بعد معركة الـ12 يومًا.. هل تعود الحرب بين إسرائيل وإيران مرة أخرى؟

منذ 3 ساعات
بعد معركة الـ12 يومًا.. هل تعود الحرب بين إسرائيل وإيران مرة أخرى؟

بعد أقل من شهرين على اندلاع حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل، وهي حرب غير مسبوقة في المنطقة، وخاصة بالنسبة للدولة العبرية التي تعرضت لقصف صاروخي إيراني في وسط أراضيها الحساسة، عادت احتمالات اندلاع حرب جديدة بين الجانبين إلى الواجهة، وهناك المزيد والمزيد من التصريحات التي تدعم هذا الاحتمال.

1

هل ستعود الحرب؟

وفي هذا السياق، قال الدكتور إسلام المنسي، الخبير في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لموقع ايجي برس، إن احتمال اندلاع جولة حرب جديدة بين إيران وإسرائيل يظل واردا للغاية، في ظل التصريحات المتكررة من الجانبين حول الاستعداد لجولة مقبلة.

وأضاف المنسي: “جميع الأطراف تدرك أن العودة إلى الحرب سيناريو وارد ومحتمل، بل متوقع، في ظل الحذر والاستعداد السائدين. لا سيما أن إيران أعلنت رسميًا، على لسان كبار مسؤوليها، استعدادها لجولة أخرى، وإسرائيل تُدلي بالتصريحات نفسها بوضوح وعلنية”.

وأشار المنسي إلى أن تصريحات مماثلة صدرت أيضاً عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واستمرت منذ انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً وحتى الأيام القليلة الماضية، ما يزيد من احتمال تجدد التصعيد خلال فترة قصيرة.

2

فيما يتعلق بالمدة المتوقعة للجولة الجديدة، صرّح المنسي بأنه من الصعب للغاية تحديد موعد دقيق، إذ عادةً ما تحدث مثل هذه الهجمات فجأة. ومع ذلك، أشار إلى أن التصعيد يُفسّر في سياق تعثر المفاوضات النووية، حيث تسعى الأطراف إلى إجبار إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من موقع أضعف.

صرح الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، لموقع ايجي برس، بأنه على الرغم من أن احتمال نشوب حرب جديدة بين إيران وإسرائيل لا يزال قائمًا، إلا أنه ليس مُلِحًّا في الوقت الراهن. وأشار إلى أن الهجوم الأول على المنشآت النووية الإيرانية كلف طهران جزءًا كبيرًا من قدراتها النووية.

وأضاف سليمان أنه على الرغم من التقارير العديدة التي تُشير إلى قدرة إيران على استئناف تخصيب اليورانيوم، إلا أن هناك مؤشرات على استحالة ذلك في الأشهر المقبلة. وهذا يُتيح للأطراف مساحةً للمناورة، ويُمهد الطريق للجهود الدبلوماسية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وإجراءات المراقبة التي تُجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح أن هذه الراحة النسبية توفر نوعاً من “الراحة الاستراتيجية” لأنها تسمح بإعادة هيكلة ومراقبة السلوك الإيراني دون الحاجة إلى قرار عسكري فوري.

3

أشار الدكتور سليمان إلى أن إسرائيل، وإن لم تتسرع في شنّ هجوم جديد، إلا أنها تستعد له ضمن اعتباراتها الاستراتيجية. ويتوقع إعادة تقييم الوضع مع حلول الشتاء بناءً على عدة عوامل، منها:

مسار المفاوضات بشأن الملف النووي

مدى تعنت إيران في التعامل مع المطالب الدولية

يقدم معلومات استخباراتية عن الأنشطة النووية السرية

وقد تتمكن طهران من استعادة بعض قدراتها في أماكن لم تستهدفها من قبل.

4

هل إيران مستعدة للحرب؟

فيما يتعلق باستعدادات إيران، صرّح المنسي بأن الجمهورية الإسلامية غير قادرة حاليًا على بدء حرب جديدة. وأشار إلى أن السيناريو بالنسبة لطهران سيكون قاتمًا، إذ لم تستطع البلاد الصمود في الحرب الأخيرة، وكانت الخسائر في النصف ساعة الأولى وحدها كارثية.

