بعد مأساة المنيا.. مبيدات تحتوي على “الكلورفينابير” وأهم النصائح لتجنب المخاطر

منذ 4 شهور
بعد مأساة المنيا.. مبيدات تحتوي على “الكلورفينابير” وأهم النصائح لتجنب المخاطر

يعيش أهالي قرية دلجا بمركز دير مواس، جنوب محافظة المنيا، حالة من الحزن والخوف منذ أيام إثر وفاة ستة أطفال ووالدهم. وظلت ملابسات الوفاة غامضة ومثيرة للريبة، مما أدى إلى انتشار شائعات. وقد ظهرت الحقيقة مؤخرًا: عُثر على مبيد حشري في أمعاء المتوفين. إلا أن كيفية دخول المادة إلى الجثث وتسببها في وفاتهم لا تزال غامضة.

المفاجأة التي كشفها الدكتور محمد إسماعيل عبد الحفيظ، أستاذ السموم بكلية الطب بجامعة المنيا، والذي تولى رعاية الطفلين الأخيرين قبل وفاتهما، هي أن المواد شديدة السمية التي تناولاها كانت تحتوي على المادة الفعالة كلورفينابر. وقد أثار هذا غموضًا كبيرًا، لا سيما وأن هذه المادة لا يمكن اكتشافها بالفحوصات الطبية أو الأشعة السينية. وقد زاد هذا من تعقيد الغموض حتى توفي الأب أيضًا بنفس الأعراض.

وينشر ايجي برس معلومات هامة عن هذه المادة السامة والخطيرة وكيف وصلت إلى أيدي مئات المزارعين من خلال منتجات مختلفة في الأسواق وبيعها عبر منافذ البيع الرسمية والحكومية والخاصة.

يوضح الدكتور عمر غانم، رئيس قسم مكافحة البساتين والخضراوات والباحث في مجال علوم البستنة والمبيدات، أن الكلورفينابر يُستخدم على نطاق واسع في مصر وعدة دول أخرى، لمكافحة العناكب الزراعية، وخاصةً تلك التي تنتشر في مزارع الطماطم وفول الصويا والبطاطس والباذنجان والقرع العسلي. تتكاثر هذه العناكب في ظروف درجات الحرارة والرطوبة العالية، كتلك السائدة حاليًا.

أشار غانم إلى أن استخدام الكلورفينابر مسموح به صراحةً في مصر من خلال منافذ بيع وزارة الزراعة. وأضاف أن أشهر المنتجات التي تحتوي على هذه المادة هي تشالنجر، وفانتي، وكونكورد، وكابيتول. وأكد أن هذه المنتجات متوفرة ومعتمدة في منافذ بيع وزارة الزراعة بمحافظة المنيا، وكذلك في جميع محلات بيع المبيدات الزراعية، وأنها من أفضل المواد المكافحة للآفات عند استخدامها بشكل صحيح وآمن.

أوضح رئيس هيئة الرقابة البستانية بالمنيا تأثير هذه المادة على الحشرات، وكذلك على سلامة النباتات والمواطنين: “يؤثر المبيد بشكل مباشر على جميع مراحل نمو الآفة. فهو يدمر مراكز إنتاج الطاقة في خلية الحشرة، مما يؤدي إلى القضاء عليها بسرعة. وفي الوقت نفسه، يُكسب النبات مناعة من خلال الميتوكوندريا، مما يُعزز مراكز إنتاج الطاقة فيه. ويمكن تحقيق كل ذلك من خلال الاستخدام السليم وتركيز مُعدل للمادة بنسبة 40 سم³ لكل 100 لتر من الماء”.

أكد غانم على ضرورة عدم حصاد النباتات المرشوشة بمنتجات تحتوي على الكلورفينابر إلا بعد مرور 21 يومًا لضمان تحلل المادة وزوالها، مما يجعلها غير سامة. وأشار إلى أنه لا ينبغي الرش في فترة ما بعد الظهر، لأن النبات يغلق مسامه عند درجات الحرارة العالية فلا يستفيد منها. كما أن درجات الحرارة العالية قد تؤدي إلى تحلل المبيد، مما يُفقده فعاليته. كذلك، لا ينبغي الرش في الصباح الباكر، لأن قطرات الندى تتساقط من الأوراق وتحمل المبيد معها. لذلك، فإن أفضل وقت هو من فترة ما بعد الظهر حتى غروب الشمس.

ولمعالجة الأضرار الناجمة عن الرش غير السليم من قبل المزارعين وعدم الالتزام بنسب التركيز العلمية، أوضح غانم أنه يمكن حل المشكلة برش المنشطات النباتية أو المغذيات لتجديد نمو النبات خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام، وهي الفترة التي تظهر فيها آثار المبيد.

وأشار غانم إلى أن البديل الأكثر أماناً لمنتجات الكلورفينابير هو منتجات الأبامكتين والتي تشمل: فيرتيميك، أورتيس، سوبر أورتيس، جولد، ورومكتين، مؤكداً أن استهلاك منتجات الكلورفينابير تراجع في السنوات الأخيرة بسبب دخول منتجات أخرى.

نصح غانم المزارعين بحماية صحتهم عند استخدام هذا المنتج أو غيره من المبيدات. ويشمل ذلك ارتداء قفازات وأقنعة واسعة، والتخلص من العبوات الفارغة بدفنها في أماكن نائية أو في حاويات النفايات المخصصة، وعدم رميها في المجاري المائية أو على الطرق.

تجدر الإشارة إلى أن والد أطفال المنيا، الذين لقوا حتفهم جميعًا، كان معروفًا بتجارة الطماطم وزراعتها. وقد تكهن البعض بأنه استخدم هذه المبيدات للقضاء على العناكب النافعة. إلا أن المحققين لم يكشفوا بعد ما إذا كانت المبيدات قد عُثر عليها في منزله، أو كيف تسمم هو وأطفاله ولقيوا حتفهم.

اقرأ أيضاً:

“بيت التوابيت السبعة”: قصة وفيات غامضة بدأت بالأطفال وانتهت بالأب في المنيا.

طبيب أطفال بالمنيا: اكتشفنا قاتلًا كيميائيًا لا يمكن اكتشافه بالتحاليل (فيديو وصور)

“فرحة” ماتت.. القصة الكاملة لوفاة ستة أشقاء صغار بالمنيا – صور

والد أطفال المنيا في حالة حزن شديد، ونُقل إلى مستشفى أسيوط.


شارك