“تواطؤ ترامب وروسيا”.. غرفة سريّة تكشف تفاصيل جديدة في القضية

في تطورٍ دراماتيكي يُعيد قضية التواطؤ الروسي إلى واجهة السياسة الأمريكية، كشفت مصادر مطلعة لشبكة فوكس نيوز عن اكتشاف غرفة سرية تحتوي على آلاف الوثائق الحساسة المتعلقة بتحقيق “إعصار كروس فاير” سيئ السمعة. دُفنت هذه الوثائق فيما يُسمى “أكياس الحرق”، المُصممة لتدمير المواد السرية.
وبحسب مصادر، فإن الوثائق التي كشف عنها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الحالي كاش باتيل خلال تحقيق خاص أجراه هو وفريقه، تتضمن ملحقًا سريًا لتقرير المحقق الخاص السابق جون دورهام، والذي يُظهر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بدأ بالفعل في دفع رواية “التواطؤ الروسي” قبل إطلاق تحقيقه الرسمي في حملة ترامب في عام 2016.
في مقابلة مع المذيع الشهير جو روغان، صرّح باتيل بأنه اكتشف الغرفة السرية أثناء مراجعة ملفات قديمة متعلقة بتحقيق روسياغيت. ووصف ما توصل إليه بأنه “مادة لم يرها أو يسمعها أحد من قبل”.
أكد باتيل أن الوصول إلى هذه الغرفة كان مغلقًا ومُخفى عن كبار المسؤولين والهيئة التنظيمية. وقال: “أغلقتُ الباب وقلتُ إن أحدًا لن يعلم بوجود هذا المكان أبدًا”.
وقال باتيل إنه كان يعمل بشكل مباشر نيابة عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، برئاسة السيناتور تشاك جراسلي، الذي دعا إلى إجراء تحقيق جديد فيما أسماه “الخداع المنهجي من جانب مجتمع الاستخبارات خلال انتخابات عام 2016”.
وتكشف الوثائق أن الاستخبارات الأميركية تلقت معلومات استخباراتية أجنبية ذات مصداقية عالية تشير إلى أن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا يخططون لترويج فكرة التواطؤ بين ترامب وروسيا، كجزء مما أطلق عليه لاحقا “عملية تضليل سياسي”.
وبحسب مصادر، تكشف الوثائق أن “ملف ستيل”، الذي جمعه ضابط استخبارات بريطاني سابق، كان بمثابة دليل رئيسي في طلب المراقبة ضد مستشار ترامب السابق كارتر بيج، على الرغم من أن الملف تم تمويله سرا من قبل حملة هيلاري كلينتون واللجنة الوطنية الديمقراطية.
كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجماته ضد خصومه السياسيين، ومن بينهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهيلاري كلينتون، في الأيام الأخيرة.
قال ترامب في منشور على حسابه على “تروث سوشيال”: “أوباما هو من اخترع ‘خدعة روسيا’. هيلاري كلينتون الفاسدة، وجو بايدن النائم، وكثيرون غيرهم، كانوا متواطئين في هذه الجريمة. لدينا الآن أدلة تثبت تورطهم”.
أكد ترامب أن أحداث انتخابات عام ٢٠١٦ لا يمكن اعتبارها خطأً إداريًا: “لقد كانت مؤامرة كاملة لتقويض إرادة الناخبين الأمريكيين. إنها ليست مجرد فضيحة سياسية… إنها جريمة القرن”.
في عام ٢٠١٦، أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحقيق “كروس فاير هوريكان” في مزاعم تواطؤ حملة ترامب مع روسيا. تولى المحقق الخاص روبرت مولر القضية، واستمر التحقيق عامين دون العثور على أدلة قاطعة على تواطؤ جنائي بين الجانبين.
وقد تم تكليف جون دورهام بهذه المهمة في وقت لاحق، حيث خلص إلى أن التحقيق لم يكن كافياً وأن الضباط ضللوا الجمهور عمداً من أجل الحصول على أوامر التفتيش والمصادرة.
من جانبه، أكد السيناتور تشاك غراسلي استلامه الوثائق التي عثر عليها باتيل، وأنها قيد المراجعة حاليًا من قِبل لجنة مختصة. وصرح مصدر في اللجنة بأنه سيتم قريبًا نشر نسخة منقحة من الملحق السري للجمهور.
وعلى هذه الخلفية، تقول المصادر إن المديرين السابقين لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل، بما في ذلك جيمس كومي وسالي ييتس وأندرو ماكابي، يواجهون مرة أخرى أسئلة حول دورهم في إصدار أوامر المراقبة.
وكان النائب الجمهوري ديفين نونيس، الذي يرأس حاليًا منظمة “تروث سوشيال”، قد زعم سابقًا أن كاش باتيل لعب دورًا حاسمًا في الكشف عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال هذه الفترة، مشيرًا إلى أن “المؤسسات الفيدرالية عملت على إخفاء الأدلة وتضليل الشعب الأمريكي”.