وأوضح أن القدرات العسكرية الإيرانية تضررت بشكل كبير في الجولة الأخيرة، وهي الآن في طور إعادة البناء. ورغم أنها كانت أكثر حذرًا وأفضل استعدادًا، إلا أنها بالتأكيد لم تكن أكثر قوة.

فيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، أشار المنسي إلى أن الجولة الأخيرة من الحرب كشفت هشاشة منظومة الدفاع الإسرائيلية. وأضاف أن “القبة الحديدية لم تتمكن من اعتراض الصواريخ الإيرانية بشكل كامل ولو ليوم واحد. وهذا يدل على أن الهجمات الصاروخية المكثفة تُثقل كاهل الدفاعات الإسرائيلية”.

وأضاف أنه منذ نهاية الحرب الأخيرة، عملت إسرائيل، بمساعدة أمريكية، على تحسين جاهزيتها الدفاعية ومعالجة النقص في عتادها الدفاعي. وهذا يعني أن البلاد أصبحت أكثر استعدادًا لمواجهة جديدة.

5

وتابع المنسي أن الحرب ستكلف الجميع حتى المنتصر، لكن الخسائر ستبقى نسبية، خاصة بالنسبة لإسرائيل التي اقتصرت خسائرها على مكاسب استراتيجية، مثل تدمير جزء كبير من قدرات إيران خلال أيام قليلة.

يعتقد سليمان أنه في حال اندلاع حرب جديدة، سيكون الهجوم القادم مختلفًا تمامًا عن سابقه. وقال إن الهجوم سيكون أشد وحشية، وسيُصنف كضربة ساحقة. ومن المتوقع أن يضرب المزيد من المنشآت الحيوية، وقد يمتد أيضًا إلى مواقع حساسة للغاية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وأكد هاني سليمان أن الهجوم المقبل قد يعيد فكرة “تغيير النظام” إلى الواجهة، لكن ذلك يعتمد على سياق التطورات السياسية والعسكرية المرافقة.

من الجانب الإيراني، أشار سليمان إلى أن طهران ستُجبر على الرد في حال وقوع هجوم واسع النطاق. وتوقع أن يكون رد إيران متناسبًا مع حجم الهجوم الإسرائيلي، وقد يمتد إلى جبهات إقليمية أخرى.

6

الموقف الأمريكي

وفيما يتعلق بإمكانية التدخل الأميركي المباشر في حال اندلاع حرب جديدة، أشار المنسي إلى أن “الموقف الأميركي يتسم بالغموض المتعمد، وهو موقف كان واضحاً قبل الهجمات الأخيرة”.

أكد إسلام المنسي أن الدور الأمريكي قد يستمر، وإن لم يكن مباشرًا، من خلال الدعم اللوجستي والعسكري غير المباشر. وأضاف أن واشنطن تنوي التحلي بالصبر وإتاحة بعض المرونة في هذه القضية شديدة الحساسية.

أشار سليمان نفسه إلى أن الولايات المتحدة لن تتورط مباشرةً في هجوم ثانٍ. وقال إن واشنطن أدت دورها كاملاً في الهجوم الأول، الذي استهدف بالأساس منشآت نووية. أما الهجوم التالي، فمن المرجح أن يكون إسرائيليًا بحتًا، يركز على تنفيذ المهمة واستهداف مناطق أكثر أهمية.

7

وأشار الدكتور هاني سليمان إلى أن القرار العسكري لا يزال رهنا بالتطورات على المستويين الإقليمي والدولي، لكنه أكد أيضا أن عملية التصعيد لم تكتمل بعد بل مؤجلة حتى تتضح معالم السلوك الإيراني في المرحلة المقبلة.

وصف سليمان المرحلة الحالية بأنها “اختبار متبادل للموقف” بين الطرفين في سياق “التصعيد البارد” أو “الحرب الباردة”. وأشار إلى إعادة فرض العقوبات الاقتصادية بشراسة، كما يتضح من الحزمة الأخيرة التي طالت 115 شركة وفردًا، وهي الأكبر منذ عام 2018.


شارك