عرض الوحش يواجه التنمر ويدعو لتقبّل الآخر في المهرجان القومي للمسرح وسط إقبال جماهيري لافت

منذ 19 ساعات
عرض الوحش يواجه التنمر ويدعو لتقبّل الآخر في المهرجان القومي للمسرح وسط إقبال جماهيري لافت

أمام حضور جماهيري غير مسبوق، قدم المعهد العالي للفنون المسرحية التابع لأكاديمية الفنون مسرحية “الوحش” من إخراج وتأليف محمد عادل، على مدار أمسيتين ضمن المسابقة الرسمية للعروض المسرحية في الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري.تحظى عروض المهرجان هذا العام بشعبية كبيرة، لكن ما حدث في العرض الضخم فاق كل التوقعات. فرغم الحجوزات الإلكترونية، وصل الجمهور قبل ساعتين من بدء العرض. أصر البعض على الدخول رغم اكتمال العدد، بينما لم يتمكن آخرون من الدخول. امتلأ مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بالجمهور، فجلس بعضهم على الأرض وعلى السلالم، بينما اضطر آخرون لمشاهدة العرض وقوفًا.وعن فكرة عرض “الوحش” في هذا الوقت، قال المخرج محمد عادل: “أرى أن العنف والجريمة، وخاصة القتل، قد ازدادت بشكل ملحوظ. من خلال هذا العرض، أردتُ التعبير عن ضرورة تقبّل الآخر، حتى لو بدا غريبًا وبعيدًا عنا، كما يفعل بطل العمل. فرفضنا لهذا الآخر يُنشئ حولنا وحوشًا لأننا نرفض الناس ولا نقبلهم”.وأضاف: “نحن بحاجة إلى مزيد من التعاطف والمحبة، وعلينا أن نعترف بأن إنسانية بعض الناس ملوثة. علينا أن نبحث عن حلول حقيقية ونواجه الحقيقة. هذا يعني أننا بحاجة إلى مزيد من تقبّل الآخرين، بغض النظر عن اختلافاتهم، طالما أنهم لا يؤذوننا. لأن رفضنا لهم قد يجعلهم وحوشًا حقيقية، كما حدث في المسلسل، حتى لو لم تكن طبيعتهم كذلك تمامًا”.تدور أحداث المسلسل حول المخترع الدكتور فيكتور فرانكنشتاين، الذي ابتكر مخلوقًا من بقايا جثث. بعد أن تسلل إليه، هرب منه حاملًا معه دفتر الملاحظات الذي مكّنه من صنع مخلوقات باستخدام آلته. مع تطور الأحداث، بدأ هذا المخلوق، الذي اعتبره البعض في البداية وحشًا لغرابة شكله، ووصفه آخرون بأنه غريب، يقع في غرام الحب. إلا أن عدم تقبل الآخرين له، والأذى غير المبرر الذي ألحقوه به، حوّله إلى وحش حقيقي، مؤثرًا على جميع أحداث المسلسل.أدى تكامل عناصر العرض إلى إبقاء الجمهور في القاعة يصفق ويهتف، وعلى الرغم من الحشود، فقد ظلوا صامتين طوال العرض.تميز مخرج العرض باختياره الدقيق للعناصر المسرحية، بدءًا من التمثيل واهتمامه بحركات وتكوين كل ممثل على خشبة المسرح، وصولًا إلى الإضاءة والديكور والموسيقى والمكياج. شكّلت هذه العناصر نسيجًا متكاملًا لا يمكن فصله، فخلقت لنا لوحة فنية متكاملة تجسدها مسرحية “الوحش”.فازت مسرحية “الوحش” من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية بالجائزة الأولى في المهرجان الدولي لهذا العام الذي نظمه المعهد بالقاهرة.ويلعب الأدوار الرئيسية كل من عبد الفتاح الدباركي، ونيللي الشرقاوي، وأحمد الرمادي، ومحمد حسن، ومصطفى منير، ونادين حسام الدين، وسعيد سلمان.الإضاءة: أحمد طارق، تصميم الديكور: ياسمين هاني، تصميم الأزياء: أميرة صابر، الإدارة الموسيقية: الطيب سلامة، المكياج: نادين أشرف، الإدارة التنفيذية: غالية الحسن.


شارك