المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي

ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري، أُقيم حفل خاص لتكريم الفائزين بمسابقة الكتابة المسرحية. حضر الحفل جمهور غفير، إلى جانب عدد من الكُتّاب والمبدعين، ويأتي في إطار دعم المواهب الجديدة في مجال الكتابة المسرحية.
وأدار الحفل المخرج المسرحي عمرو قابيل، الذي أعرب في كلمته عن حماسه لهذا التقليد الجديد، وأكد أن تكريم المسرحيين ليس أمرا غريبا في مصر، التي كانت منذ فترة طويلة رائدة في هذا الفن.
قال قابيل: “للكتابة المسرحية في مصر جذورٌ ضاربةٌ في القدم، وكانت مصر ولا تزال مصدر إلهامٍ عبر التاريخ. تاريخنا زاخرٌ بالعشرات، إن لم يكن المئات، من الكُتّاب الذين أثّروا في المشهد المسرحي، واليوم نحتفل بثلاثة فائزين في مسابقة المسرح”.
وأشار إلى غياب الكاتب محمد سرور مؤلف رواية “العمة” الفائزة بالمركز الثالث، قبل أن يقدم المؤلفين الحاضرين ويسلم الكلمة للدكتور شريف صالح الذي سيقدم قراءة تحليلية للنصوص الفائزة.
شريف صالح: هل النص المسرحي أدب أم أداء؟ وإشكالية الغموض والهوية
بدأ الدكتور شريف صالح كلمته بتهنئة الفائزين الثلاثة، وأوضح أن مشاركته كانت من منظور تحليلي ونقدي وليس لها علاقة بتحكيم النصوص.
وأضاف: “المسرح كاشف؛ فالنصوص إما أن تمس المتلقي، أو يصرف الجمهور عنها. أرى النص المسرحي نصًا أدبيًا، تمامًا كالرواية. علينا أن نسأل أنفسنا: هل هو نص يُقرأ بذاته، أم يُقرأ فقط عند تحويله إلى عرض مسرحي؟”
استخدم صالح المنهج السيميائي لتحليل النصوص الثلاثة، وأشار إلى عدم وجود تصنيف دقيق للأجناس الأدبية، إذ لم يتضح ما إذا كانت النصوص مأساوية أو كوميدية بشكل صريح، رغم أنها اتجهت نحو الطابع المأساوي مع بعض التلميحات الكوميدية.
وأشاد أيضاً بعناوين النصوص التي اعتبرها ذات طابع فضولي ومثير للتفكير، مثل “فريق الكابتن يحيى”، و”40 ميلاً شمالاً”، و”العمة”، ورأى أنها تلبي معايير التشويق وتحفز فضول المتلقي.
تحليل بنية النص: اللغة والفضاء والعلامات
وناقش الدكتور صالح البنية الدرامية للنصوص الثلاثة، مشيراً إلى المستويات اللغوية المختلفة، وخاصة في اللغة العامية كما في “فريق الكابتن يحيى”، وكذلك المستويات اللغوية المختلفة في التعليمات ومدى التزام المؤلفين بها.
كما تناول الفضاء المسرحي وتحليل الشخصيات ونهايات الأعمال، مسلطاً الضوء على نقاط القوة والضعف فيها قبل أن يعلق قائلاً: “حاولت النصوص أن تقول كل شيء، وهو ما يعني في الواقع أنها لم تقل شيئاً ملموساً وحرمتها من مساحة للتأمل”.
أحمد سمير: تجربتي بدأت بالتحضير.. وهذا أول نص مسرحي أكتبه.
وأكد الكاتب والمخرج أحمد سمير، الفائز بالمركز الأول عن سيناريو فيلم «فريق الكابتن يحيى»، أن هذه أول تجربة له في كتابة مسرحية خالصة، حيث سبق أن كتب سيناريوهات لأدوار قام بإخراجها بنفسه أو شارك في كتابتها.
قال سمير: “في عملي كمخرج، أميل إلى إضفاء طابع درامي على الرواية بدلاً من الاعتماد على نصوص مسرحية جاهزة، وكانت هذه أول محاولة لي لكتابة مسرحية طويلة. كانت فكرة السيناريو من وحي خيالي بالكامل، وتم بناء الشخصيات درامياً من الصفر”.
الحمامصي: فكرة قديمة.. وساعدني صديق في تنفيذها.
من جانبه، أعرب الكاتب عبد الرحمن الحمامصي عن سعادته بالمشاركة في المسابقة، مشيراً إلى أن فكرة نصه الفائز «40 ميلاً بحرياً شمالاً» ظلت تراوده منذ سنته الجامعية الثانية.
“ظلت الفكرة تدور في ذهني لسنوات”، قال الحمامصي، “حتى شجعتني صديقة على تحويلها إلى نص كامل وإخراجه مع مجموعة. قدمتها بالفعل وفزت، لذا أنا ممتنة لها للغاية على دعمها”.
كما أعرب عن عميق امتنانه للتعليقات النقدية للدكتور شريف صالح، مؤكداً أنها ألقت الضوء على العديد من الجوانب المهمة في العمل.
مقابلات الجمهور: صفاء البيلي تؤكد على أهمية الأصالة
وقد تميزت الندوة بتفاعل حيوي مع الحضور، حيث شاركت الكاتبة صفاء البيلي بملاحظاتها حول بنية النصوص، وأشارت إلى بعض الإشكاليات المتعلقة باللغة والأفكار وأصالة العرض.
كما قدم الدكتور أحمد عامر تعليقا تحليليا على التقنيات الدرامية المستخدمة في النصوص، مما ضمن حوارا عميقا ومثمرا في اللقاء ساعد في توسيع وجهات النظر النقدية والتأملية للمشاركين والمؤلفين أنفسهم.