حملة سقوط “التيك توكرز”.. هل تحتاج مواد قانون مكافحة جرائم الإنترنت للتعديل؟ قانونيون يوضحون

منذ 3 ساعات
حملة سقوط “التيك توكرز”.. هل تحتاج مواد قانون مكافحة جرائم الإنترنت للتعديل؟ قانونيون يوضحون

في الآونة الأخيرة، اشتدت حملة الاعتقالات ضد العديد من صناع محتوى تيك توك في مصر، لا سيما أولئك الذين يتعارض محتواهم مع القيم المجتمعية والمبادئ الأخلاقية. وهذا يثير تساؤلات حول تأثير هذه الحملة وضرورة وضع ضوابط قانونية واضحة على استخدام منصات التواصل الاجتماعي.

وتأتي هذه الحملات أيضًا وسط مخاوف متزايدة من أن يصبح تطبيق تيك توك منصة لنشر أي شيء يتعارض مع القيم الأخلاقية والمجتمعية.

في خطوة أمنية لافتة، ألقت وزارة الداخلية القبض على أكثر من أحد عشر مؤثراً على تطبيق تيك توك خلال أسبوع واحد فقط، بعد اتهامهم بنشر مقاطع فيديو خادشة للحياء، والتحريض على الفسق والفجور، والتربح من المحتوى بشكل غير قانوني.

ومن أبرز الأسماء المعتقلة: شاكر مهزور دلوتي، سوزي الأردنية، مداهم، أم سجدة، ليلى الشبح.

أسباب وتأثيرات الحملة

صرح محمد حامد سالم، المحامي بالنقض، لموقع ايجي برس، بأن الجهات الأمنية تعتمد بشكل كبير على النصوص القانونية الهادفة إلى “مكافحة الجرائم الإلكترونية” و”الاعتداء على القيم الأسرية والمجتمعية” عند القبض على مستخدمي تيك توك الذين ينشرون محتوى بصريًا غير أخلاقي. إلا أنه شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة في الوقت الراهن ضد العديد من صانعي المحتوى الذين قد لا يكون لهم أي علاقة بنشر محتوى هادف.

وأضاف سالم أن الحملة الحالية تندرج ضمن “حملة تطهير مجتمعي”، مؤكدًا أنها ليست موجهة ضد أفراد، بل ضد سلوكيات تهدد الوعي العام وتستغل الشهرة الزائفة لتحقيق مكاسب غير مشروعة. ودعا الدولة إلى مواصلة مكافحة هذه الظواهر بكل حزم.

وأشار إلى أن العديد من الدول اتخذت إجراءات مماثلة، بما في ذلك أستراليا، التي صنفت التطبيق باعتباره “تهديدًا للأمن القومي” بسبب جمع بيانات المستخدمين بشكل غير قانوني.

وأشار إلى أن الفيديوهات المسيئة التي ينتجها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تهدد استقرار المجتمع ولها تأثير مباشر على الأجيال القادمة، حيث يمكن استغلالها بسهولة لارتكاب الجرائم والمساس بتربية وسلوك الأطفال والمراهقين منذ الصغر.

صرّح المحامي محمد فايز لموقع ايجي برس بأنّ التنظيم القانوني الشامل للمحتوى الرقمي أصبح ضرورةً مُلِحّة. وأضاف: “أصبح التواصل الإلكتروني من أهمّ وسائل التعبير والتفاعل. لا بدّ من تحقيق التوازن بين احترام القيم المجتمعية وحماية حرية التعبير. لذا، علينا العمل مع اللجان التشريعية لإعداد تعديلات تشريعية تُحدّد بوضوح الضوابط التي يجب على منصات التواصل الاجتماعي ومستخدميها الخضوع لها، مع ضمان الحقوق الفردية”.

