تهجير صامت في الأغوار وتحذيرات من تطهير للفلسطينيين في الضفة

منذ 8 ساعات
تهجير صامت في الأغوار وتحذيرات من تطهير للفلسطينيين في الضفة

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربًا مماثلة على الجانب الفلسطيني الآخر، الضفة الغربية. فهو يواصل اقتحام المدن والمسجد الأقصى. بل ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم على المدنيين الفلسطينيين؛ وكان آخرها اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى الاعتداء على المستوطنين في بلدة ترمسعيا شمال رام الله. في الوقت نفسه، تتزايد تحذيرات منظمات حقوق الإنسان من تهجير “صامت” للتجمعات البدوية.

أصيب أربعة فلسطينيين في هجوم شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق نابلس مساء الاثنين. وقبيل ذلك، كان المستوطنون الإسرائيليون يستعدون لاقتحام قبر يوسف في المنطقة نفسها. كما أغلقت قوات الاحتلال عدة مداخل وشوارع رئيسية في نابلس إثر مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.

1_2_11zon

يُذكر أن المستوطنين الإسرائيليين يدّعون أن رفات النبي يوسف بن يعقوب عليه السلام جُلبت من مصر ودُفنت هناك. إلا أن علماء الآثار يدحضون هذه الرواية، مُشيرين إلى أن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وهو قبر شيخ مسلم يُدعى يوسف الدويكات.

سبق أن كثّفت منظمات حقوق الإنسان تحذيراتها من حملة تهجير ناعمة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. وكان آخر هذه التحذيرات يوم أمس الاثنين. وحذرت منظمة حقوقية فلسطينية من عمليات تهجير ناعمة وتطهير صامت تنفذها إسرائيل ضد التجمعات البدوية في شمال الأغوار بالضفة الغربية، ودعت إلى توفير حماية دولية للسكان المدنيين في المنطقة.

2_3_11zon

قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، في بيان لها، إن هناك تصعيدًا خطيرًا في سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ضد الفلسطينيين في منطقة الأغوار. وأضاف البيان أن التجمعات البدوية في الأغوار تتعرض لتهجير ناعم وتطهير صامت للفلسطينيين في المنطقة.

وأشارت إلى أن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال ليست حوادث عشوائية، بل هي جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين في الأغوار.

تعد منطقة الأغوار من أهم المناطق الزراعية في الضفة الغربية، وتمثل، بحسب منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، مصدر رزق رئيسي لمئات العائلات التي تعتمد في عيشها على رعي الأغنام والزراعة.

3_4_11zon

في السياق ذاته، أعلنت الهيئة الفلسطينية لمقاومة الجدار والاستيطان (الهيئة الحكومية) أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا 1821 اعتداءً في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال شهر يوليو/تموز. من بينها 466 اعتداءً للمستوطنين، أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين.

يُذكر أن غور الأردن يمتد من بيسان إلى صفد شمالاً، ومن عين الجدي إلى النقب جنوباً، ومن وسط نهر الأردن إلى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً. ويشكل ما يقارب 30% من مساحة الضفة الغربية، وتبلغ مساحته الإجمالية 720 ألف دونم (الدونم الواحد يساوي 1000 متر مربع). ويحده إدارياً ثلاث محافظات: طوباس ونابلس شمالاً، وأريحا وسطاً. ووفقاً للمركز الوطني الفلسطيني للمعلومات (المركز الحكومي)، يسكنه حوالي 70 ألف نسمة.

قبل أيام قليلة، أقرّ الكنيست الإسرائيلي اقتراحًا يدعو إلى السيادة على الضفة الغربية. وساند الاقتراح أعضاء البرلمان سيمحا روثمان (الصهيونية الدينية)، أحد مهندسي تحول إسرائيل من دولة ديمقراطية علمانية إلى دولة استبدادية يهودية؛ وعوديد فورير (إسرائيل بيتنا)، وهو صهيوني تنقيحي متطرف؛ وليمور سون هار-ميليك (عوتسما يهوديت)، وهي يميني كاهاني معروف بشعاره “اقتلوا العرب”؛ ودان إيلوز (الليكود)، وهو كندي المولد ومؤيد متحمس للنيوليبرالية اليهودية.


شارك