طالبوا بفك الحصار عن غزة.. أمريكا تعتقل عشرات الحاخامات اليهود

اعتقل مسؤولون أمنيون أمريكيون عشرات الحاخامات اليهود بعد مشاركتهم في احتجاج سلمي أمام مكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون. وطالب المتظاهرون بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وإنهاء ما يسمى بـ”حصار” الحكومة الإسرائيلية للقطاع.

شارك في الاحتجاج سبعة وعشرون حاخامًا من مجموعة “يهود من أجل مساعدات غذائية لأهالي غزة”. دخلوا مكتب السيناتور ثون حاملين لافتات كُتب عليها: “الحاخامات يقولون: احموا الحياة!” و”الحاخامات يقولون: أوقفوا الحصار”.

وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط من اعتقال ثمانية حاخامات آخرين في مظاهرة منفصلة خارج القنصلية الإسرائيلية في مدينة نيويورك.

في مكتب ثيون، قرأ حاخامان مقتطفات من “مراثي إرميا”، النص التوراتي الذي يُتلى في يوم تيشا بآف، ويصف حصار القدس القديمة. ترجما المقطع: “أطفال صغار يطلبون خبزًا، فلا أحد يُعطيهم قطعة”.

كما غنى الحاخامون المزمور 23 في لحن يستخدم تقليديا في الجنازات اليهودية قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقلهم وتخرجهم من مبنى مجلس الشيوخ.

من بين المعتقلين داعمون بارزون للحركات اليهودية المؤيدة للفلسطينيين، منهم الحاخام مردخاي ليبلينغ، المدير السابق لبرنامج تنظيم العدالة الاجتماعية في الكلية الحاخامية لإعادة الإعمار؛ والحاخام آبي شتاين، أول امرأة متحولة جنسيًا من أصول حسيدية تُعلن عن تحولها الجنسي؛ والحاخام أندرو خان من بروكلين، رئيس المجلس الأمريكي لليهودية، والمعروف بآرائه المناهضة للصهيونية. كما اعتُقلت الحاخام أميليا وولف، مديرة كنيس إيتز حاييم في أرلينغتون، فرجينيا.

قالت الحاخامة أليسا وايز، المديرة المؤسِّسة لـ”حاخامات من أجل وقف إطلاق النار”، في بيان: “إنها مسألة حياة أو موت. مسؤوليتنا الروحية الأعظم كيهود وحاخامات هي حماية الحياة. كل حياة مقدسة، لكن حياة الفلسطينيين لا تُعامل على هذا الأساس، وهذه وصمة عار على إنسانيتنا المشتركة. نحن هنا لتأكيد قدسية حياة كل فلسطيني، وكل إسرائيلي، وكل إنسان”.

على مدى الشهرين الماضيين، وقع أكثر من 23,500 يهودي، بما في ذلك أكثر من 750 حاخامًا وأكثر من 100 معبد يهودي ومجتمع ديني يهودي، على بيان بعنوان “اليهود من أجل مساعدات غذائية لشعب غزة”.

كما وقع أكثر من ألف حاخام على رسالة مفتوحة هذا الأسبوع تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى “التوقف عن استخدام الجوع كسلاح في الحرب” – وهو الاتهام الذي ترفضه إسرائيل رسميا.

وفي نيويورك، نظمت منظمتا “ترواه” و”الأجندة اليهودية” في نيويورك مظاهرة أمام القنصلية الإسرائيلية، للمطالبة بزيادة المساعدات المقدمة لغزة، وإنهاء الحرب، والإفراج عن جميع السجناء.