حكاية أول مقهى في التاريخ.. أغلقوه خوفا على الحاكم من المعارضة

بقلم: أميرة حلمي
هل تعلم أن المقهى الذي تجلس فيه اليوم مع أصدقائك أو معارفك كان محظورًا وملاحقًا من قبل قوات الأمن خوفًا من إيذاء الحاكم؟ كيف حدث ذلك؟ ما هو تاريخ نشأة المقاهي وتطورها إلى شكلها الحالي؟
بدأ كل شيء في إثيوبيا، مهد القهوة. حرّم بعض رجال الدين شربها منذ البداية، واصفين إياها بـ”مشروب الشيطان” لأنها تُبقي الناس مستيقظين وتُحفّز على التأمل والنقاش، مما اعتُبر تهديدًا للنظام الحاكم آنذاك.
من إثيوبيا، وصلت القهوة إلى اليمن في القرن الخامس عشر، حيث لاقت رواجًا واسعًا، لا سيما بين الصوفيين، الذين استخدموها كوسيلة للسهر والتأمل. ومن هناك، وصلت إلى الحجاز، ثم انتشرت تدريجيًا في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفقًا لموقع “هيستوري”.
في عهد الإمبراطورية العثمانية، دخلت القهوة إلى إسطنبول في أوائل القرن السادس عشر، وانتشرت المقاهي بسرعة. تأسس أول مقهى بالمعنى الحديث في إسطنبول عام ١٥٥٥ على يد تاجرين من دمشق أطلقا عليه اسم “قهوه خان”.
لم تصبح هذه المقاهي مجرد أماكن لشرب القهوة فحسب، بل أصبحت أيضًا ملتقىً للمثقفين والحرفيين وعامة الناس، حيث كانوا يستمعون إلى الموسيقى والشعر. وكانت تُناقش فيها السياسة والدين والفن، مما أثار قلق السلاطين والمسؤولين.
صدر أول مرسوم بمنع القهوة في عهد السلطان مراد الرابع، الذي اعتبر المقاهي تهديدًا لهيبة الدولة وملتقىً للمعارضين. ورغم هذا الحظر، استمر الناس في شرب القهوة، وعادت بقوة أكبر من أي وقت مضى، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في المدن العثمانية.
كيف انتشرت فكرة المقهى في أوروبا؟
ومع حركة التجارة والهجرة انتشرت الفكرة في أوروبا وتم إنشاء أول مقهى في إيطاليا عام 1645م، ثم في لندن عام 1652م، وبعد ذلك في باريس عام 1672م.
في لندن، كانت المقاهي تُسمى “جامعات البنسات” لأن رسوم الدخول لم تكن تتجاوز بنسًا واحدًا، وكان الزوار قادرين على الاستماع إلى المناقشات الفكرية والثقافية بين ضيوفهم، بما في ذلك التجار والمفكرين والفنانين.