المهرجان القومي للمسرح يحتفي بتجربة سعيد العمروسي.. وتكريم خاص لفارس الخشبة الشعبية

منذ 3 ساعات
المهرجان القومي للمسرح يحتفي بتجربة سعيد العمروسي.. وتكريم خاص لفارس الخشبة الشعبية

سعيد العمروسي: تصفيق الجمهور هو أعظم مكافأة لي. – محمد العمروسي: دخولي للمعهد كان تحقيقاً لحلم والدي.

استضاف المهرجان القومي للمسرح المصري، تحت إشراف الفنان محمد رياض، ندوة خاصة تكريمًا للفنان سعيد العمروسي، أحد رموز المسرح الشعبي والثقافة الشعبية، ولتسليط الضوء على مسيرته الفنية الحافلة. شارك في الندوة نخبة من الفنانين والمثقفين والنقاد، منهم الفنان محمد العمروسي، والكاتبة والفنانة نسرين نور، مؤلفة كتاب “سعيد العمروسي… فارس المسرح الشعبي” الذي نُشر في إصدارات المهرجان، والصحفي جمال عبد الناصر الذي أدار الندوة، والفنان عادل عبده، مدير المهرجان، والناقد أحمد خميس. كما حضر الندوة نخبة من الإعلاميين والنقاد.

افتتح الصحفي جمال عبد الناصر الندوة بكلمة قال فيها: “اليوم نحتفي ليس بشخص، بل بتجربة… ليس بفنان فحسب، بل بذاكرة مسرحية. اليوم نحن في حضرة الفنان سعيد العمروسي، فارس مسرح الشعب، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل كان قصة صدق ومثابرة ووفاء”. الكاتبة والباحثة نسرين نور معنا اليوم أيضًا. لقد وثّقت هذه التجربة النادرة وضمّنتها في كتاب، كمؤلفته، بسيط وعميق وصادق. كتابها ليس مجرد توثيق، بل فعل حب، تحية لجيل، لمسرح لا يزال يُقدّم عروضه رغم الظلال، لمسرح لا تُقاس عظمته بالضوء، بل بالتجربة. في هذه الندوة، سنستعرض سيرته الذاتية ومسيرته الفنية، ونستمع إلى شهادة الفنان، ونتحاور مع الكاتب الذي خاض مغامرة التوثيق من قلب الذاكرة، وليس من بين رفوف الكتب.

سعيد العمروسي: المسرح هو الحياة.. وحريق بني سويف أثر بي بشدة.

أعرب الفنان سعيد العمروسي عن امتنانه لهذا التكريم، كما وجّه شكره للفنان محمد رياض. وأشاد بمبادرته الشجاعة بتكريم فناني المحافظات وزيارتهم في قصور الثقافة، واصفًا إياها بالحدث الذي يعكس وعيًا حقيقيًا بقيمة فناني المنطقة.

خلال الندوة، استذكر العمروسي محطات مسيرته المسرحية الطويلة، قائلاً: “أحببت المسرح منذ الصغر، رغم كل ما صاحبه من صراعات وخلافات. بدأتُ بالمهرجانات المدرسية، ثم انتقلتُ إلى مسرح الثقافة الشعبية. شاركتُ في مهرجان “مائة ليلة” المسرحي الذي أسسه الدكتور سمير سرحان. من أهم أدواري دور “المجذوب” في مسرحية “التشريفة”، التي لاقت استحسانًا كبيرًا من الجمهور، وكانت من أسعد لحظات حياتي”.

أكد أنه رغم جوائزه العديدة، ومنها جائزة من مهرجان مسرح بلا إنتاج، إلا أن تصفيق الجمهور كان دائمًا أعظم مكافأة له. واعتبر جائزته من المهرجان القومي للمسرح المصري الأهم في مسيرته الفنية.

الثقافة الشعبية… جهد وتضحية بلا مقابل

سلّط العمروسي الضوء على التحديات التي يواجهها العاملون في مجال الثقافة الشعبية، مؤكدًا أنها ليست مهنة سهلة، بل تتطلب إيمانًا حقيقيًا برسالة الفن. وقال: “كنا نعمل بأجر زهيد، ونقدم عروضًا مجانية، ونصمم الديكورات والأزياء بأنفسنا، لكننا أحببناها من كل قلوبنا”.

وتذكر أيضاً حريق بني سويف الذي شهده، وتحدث بحزن عن فقدان العديد من أصدقائه وزملائه في تلك الحادثة الأليمة التي أثرت فيه كثيراً.

نسرين نور: الالتزام هو أهم صفة في سعيد العمروسي.

تحدثت الكاتبة نسرين نور عن كتابها “سعيد العمروسي… فرسان الفولكسبونه”، وأكدت أن علاقتها به لم تكن مهنية فحسب، بل إنسانية وفنية أيضًا. وقالت: “تعلمت منه الدقة في المواعيد، وهو من أكثر الفنانين تفانيًا، ويتجنب الخلافات بهدوء قدر الإمكان. لذلك، كان من المهم بالنسبة لي توثيق محطات مهمة في مسيرته الفنية، ترتبط بأحداث مفصلية”.

كما روت نور تجربة العمروسي المسرحية في مركز أبو حمص، حيث كانت العروض تُقدم في الهواء الطلق داخل “الجرن”، محاطةً بالجمهور، دون أي ديكور أو حواجز، مما منح العروض طابعًا فنيًا مميزًا وقاعدة جماهيرية واسعة.

محمد رياض: فخور بتكريم فنان بحجم العمروسي

خلال الندوة، أعرب الفنان محمد رياض، مدير المهرجان الوطني للمسرح، عن فخره الكبير بتجربة الفنان سعيد العمروسي، قائلاً: “أنا فخور بأن أكون جزءًا من هذا التكريم وسعيد بالتعرف على هذه المسيرة الفنية الزاخرة. شكرًا لك على عرضك. كلنا نقدر لك جهودك المخلصة في خدمة المسرح”.

محمد العمروسي: دخلت المعهد لتحقيق حلم والدي.

تحدث الفنان محمد العمروسي عن علاقته بوالده، مشيرًا إلى أن طفولته اتسمت بأجواء فنية. كان يستيقظ صباحًا على أنغام أم كلثوم، فيجد والده يشرب القهوة ويقرأ في مكتبته الزاخرة بالنصوص المسرحية. قال: “أحببت المسرح من خلاله، وكنت أرافقه في عروضه وأشاهده في كل مكان. كان قراري بدراسة المسرح تعويضًا له، فقد ترك الجامعة، وكنت أرغب في تحقيق حلمه. كانت المفاجأة أنني التحقت بالمعهد دون أن أخبره. بكينا معًا عندما علم بالأمر”.


شارك