مصر وخارجها. ويتماشى ذلك مع رؤية مصر 2030، التي تُركّز على التنمية البشرية والاقتصادية والصحية.أكد وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية أصبحت نموذجًا ناجحًا للتدريب الموجه لسوق العمل، وتعكس رؤية الدولة في إعداد جيل جديد من الفنيين المؤهلين في مجالات متخصصة تلبي متطلبات التنمية المستدامة. واليوم، أُضيفت خمس مدارس جديدة في تخصصات غير تقليدية تلبي الاحتياجات الفعلية لصناعتي الأدوية والرعاية الصحية. ونفخر بشراكاتنا المتميزة التي تؤمن بأهمية الاستثمار في التعليم كأحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.أوضح علي الغمراوي، رئيس هيئة الأدوية، أن البروتوكول يتماشى مع الخطة الوطنية لتوطين صناعة الأدوية، والتي تهدف إلى تأهيل كوادر متخصصة من خلال مناهج حديثة قائمة على نظام الكفاءة وبرامج تدريبية مطابقة للمعايير الدولية. وأضاف أن المشروع يتضمن تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتوفير التدريب العملي في المصانع وتوفير فرص عمل مباشرة للخريجين. كما أشار إلى أنه سيتم تشكيل مجلس إدارة مشترك يضم ممثلين عن الجهات الأربع لضمان الحوكمة وتحقيق أعلى معايير الجودة.ينص البروتوكول على إنشاء خمس جامعات للعلوم التطبيقية متخصصة في صناعة الأدوية بالتعاون بين الأطراف الأربعة. سيحصل الطلاب على شهادة مزدوجة، تشمل دبلومًا تقنيًا معترفًا به من وزارة التعليم، وشهادات تدريب دولية معترف بها. وتعتمد المناهج الدراسية على معايير دولية، مثل ممارسات التصنيع الجيدة (GMP) وممارسات التصنيع الجيدة (GLP)، والشؤون التنظيمية، والتجارب السريرية.وفقًا للبروتوكول، ستُدرّب هذه المدارس فنيين مؤهلين في قطاعات الأدوية، ومستحضرات التجميل، والمكملات الغذائية، والتجارب السريرية، والأجهزة الطبية. كما يشمل المشروع توسيع البنية التحتية للمدارس، وتدريب المعلمين، واعتماد المناهج الدراسية، وتنفيذ برامج التدريب العملي في المصانع. وينصبّ التركيز على تطبيق معايير الصحة والسلامة المهنية وأنظمة الجودة العالمية.مدة الدراسة في هذه المدارس ثلاث سنوات، مع إمكانية إضافة سنتين إضافيتين. بعد إتمام السنة الثالثة بنجاح، يحصل الطلاب على دبلوم من المدارس الثانوية التكنولوجية التطبيقية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم والتدريب الفني (نظام الثلاث أو الخمس سنوات). بالإضافة إلى ذلك، يحصل الطلاب على شهادة مهنية معتمدة من الهيئة المصرية للصيدلة، وشهادة كفاءة من المعهد التكنولوجي للصناعات الدوائية بروما.خلال اجتماع مجلس الوزراء، استعرضت وزيرة التضامن الاجتماعي، مايا مرسي، تقريرًا عن نتائج المرحلة التجريبية لبرنامج التغذية المدرسية، الذي نُفذ في محافظة الفيوم بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والتدريب الفني، والتضامن الاجتماعي، والصحة والسكان. كما عرضت الخطة المُخططة لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل جميع المحافظات.تضمن التقرير إشارة إلى إطلاق أول تجربة للوجبات المدرسية الساخنة في محافظة الفيوم خلال شهري أبريل ومايو 2025. وقد نُفذت هذه التجربة بالتنسيق الوثيق بين مديريات التربية والتعليم والتضامن الاجتماعي والصحة والسكان بالفيوم، وبالتعاون مع بنك الطعام المصري. وشملت المرحلة التجريبية تسع مدارس ابتدائية تابعة لإدارة غرب الفيوم التعليمية. واستفاد من هذه المرحلة 10,585 طالبًا و542 من أعضاء هيئة التدريس في هذه المدارس. وتم تقديم 40,744 وجبة ساخنة خلال الأيام الدراسية الستة. وكشفت الدراسة المتابعة أيضًا عن تحسن في الحضور والتركيز، وانخفاض معدلات التسرب الدراسي، وزيادة مشاركة الطلاب طوال اليوم الدراسي. تناول التقرير أيضًا مسؤوليات واختصاصات جميع الجهات المعنية والمؤسسات المقترحة، وحدد خطة توسع مقترحة. تشمل المرحلة الأولى، في العام الدراسي 2025/2026، التوسع في المحافظات الأكثر احتياجًا، وهي أسيوط وسوهاج والمنيا والأقصر وقنا، مع ما يُقدر بثلاثة ملايين طالب في المرحلة الابتدائية.وكلف رئيس الوزراء بإعداد تقرير شامل ودراسة لخطة التوسعة لضمان نجاح المراحل الجديدة مستقبلا.