النائبة مها عبدالناصر: زبادة أسعار خدمات الصحة النفسية قرار غير مسئول

منذ 3 ساعات
النائبة مها عبدالناصر: زبادة أسعار خدمات الصحة النفسية قرار غير مسئول

قالت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري، إن قرار وزارة الصحة والسكان رقم 220 لسنة 2025 بزيادة أسعار العلاج في مستشفيات الأمراض النفسية ومراكز علاج الإدمان بنسبة تصل إلى 900% “غير مسؤول ويزيد من معاناة المرضى وأسرهم في وقت لا يستطيع المواطنون فيه تحمل المزيد من الأعباء”.

وأضاف عبد الناصر في تصريحات صحفية اليوم، أن الحكومة تواصل فرض أعباء إضافية على المواطنين دون مراعاة أن المصابين بالأمراض النفسية والإدمان يحتاجون بالفعل إلى دعم ورعاية خاصة، وليس ضغوطا مالية إضافية تضر بحياتهم وحياة أسرهم.

وتابعت: “بسبب القرار الجديد، ارتفعت تكاليف العلاج في مستشفيات الأمراض النفسية إلى ما بين 150 و550 جنيهًا مصريًا يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا 4500 و16500 جنيه مصري شهريًا. يُضاف إلى ذلك تكاليف الكشف الطبي، التي وصلت في بعض الحالات إلى 200 جنيه مصري. تقتصر هذه الزيادة على الإقامة فقط، بينما تظل تكاليف الخدمات الطبية والعلاجية مرتفعة للغاية”.

وأكد النائب أن هذه الأرقام تفوق الإمكانيات المادية لأغلب الأسر، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي يعاني فيه المواطنون من ارتفاع أسعار كل شيء تقريبا.

وحذرت من عزوف المرضى عن العلاج، متسائلةً: “كيف يمكن للأسر الفقيرة التي بالكاد تستطيع تلبية احتياجاتها الأساسية أن تتحمل هذا العبء المالي؟” وأضافت: “إن مرضى الصحة النفسية، الذين يعانون أصلًا من مشاكل صحية حادة، لا يجدون من يدعمهم في مواجهة هذه التكاليف الباهظة. ويواجه الكثير منهم خيارين صعبين: إما التوقف عن العلاج والتعايش مع معاناتهم النفسية، أو ترك حالتهم تتدهور دون رعاية طبية”.

وأشارت إلى أن هذه الزيادة ستدفع المرضى إلى التخلي عن العلاج، مما يؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات الإدمان. وأوضحت عبد الناصر أن المدمن يحتاج إلى إشراف مستمر، وبدون هذا الإشراف، تحدث انتكاسة ويعود إلى سلوكه السابق، مما يؤدي إلى زيادة الإدمان.

كما حذّرت من ارتفاع معدلات الانتحار، إذ لا يستطيع المصابون بأمراض نفسية تحمّل تكاليفها. سيؤدي ذلك إلى تدهور كبير في صحتهم النفسية، وقد يدفعهم إلى الانتحار بسبب عزلتهم وعدم قدرتهم على تلقي العلاج اللازم. ومن المتوقع أيضًا ارتفاع معدلات الجريمة بشكل ملحوظ.

وتساءل عبد الناصر: «لماذا لم تفكر الحكومة في العواقب الخطيرة لهذه الإجراءات، بل اكتفت برفع الأسعار دون دراسة دقيقة للأثر الاجتماعي والنفسي على المرضى وأسرهم؟».

من جهة أخرى، قال النائب إن المستشفيات النفسية التي تتعاون معها وزارة الصحة غير قادرة على تقديم الخدمات اللازمة بما يتناسب مع هذه المبالغ الضخمة.

وتابعت: “عندما تدّعي الحكومة أن هذه الزيادة ستساهم في تحسين الخدمات، فهذه وعودٌ فارغة. جودة المستشفيات تتدهور بشكلٍ ملحوظ، وبعضها لم يُجرَ عليه أي تجديدات جوهرية منذ سنوات. علاوةً على ذلك، لا يحصل العاملون في هذه المستشفيات على تعويضاتٍ كافية ولا يُقدَّرون بشكلٍ كافٍ. ماذا يفعل المريض إذا لم يجد رعايةً طبيةً جيدةً أو معداتٍ كافيةً في المستشفى؟ عليه أن يدفع مبالغ تُقارب تلك الموجودة في المستشفيات الخاصة”.

وأكدت أن هذه الزيادة لا تضر المرضى وأسرهم فحسب، بل تؤثر على المجتمع بأكمله.


شارك