لطفي لبيب ليس الوحيد.. فنانون وثّقوا الحروب وتحدثوا عن الفن والحياة بذكرياتهم وسيرهم

لفتت وفاة الفنان لطفي لبيب الانتباه إلى جانب آخر من مسيرته الفنية، جانب لا يرتبط باللوحة، بل بالكلمة المكتوبة. ولكنه لم يكن الوحيد. فقد اتجه العديد من الفنانين المصريين إلى الكتابة أيضًا، سواءً في القصائد أو الروايات أو المذكرات. وشاركوا مشاعرهم ورؤاهم للحياة والفن مع جمهورهم، تاركين بصمة خالدة في عالم الأدب.
لطفي لبيب: شهادة من قلب الحرب لم يقتصر لطفي لبيب على التمثيل، بل وثّق تجاربه كمقاتل في حرب أكتوبر في كتابه “الكتيبة السادسة والعشرون”، الصادر بعد عامين من انتهاء الحرب. يروي الكتاب تفاصيل أول كتيبة مشاة تعبر القناة الإنجليزية في السادس من أكتوبر، ناقلاً لحظات الخوف والأمل والانتصار التي عاشها. أهدى كتابه إلى رفاقه الذين ناضلوا من أجل أرواحهم ووطنهم، معرباً عن أمله في تحويل هذه القصص إلى أعمال فنية خالدة.
صلاح عبدالله… الشاعر العامي الساخر من يتابع حسابات الفنان صلاح عبد الله على مواقع التواصل الاجتماعي يعرف شغفه بالشعر العامي. لا يفوّت فرصةً لكتابة أبياتٍ تعبر عن آرائه، سواءً ساخرةً أو وطنيةً. وقد جمع بعضًا من قصائده في ديوان “تخاريف… في العامية العمياء”، الذي يروي فيه رحلته الطويلة من المشاعر والمواقف.
محيي إسماعيل… تأملات في النفس البشرية وأسباب الحروب ألّف الممثل محيي إسماعيل العديد من الأعمال الأدبية، منها “جروح الروح” و”تعقيد النفس البشرية” و”المجنون”. وتتناول روايته الأخيرة “الإوزة الطائرة والبطة العرجاء” أحداث العالم وأسباب الحرب.
أحمد حلمي.. طريقة أخرى للتقرب من الجمهور في عام ٢٠١٢، أصدر الفنان أحمد حلمي كتابه “٢٨ رسالة”، وهو عبارة عن مجموعة من مقالاته الصحفية. وحقق الكتاب، الذي اتسم بنبرته المرحة والساخرة، نجاحًا باهرًا، وطُبع أكثر من عشرين مرة. وكان ذلك بمثابة وسيلته للوصول إلى جمهوره بلغة أقرب إلى حياتهم اليومية.
خالد الصاوي… موهبة أدبية مبكرة قبل أن يشتهر خالد الصاوي كممثل، كتب ديوانين شعريين: “نبي بلا أتباع” و”أوبريت الدولفين”، الذي حُوِّل لاحقًا إلى مسرحية. تعكس هذه الكتابات أفكاره قبل دخوله عالم الفن، وتظل شاهدًا على بداياته الأدبية.
سمير صبري: ذكريات نصف قرن من الفن والسياسة في كتابه “قصص حياة”، يروي سمير صبري خمسين عامًا قضاها متنقلاً بين الفن والسياسة. ويكشف الكتاب، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، تفاصيل محطات بارزة في حياته، منها توقف برنامجه الشهير بأمر من الرئيس السادات، وعلاقاته مع رموز فنية وسياسية عديدة، مثل مصطفى أمين، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب. وقبل وفاته، صرّح صبري بأنه كان يعمل على جزء ثانٍ من الكتاب، لكنه لم يُنشر قط.
إسعاد يونس: من القصص الشخصية إلى تاريخ الفن شاركت الإعلامية والفنانة إسعاد يونس تجاربها الشخصية وقصصها الفنية مع جمهورها في عدة كتب، منها “الحياة لا تزال ممكنة… نعم، ممكنة”، و”كما أقول لكم” في جزأين، و”آتيكم بالكلمة”، و”في استقبال فخامة الرئيس”. توثق كتبها مراحل مختلفة من الفن المصري، وتسلط الضوء على العلاقة بين الفن والسياسة منذ عهد عبد الناصر وحتى يومنا هذا.
يوسف وهبي… مؤلف المذكرات الأكثر جرأة كتب الفنان يوسف وهبي مذكراته “عشت ألف عام”، التي تُعتبر من أجرأ الكتب في تاريخ الفن المصري. ورغم كشفه عن أسرار كثيرة عن حياته وآرائه، يرى بعض النقاد أنه أخفى الكثير أيضًا. قال وهبي: “لا أدعي أنني قديس، ولا راهب في حرم، ولا صوفيّ، ولا معصوم من الخطأ والشهوة”. وبذلك، رسم صورة صادقة لحياة فنان شهد العديد من التقلبات في حياته الشخصية والفنية.