بعد أنباء الضوء الأخضر من ترامب.. هل يتجه نتنياهو لاحتلال كامل لغزة؟

ورغم الخلافات المتزايدة داخل هيئة الأركان العامة الإسرائيلية والمعارضة الشعبية المتزايدة للحرب المستمرة في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توسيع العمليات العسكرية ضد حماس، بزعم تدميرها وإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ويأتي هذا الإعلان بعدما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لتوسيع العملية في الوقت الذي تعثرت فيه المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى.
وفقًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، اتُخذ القرار بالفعل. وينص على احتلال كامل لقطاع غزة، وشن عمليات عسكرية في المناطق التي يُزعم احتجاز الأسرى فيها. إلا أن الصحيفة لم تستبعد أن تكون هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية للضغط على المفاوضات.
في هذه الأثناء، يتصاعد الخلاف بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل. ويُحذّر الجيش من أن احتلال قطاع غزة بالكامل قد يُعرّض حياة الأسرى للخطر.
وذكرت تقارير إعلامية أن رئيس الأركان إيال زامير ألغى زيارة مقررة إلى الولايات المتحدة بسبب فشل المفاوضات، وهو ما يسلط الضوء على حجم التوترات الداخلية.
ومن المتوقع أن يقدم نتنياهو اقتراحا رسميا في اجتماع المجلس السياسي الأمني المصغر، يأمر فيه الجيش بالتحرك على الأرض، وذلك لأن إسرائيل مقتنعة بأن إطلاق سراح الأسرى من خلال أي اتفاق، سواء كان جزئيا أو شاملا، لم يعد ممكنا.
وفي قضية ذات صلة، أرسل جال هيرش، منسق شؤون السجناء والمفقودين، رسالة إلى عائلات السجناء مؤكداً أن الوضع قيد التقييم بشكل مستمر وأن اجتماعات رفيعة المستوى تجري، بما في ذلك مع مكتب رئيس الوزراء.
وأشار أيضاً إلى الجهود الدبلوماسية بالتعاون مع الصليب الأحمر ودول مختلفة، فضلاً عن اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي حضره أيضاً وزير الخارجية جدعون ساعر لبحث هذه القضية.
كما أطلقت القنصلية الإسرائيلية في نيويورك حملة إعلانية في ميدان تايمز سكوير تظهر فيها صور الأسير إيفيتار ديفيد بعد نشر مقاطع فيديو صادمة لسجنه، بهدف تحريض الرأي العام الدولي ضد حماس.
سياسيًا، لم يعقد نتنياهو اجتماعًا لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي. وفُسِّر ذلك على أنه محاولة لتنسيق المواقف مع واشنطن قبل اتخاذ قرارات ميدانية. ووفقًا لتقارير عبرية، وعد نتنياهو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالموافقة على خطوات ضم رمزية في شمال غزة في حال فشل الاتفاق، وفقًا لما ذكرته الصحيفة العبرية.
أكد مسؤول أمني إسرائيلي الجمود التام، معلنًا أنه “لا يوجد اتفاق في الأفق”. وزعم أن حماس رفضت الشروط الإسرائيلية، وطالبت بدخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات.
وبحسب التقديرات فإن فرص التوصل إلى اتفاق شامل معدومة تقريبا، على الرغم من إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات.
اتفقت واشنطن وتل أبيب مؤخرًا على التخلي عن فكرة الاتفاقيات الجزئية، لصالح اتفاق شامل يتضمن إنهاء الحرب، ونزع سلاح قطاع غزة، وتفكيك حماس. إلا أن حماس ترفض تسليم سلاحها حتى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. لذا، فإن مثل هذا الاتفاق غير قابل للتنفيذ.
لكن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد اجتماعا مطولا مع عائلات الأسرى في تل أبيب، حيث أكد التزام الرئيس ترامب بإعادة 50 أسيراً، وأكد أن الخطة لا تهدف إلى توسيع نطاق الحرب بل إلى إنهائها من خلال صفقة “الكل أو لا شيء”.