راديو كندا: تزايد وتيرة اضطرابات الطائرات بسبب تغير المناخ

أفاد خبراء طيران دوليون بأن الاضطرابات في الطائرات تتزايد بسبب تغير المناخ، لا سيما في شدتها. هذا التوجه المتزايد يُجبر قطاع الطيران على تحسين تصميم الطائرات ودقة الرادار.
وذكرت إذاعة كندا الأحد أن اضطرابات جوية شديدة أجبرت طائرة تابعة لشركة دلتا للطيران متجهة إلى أمستردام على الهبوط اضطراريا في مطار مينيابوليس سانت بول الدولي، حيث تم نقل 25 شخصا إلى المستشفى الأربعاء الماضي.
وأكد مهران إبراهيمي، مدير مرصد الفضاء الجوي وأستاذ في جامعة كيبيك في مونتريال بكندا، أن عدد هذه الاضطرابات يتزايد بشكل كبير مع تغير المناخ.
لا نرى النقاط الحمراء على شاشات الطيارين أو مراقبي الحركة الجوية. قد نصادفها ببساطة، وهذه هي المشكلة الأكبر، كما أوضح إبراهيمي. وأضاف: “نعلم أن معايير البناء بحاجة إلى رفع لأن تغير المناخ يؤدي إلى اضطرابات جوية أكثر حدة. ونعلم أن هذه المشكلة ستتفاقم”.
وأضاف أن هذه التحسينات قد تؤدي أيضًا إلى إعادة تصميم التصميمات الداخلية للطائرات وتغيير النسب المستخدمة “بالنسبة للمتانة الهيكلية للطائرة”. وأوضح أن الاضطرابات الجوية تُحمّل شركات الطيران تكاليف إضافية بسبب الأضرار التي تلحق بالممتلكات وزيادة استهلاك الوقود.
في الأجواء المضطربة، يضطر الطيارون إلى خفض السرعة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود. أحيانًا يضطرون إلى الدوران حول محور، مما يزيد أيضًا من استهلاك الوقود.
وأضاف أن صناعة الطيران تستكشف سبل تحسين نظام الرادار للكشف عن الاضطرابات في الهواء الصافي.
وأكد مدير مرصد الطيران المدني أن “الاضطرابات الجوية ليست خطيرة في حد ذاتها، فالطائرات مصممة لتحملها، ورغم أنها مزعجة ومخيفة بالتأكيد، إلا أنها ليست خطيرة”.
في تاريخ الطيران، لم يتم تسجيل أي حادث تحطم طائرة ناجم عن اضطرابات جوية.
وفي تطور ذي صلة، أفادت شركة NAV Canada، وهي شركة كندية خاصة غير ربحية تدير نظام الملاحة الجوية المدنية في كندا، بأن اضطرابات الهواء الصافي مرتبطة بالتغيرات السريعة في سرعة الرياح.
وأوضح جان لابوانت، الطيار المتقاعد وخبير الطيران المدني، أنه بسبب تغير المناخ، سوف تصطدم كتل الهواء الدافئة والباردة بشكل متكرر، مما يؤدي إلى اضطراب الطقس الصافي.
إن التكرار المتزايد للاضطرابات الجوية يجبر خبراء الطيران على إعادة النظر في تصميم الطائرات.
وبحسب دراسة بريطانية، فإن وتيرة الاضطرابات الشديدة فوق شمال الأطلسي زادت بنسبة 55% بين عامي 1979 و2020. ولا تشكل الاضطرابات خطر تصادم ونادراً ما تكون قاتلة، لكنها قد تسبب إصابات.
في مايو 2024، توفي شخص وأصيب 30 آخرون عندما تعرضت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية السنغافورية في طريقها من لندن إلى سنغافورة لاضطرابات شديدة واضطرت إلى الهبوط اضطراريا في بانكوك.
الاضطرابات الهوائية هي تغير في تيارات الهواء يؤثر على استقرار الطائرة أثناء الطيران. قد يكون سببها العواصف الرعدية، أو حركة الهواء حول الجبال، أو الجبهات الهوائية الباردة أو الدافئة، أو التيارات النفاثة – وهي رياح قوية تدور حول الأرض عند خطوط عرض معينة.
يمكن رصد بعض أنواع الاضطرابات الهوائية على الرادار، مما يسمح للطيارين بتجنبها أو التخفيف منها. إلا أن هناك أنواعًا أخرى لا يمكن رصدها، وتُعرف باسم اضطرابات الهواء النقي.
يتعرض أفراد طاقم الطائرة أيضًا لخطر أكبر أثناء الاضطرابات الجوية. في الولايات المتحدة، أصيب 207 أشخاص بإصابات خطيرة بسبب الاضطرابات الجوية الشديدة منذ عام 2009، وكان ثلاثة أرباعهم من أفراد الطاقم.
في جميع الحوادث التي تنطوي على إصابات متعددة، لم يكن الركاب الذين يرتدون أحزمة الأمان هم من أصيبوا، بل ركاب المقصورة، وخاصةً طاقم الطائرة. الرسالة الأهم هي: ابقوا جالسين واربطوا أحزمة الأمان، لأن خطر الإصابة في هذه المرحلة يكاد يكون معدومًا.