الأزهر والإفتاء يفندان خرافة الجن في حرائق قرية برخيل بسوهاج: الإسلام أَمرنا بدراسة الظواهر دراسة علمية

منذ 13 ساعات
الأزهر والإفتاء يفندان خرافة الجن في حرائق قرية برخيل بسوهاج: الإسلام أَمرنا بدراسة الظواهر دراسة علمية

أكد الدكتور محمد الجندي، مدير مجمع البحوث الإسلامية، أن زيارة وفد دعاة الأزهر الشريف لقرية برخيل بمركز البلينا بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، تأتي في إطار الزيارات الوعظية الدورية للوعاظ، وأن الأزهر لم يرسلهم خصيصًا للتحقيق في الحرائق التي اندلعت بالقرية.

في إحدى ليالي يوليو، تفاجأ أهالي قرية برخيل بمركز البلينا بمحافظة سوهاج بحريق مفاجئ التهم 25 منزلًا، ولم تتضح أسبابه حتى الآن.

كانت هذه الليلة الأسوأ على القرويين، لكنها لم تكن آخر ليلة حرائق. احترقت منازل وشقق عديدة في حوادث متفرقة، ما أدى إلى إصابة عدد من السكان.

وأضاف الجندي لـ”الشروق” أن أهالي القرية شعروا بالفزع من الحرائق التي اندلعت في عدة منازل. وكان معظمهم على قناعة بأنها ذات بُعد روحي أو قوة خفية. وحاول الخطباء طمأنتهم نفسيًا، موضحين أن فكرة سيطرة الجن على الناس بهذه الطريقة ضرب من الخرافات.

وأوضح أن الخطباء حاولوا إقناع الناس بالتخلي عن خرافاتهم، وترك التحقيق والتوضيح العلمي لأسباب الحرائق للجهات المختصة، وعدم الانخراط في أفكار تؤجج الذعر وتمنع حل الأزمات.

وفي السياق نفسه، جادل الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الادعاء بأن حرائق القرى من عمل الجن أمرٌ غير منطقي وغير مقبول شرعًا. فالإسلام يأمرنا بالبحث العلمي في الظواهر بعيدًا عن الخرافات للوصول إلى نتائج دقيقة.

وأضاف مخاطبًا الشروق: “فكيف نعرف إذن؟ أليس من المعقول أن يكون سبب الحرائق هو ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، أو أن أحدًا أشعل النار في البيوت التي اكتُشف فيها الحريق، أو أن هناك سببًا آخر لا علاقة له بالجن؟!”

وأكد أمين الفتوى أن الله تعالى وصف الشيطان وقدرته بقوله: {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً}، وتابع: “وهل يعقل أن يكون الضعفاء سبباً في ذلك؟!”.

جدير بالذكر أن الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ووكيل الأزهر سابقًا، كتب في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك مساء الأحد: “استغاث بعض أهالي قرية برخيل بمركز البلينا بسوهاج، لاندلاع حرائق في منازل دون سبب واضح. لا أعرف كيف أساعدهم، لكن لعل هذا المنشور يصل إلى من يستطيع”.

وعلّق لاحقًا على المنشور نفسه، مُشيرًا إلى أنه تلقى رسالة من أستاذ جامعي، وهو طبيب مختص، يُحذّر فيها السكان من تخزين النفايات الزراعية داخل منازلهم أو حولها، إذ تُوفّر هذه النفايات بيئةً خصبةً ومناسبةً لنموّ وتكاثر الكائنات الدقيقة، وخاصةً البكتيريا المُنتجة لغاز الميثان القابل للاشتعال في درجات الحرارة العالية. وأوضح أن هذا هو سبب اندلاع الحرائق في هذه درجات الحرارة العالية.

أصدر اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، توجيهات لوكلاء الإدارات المعنية بالتحرك الفوري لتقديم الدعم اللازم لأهالي القرية وتلبية احتياجاتهم، في ظل الحرائق المتكررة التي نشبت في منازل عدد من المواطنين خلال الأيام الماضية. وشملت التوجيهات قيام إدارات التضامن الاجتماعي والمرافق والصحة بتنظيم جولات تفقدية للقرية لمتابعة الوضع ميدانيًا وتقديم الدعم اللازم في مناطقهم، مع وضع خطة طوارئ لاحتواء الحوادث.


شارك