قوى سياسية ونقابية تندد بمظاهرة «إخوان تل أبيب» ضد مصر

– “الحوار الوطني”: يخدم الاحتلال الإسرائيلي… “الجبهة الوطنية”: لا يمثل الشعب الفلسطيني… “الصحفيون”: سلوك مشين يضر بالقضية الفلسطينية
أدانت الأحزاب والنقابات المصرية بشدة تظاهرة ما يسمى بالحركة الإسلامية في فلسطين أمام السفارة المصرية في تل أبيب أول أمس، ووصفتها بأنها خيانة لدماء الشهداء، وأشارت إلى أن التظاهرة تهدف إلى التشكيك في موقف مصر الأساسي من القضية الفلسطينية. أكدت هيئة أمناء الحوار الوطني أنها تابعت باهتمام بالغ وإدانة كاملة الأحداث التي وقعت أمام السفارة المصرية في تل أبيب والتي دعت إليها ما يسمى “الحركة الإسلامية في فلسطين”. وأضاف في بيان أمس “إن مجلس الأمناء يفتقر إلى الكلمات المناسبة لوصف ما حدث: مظاهرة ضد مصر أمام السفارة المصرية، مع رفع أعلام دولة الاحتلال، في العاصمة السياسية لذلك البلد، تحت ذريعة واهية مفادها أن “مصر فشلت في رفع الحصار عن غزة”، في حين أن جميع المقرات الرسمية لدولة الاحتلال، التي قتلت وجرحت ما يقرب من 200 ألف مواطن فلسطيني في غزة ودمرت 90% من قطاع غزة، كانت على بعد خطوات من موقع المظاهرة، ولم يقترب منها أي من هؤلاء المتظاهرين”. وأشار إلى أن هذا الموقف يُظهر تواطؤًا مع دولة الاحتلال وجيشها في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. كما يُظهر الموقف الحقيقي للتنظيم المظلة للحركة، الذي دعا إلى المظاهرة – جماعة الإخوان المسلمين – تجاه السلطة الغاصبة وأولوياتها الحقيقية: إنها تكمن في محاربة النظام المصري، لا في مقاومة الاحتلال ودولته وجيشه، بل في الدفاع عن أهل غزة.
وصف مجلس الأمناء المظاهرة بأنها “خدمة للمحتلين، وبيع لأرواح ودماء إخوتنا، وتحقيق لمصالح شخصية ضيقة لا علاقة لها بتحرير الوطن”. وأكد المجلس ثقته الكاملة بالغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، والتزامهم المستمر بوضوح رؤيتهم ووحدة مواقفهم ضد كل الممارسات الوحشية لدولة الاحتلال. من جانبه، أعرب حزب الجبهة الوطنية عن رفضه القاطع للمظاهرات التي تقام تحت ذرائع واهية وشعارات تبدو وكأنها تعبر عن التعاطف مع القضية الفلسطينية، لكنها في حقيقتها تهدف إلى التحريض والتشكيك في موقف مصر الأصيل من هذه القضية. في بيانٍ صدر أمس، أكّد الحزب أنّ هذه التحركات المشبوهة، المُدبّرة من خارج الحدود أو عبر منصاتٍ استفزازية، لا تُمثّل الشعب الفلسطيني ولا تُعبّر عن امتنان مصر لدورها في حماية القضية الفلسطينية. وشدّد الحزب على أنّ السفارات المصرية في الخارج تُمثّل سيادة الدولة المصرية، وأنّ أيّ محاولةٍ للنيل منها أو تشويه صورتها تُمثّل اعتداءً مباشرًا على الدولة المصرية.
أدان رشاد عبد الغني، القيادي السياسي في حزب مستقبل وطن، التظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، مؤكداً أنها لا تخدم القضية الفلسطينية بأي حال من الأحوال، بل تمثل محاولة غير مقبولة لتشويه صورة الدولة المصرية وتقويض دورها الوطني والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني. وأكد عبد الغني في بيان صدر أول من أمس أن هذه الدعوات استغلال سياسي سافر للغضب ومحاولة لتضليل الوعي العام، في الوقت الذي تبذل فيه مصر جهودا جادة ومتواصلة لإنهاء معاناة أهل غزة. من جانبه، صرّح نائب رئيس حزب المؤتمر، رضا فرحات، بأن هذه المظاهرات تُعدّ خيانةً صارخةً لمبادئ الوطنية، وتعبيرًا صارخًا عن العبث السياسي. وكشفت عن الوجه الحقيقي للجماعة التي لا تتردد في التحالف مع أعداء الوطن لخدمة مصالحها الضيقة، في إطار محاولاتها المتواصلة لتقويض الدولة المصرية.
وأدانت جمعية الصحافيين التظاهرات، واعتبرت طلب المجموعة الحصول على تصاريح من وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي عملاً خيانياً لا يمكن وصفه إلا بالخيانة لدماء الشهداء. وأضافت النقابة في بيان لها أمس: “كان ينبغي على المشاركين في هذه المظاهرة المشينة أن يرفعوا لافتاتهم أمام جنود الاحتلال المسؤولين عن تأمين المظاهرة، بدلاً من المشاركة في نشاط يخدم مصالح دولة الاحتلال المجرمة حصراً”. وأشار الاتحاد إلى أن مثل هذه الأعمال المشبوهة والمشينة والتي تضر بالقضية الفلسطينية بدعم صهيوني لن تنجح أبدا في إثارة الخلاف بين الشعبين المصري والفلسطيني.