المحكمة الدستورية العليا تبطل رسوم رسو العائمات السياحية: قرار وزير الري انتحل اختصاص المشرع

قضت المحكمة الدستورية العليا، برئاسة المستشار بولس فهمي، يوم السبت الموافق 2 أغسطس 2025، بعدم دستورية البندين 4 و7 من المادة 2 من قرار وزير الموارد المائية والري رقم 294 لسنة 2018، المعدل بالقرار رقم 357 لسنة 2019، بشأن تحصيل رسوم على البونتونات السياحية بالمراسي العائمة.
ورأت المحكمة في حكمها أن الالتزام المالي المنصوص عليه في القرارين يمثل خدمة فعلية ذات طابع إداري لمن يطلبها وهي رسو المراكب السياحية في المراسي التي تنشئها وزارة الموارد المائية والري واستعمال المياه الموجودة فيها ضمن الفئات المالية المبينة وغير المتباينة بحسب الأشخاص الذين تنقلهم، وبالتالي يدخل ضمن عدد الرسوم وتكون صحته صحيحة إذا كان إنشائه في إطار القانون.
وأضافت المحكمة أن التصنيف الصحيح لهذه الرسوم يفصل هذا الالتزام المالي عن مفهوم “المكافأة مقابل منفعة” المستخدم في النصين المتنازع عليهما لوصفها.
رأت المحكمة أن قانون الري والصرف، المُلغى بالقانون رقم 12 لسنة 1984، لم يتضمن نصًا يُخول وزير الموارد المائية والري فرض هذه الرسوم. وعليه، فإن تحديد الرسوم بهذه الطريقة لا يُعدّ سوى اغتصابٍ لاختصاص السلطة التشريعية، ومخالفةً للمواد 38 و101 و171 من الدستور.
ونظراً للآثار المالية المترتبة على الحكم بعدم دستورية هذين النصين، فقد فرضت المحكمة الدستورية العليا على الخزانة العامة للدولة التزاماً برد المبالغ المحصلة بالفعل، ممارسةً للتفويض الممنوح لها بموجب المادة 49 من قانونها، وحددت تاريخ نفاذ الآثار من اليوم التالي لتاريخ نشر الحكم.
ويعني هذا أن أثر الحكم لا يسري على الأموال المصادرة سابقاً، وتنتهي المصادرة فور نشر الحكم في الجريدة الرسمية.