وأكد أن الحملة ضد مستخدمي تيك توك لا ينبغي أن تُنفر من يقدمون محتوى تعليميًا هادفًا، مضيفًا: “نؤمن بضرورة وجود ضوابط لحماية المجتمع من المحتوى الضار. مع ذلك، يجب أن تكون هذه الضوابط شفافة، بحيث يتمكن من يروجون للبلاد من خلال المحتوى السياحي والتاريخي، وكذلك من يقدمون محتوى تعليميًا وتكنولوجيًا هادفًا، من تقديم محتواهم بسهولة أكبر”.

الضوابط القانونية لمنشئي المحتوى

وقال شحاتة محمد شحاتة، مدير المركز العربي للنزاهة والشفافية، في تصريح لموقع ايجي برس، إن الحملة الحالية أدت إلى انخفاض إنتاج المحتوى غير الأخلاقي وغير الملائم على المنصات الرقمية.

وفيما يتعلق بطبيعة العقوبات، أكد شحاتة أن قانون تكنولوجيا المعلومات ينص على عقوبات رادعة، قد تصل في بعض الحالات إلى السجن المؤبد. ودعا الجهات المعنية إلى إشراك المجتمع المدني والمنصات الرقمية في وضع إطار قانوني متوازن يراعي جميع الأطراف المعنية – الدولة والجهات التنظيمية ومنشئي المحتوى – وينص على عقوبات أشد صرامة لمن يخالف قواعد البث ويحترم القيم المجتمعية.

وشدد على ضرورة تطبيق القانون بصرامة على كل من يخالف المعايير الأخلاقية على المنصات الرقمية، مسلطاً الضوء على دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في متابعة قضية تيك توكر.

وطالب شحاتة المنصات العالمية بتعيين ممثلين قانونيين في مصر لضمان اتخاذ إجراءات سريعة ضد أي انتهاكات لمحتوى الفيديو.

وأشار إلى أن حملة القبض على مستخدمي “تيك توك” تعكس التحديات الحقيقية التي تواجهها الدولة تجاه من يخالفون قواعد النشر على منصات التواصل الاجتماعي، في وقت تسعى فيه الدولة إلى الحفاظ على القيم الاجتماعية والأمن. وأكد على ضرورة سنّ قوانين عصرية تحترم حقوق المستخدمين وحرياتهم، مع الحفاظ على النظام العام، وتطبيق القانون بحزم على كل من يخالف المعايير الأخلاقية على المنصات الرقمية.

خطوة برلمانية لحظر تيك توك

وفي سياق متصل، تقدمت النائبة مي غيث بطلب رسمي لمجلس النواب لحظر تطبيق تيك توك في مصر، محذرة من تأثيره الخطير على قيم المجتمع، ووصفته بأنه “أخطر من المخدرات” لما ينشره من انحلال أخلاقي وانحلال.

زعمت النائبة أن التطبيق يُمجّد الجهل والسلوك المنحرف ويُشوّه الأدوار الاجتماعية الحقيقية. ودعت إلى تدخل عاجل لوقف ما وصفته بـ”فقدان القيم”.

صرح النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، بأن أمام تيك توك 65 يومًا لتحسين محتواها بما يتوافق مع القانون المصري وقيم المجتمع. وأشار إلى أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى إجراءات صارمة بموجب قانون تكنولوجيا المعلومات.

صرح بدوي لموقع ايجي برس أن اللجنة عقدت عدة اجتماعات مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمدير الإقليمي لتيك توك لمناقشة هذه الانتهاكات. وأضاف أن الاجتماع الأخير، قبل شهر، تضمن مطالب واضحة بحجب المحتوى المخالف للقيم المصرية، مثل الفيديوهات التي تُعتبر مخلة بالآداب. وأكد أن المنصة لم تتخذ إجراءات فورية لحماية مستخدميها من هذا المحتوى.

أكد رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب أن الدولة المصرية تدعم الاستثمار في التكنولوجيا، لكنها لا تتسامح مع المحتوى الذي يضر بالمجتمع. وأكد أن 75% من منشئي محتوى تيك توك الذين انتهكوا قواعد المنصة اختفوا بعد تطبيق الإجراءات الأمنية.


شارك