الجارديان: النظام الإيراني يظهر بشكل أكثر صلابة بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية

منذ 3 شهور
الجارديان: النظام الإيراني يظهر بشكل أكثر صلابة بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية

من طهران إلى موسكو إلى قطاع غزة، تثير الجولة الصحفية اليوم تساؤلات حول فعالية السياسات الدولية القائمة، وحدود القوة، وعواقب الصمت، في وقت تظهر فيه علامات تشير إلى تحول كبير في مواقف بعض الدول الغربية وشعوبها تجاه حلفائها التقليديين.

نبدأ هذه الجولة بمقال بقلم سيمون تيسدال في صحيفة الغارديان البريطانية، يناقش فيه الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على إيران في يونيو/حزيران 2025، ويصفها بأنها “مغامرة كارثية لم تحقق أيًا من أهدافها، بل أدت بدلاً من ذلك إلى عواقب عكسية خطيرة داخل إيران وخارجها”.

ويبدأ تيسدال مقاله بالإشارة إلى العدد المتزايد من عمليات الإعدام في إيران، حيث يتم تنفيذ أحكام الإعدام شنقاً، في كثير من الأحيان بعد محاكمات صورية، باستخدام التعذيب والاعترافات القسرية.

ونقلت الصحيفة عن الأمم المتحدة قولها إن “أكثر من 600 شخص أعدموا هذا العام، مما يجعل إيران الدولة الرائدة في العالم من حيث عدد عمليات الإعدام بالنسبة لعدد السكان”.

ويعتقد المؤلف أن هذا التصعيد هو جزء من حملة قمع أوسع نطاقا أعقبت الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 900 شخص، معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 5000 آخرين.

يشير المقال إلى أن الهجوم الذي قادته إسرائيل بدعم أمريكي “لم يُدمر المنشآت النووية الإيرانية كما زُعم”، ولم يُسقط النظام ولم يُوقف برنامج تخصيب اليورانيوم. “في الواقع، بدا النظام أكثر صمودًا، حيث ردّ المرشد الأعلى علي خامنئي بحملة اعتقالات واسعة النطاق، واتهامات بالخيانة لمعارضيه، وزيادة استخدام عقوبة الإعدام”.

يستشهد الكاتب بقضية السياسيين المعارضين بهروز إحساني ومهدي حسني، اللذين أُعدما الأسبوع الماضي “بعد محاكمات لم تتجاوز خمس دقائق”. وقد أدانت منظمة العفو الدولية هذه الخطوة، معتبرةً إياها محاولةً لقمع المعارضة في ظل أزمة سياسية.

يضيف تيسدال أن البرلمان الإيراني يناقش حاليًا مشروع قانون لتوسيع عقوبة الإعدام. في الوقت نفسه، لم تُوجّه اتهامات الفشل الأمني ضد القيادة، بل ضد “عملاء داخليين” عقب هجوم على اجتماع أمني سري أدى إلى إصابة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

download

يحذّر المقال من أن الهجوم كان له تداعيات إقليمية ودولية. وتشمل هذه التداعيات تعليق إيران تعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتفاقم الخلاف بين واشنطن وأوروبا، وتقوية المتشددين الإيرانيين، وتقديم مثال خطير لدول أخرى مثل روسيا التي تهاجم جيرانها دون عقاب.

يزعم تيسدال أن الهجوم استند إلى مخاوف وافتراضات، لا إلى معلومات استخباراتية مؤكدة، “لأن إسرائيل والولايات المتحدة لم تقدما أدلة قاطعة على سعي إيران لامتلاك سلاح نووي”. إلا أن طهران تزعم أنها لا تمتلك ولا تنوي امتلاك مثل هذا السلاح، وتصر على أن تخصيب اليورانيوم يخدم أغراضًا مدنية.

يستذكر المؤلف رسالة تحذيرية من الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو في كتابه “رسائل فارسية” قبل أكثر من 300 عام. تنبأ فيها بظهور أسلحة الدمار الشامل، التي ستُدان عالميًا يومًا ما. يعتقد تيسدال أن هذا السيناريو قد تحقق جزئيًا، لكن الالتزام الدولي لا يزال هشًا.

ويخلص الكاتب إلى أن الطريق إلى السلام يظل مفتوحا إذا قررت الولايات المتحدة وإسرائيل تقليص ترسانتيهما النووية، والتوقف عن تهديد إيران، ودعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق نووي إقليمي، كما دعا إلى ذلك وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف.


شارك