فضيحة تهز البرلمان الإسباني.. شهادات مزورة تُجبر نوابا على الاستقالة |ما القصة؟

منذ 5 ساعات
فضيحة تهز البرلمان الإسباني.. شهادات مزورة تُجبر نوابا على الاستقالة |ما القصة؟

ما كان من المفترض أن يكون في الأصل ملاذًا صيفيًا للسياسيين الإسبان، بعيدًا عن حرارة مدريد الحارقة، وجد العديد منهم أنفسهم أمام موجة من التدقيق في سيرهم الذاتية. جاء ذلك في أعقاب سلسلة من الفضائح الأكاديمية التي أدت إلى إقالة ثلاثة منهم على الأقل من مناصبهم في غضون أسبوع واحد فقط. وظهرت شهادات مشكوك فيها ومؤهلات مزورة.

جاء الكشف الأول في قضية نويليا نونيز، النائبة البارزة عن حزب الشعب (PP) اليميني الوسطي، والتي كانت تُعتبر نجمة صاعدة بفضل شعبيتها بين الشباب المحافظين على تيك توك. إلا أن وثائقها الرسمية لم تصمد أمام تدقيق الصحفيين: فرغم أن موقع البرلمان الإسباني ذكر أنها حاصلة على شهادتين جامعيتين في القانون والإدارة العامة، كشفت التحقيقات أنها لا تحمل شهادة جامعية. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة بوليتيكو، اتضح أيضًا أن جامعة فرانسيسكو ماروكين في غواتيمالا نسبت إليها زورًا شهادة في اللغة الإنجليزية.

الحزب، الذي سعى لأشهر لتقديم نفسه كـ”بديل نزيه” لحزب العمال الاشتراكي (PSOE) بعد تورط الأخير في فضائح فساد، مُني بانتكاسة مُحرجة. فبعد اجتماع مع زعيم الحزب ألبرتو نونيز فيخو، أعلنت نونيز استقالتها. وأمر الحزب فورًا بمراجعة السير الذاتية لجميع مسؤوليه لمنع فضائح مماثلة.

بعد بضعة أيام، ظهرت قضية جديدة، هذه المرة من الحزب الاشتراكي. اتُهم خوسيه ماريا أنخيل باتالا، المسؤول عن إعادة إعمار فالنسيا بعد الفيضانات، بتزوير شهادة في علم المكتبات من جامعة فالنسيا، يُزعم أنها صدرت عام ١٩٨٣، مع أن البرنامج لم يُقدّم إلا عام ١٩٩٠. وقد يُتهم باتالا في التحقيق بالاحتيال على الدولة، إذ اعتمد على هذه الشهادة المزورة للحصول على منصب عام قبل أكثر من أربعة عقود.

كان ثالث المستقيلين هو إغناسيو هيريرو، وزير الغابات والأراضي في حكومة إكستريمادورا. وُجد أنه ادّعى زورًا حصوله على شهادة في التسويق من جامعة لم تكن تمنحها وقت تخرجه المزعوم.

رغم أن السياسيين الإسبان غير مُلزمين قانونًا بالحصول على شهادة جامعية، إلا أن الضغط الاجتماعي يدفع الكثيرين إلى تزوير مؤهلاتهم أو المبالغة فيها. تُبرز هذه الظاهرة ما وصفته نائبة رئيس الوزراء يولاندا دياز بـ”الجدل الطبقي” المُثير للجدل في تقييم الكفاءة السياسية.

في مقابلة تلفزيونية، أكدت دياز أن “السياسة ليست حكرًا على حاملي الشهادات الجامعية”. عرفت وزراءً ذوي مؤهلات مرموقة فشلوا في الإدارة العامة، وآخرين بدون شهادات نجحوا بالمثابرة والخبرة العملية.

لم تكن هذه أول فضيحة من نوعها في إسبانيا. فقد سبق لسياسيين مثل بابلو كاسادو، وكارمن مونتون، وكريستينا سيفوينتس أن واجهوا اتهامات مماثلة بحصولهم على شهادات أكاديمية غير مثبتة.


شارك